“المسؤول العنكبوت” الشخصية الاكثر إبهارا في الحياة الأردنية المصوّرة / لقمان اسكندر

 لقمان إسكندر ( الأردن ) الإثنين 18/2/2019 م …
الأردن العربي – عن عمون –



لا تختلف شخصية “سبايدرمسؤول” أو المسؤول العنكبوت، كثيرا عن شخصية سبايدرمان، سوى ببعض التفاصيل الثانوية.

مثلا بالمنتج المنفذ، أو في أن الثانية – “سبايدرمان” شخصية خيالية خارقة ظهرت في الكتب المصورة الأمريكية، فيما “سبايدرمسؤول” شخصية أردنية حقيقة ظهرت في الحياة المصورة الأردنية عن رجال خارقين يتقلدون العشرات من المناصب والتخصصات من دون أن يشعرهم ذلك بالإرهاق.
وبينما ظهرت شخصية سبايدرمان لأول مرة في كتاب هزلي للرسوم المصورة عام 1962م؛ لا يعرف تماما العام الذي ظهرت فيه شخصية “سبايدرمسؤول” الأردنية.
لكن شخصية سبايدرمان الامريكي تتقاطع مع المسؤول العنكبوت الأردني في كونهما يملكان حبلا يتنقلان فيه، حيث أرادا، فيما يختلفان في نوعية الحبال التي يملكها الأول عن الثاني. إن الحبل الذي للأمريكي مرئي للناس، بل ويكاد يتفاخر به الرجل، فيما صاحبنا حبله لا يُرى حتى بالاشعة السينية.
أما الفرق الأخر بين الرجلين أنّ سبايدرمان شاب يتيم عاش تحت رعاية عمته وعمه في مدينة نيويورك، فيما صاحبنا يعيش في كنف رعاية أبوية لا تتوقف ممتدة حتى “اللانهائية” من الأسباب.
لا حاجة للمسؤول العنكبوت أن يلدغه عنكبوت ليمنحه قوة خارقة وخفة في الحركة، والقدرة على التمسك بمعظم أسطح الوزارات والهيئات المستقلة والشركات العامة وغير العامة، واللجان؛ فالرجل صاحب حاسة تاسعة تساعده على استشعار الكرسي الفارغ أو الذي يكاد يفرغ.
“سبايدرمسؤول” يمكن له إذا ما فرغ كرسي “وزارة الفلسفة” مثلا أن يمدّ حبله إلى مبناها فيصبح فيلسوفا، وفي لحظة واحدة يطير بحبله، فيصبح وزيرا “تفكير”، بل يمكن ان يتحول فجأة الى طبيب أعصاب إن تطلب الامر.
وبينما سبايدرمان الامريكي واحد، في الاردن هناك كثر. رجال عناكب يزيدون عن المئة إلا قليلا، يتنطّطون بين المباني الرسمية فيما الشعب في الاسفل مبهورا بقوتهم الخارقة في القفز من شارع الى اخر.
هكذا إذن. بامكان المسؤول العنكبوت منهم حتى وإن كان مضيف طيران ان يدخل غرفة عمليات ويجري أصعب العمليات الجراحية ثم يخرج للناس وهو يخلع القفازات عن أصابعه ليقول لهم: “البقية بحياتكم”، ثم يمد يده الى مبنى رسمي آخر ليطير إليه.


قد يعجبك ايضا