المشاركة السياسية ( حرية ام تضييق؟ ) / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الإثنين 18/2/2019 م …




تواجه الحكومة بعض الازمات في فهم الشباب وآليات احتوائهم واستيعاب افكارهم السياسية وغيرها من قضايا اجتماعية وعملية تواجههم ، معتبرة ان الكثير منهم غير مؤهلين لطرح تلك المشاكل والازمات التي يعانون منها وتدرج حماسهم وحراكهم ونداءاتهم ضمن خانة التهور والتسرع لبحث أولئك  الشباب عن التعبير بطرق ووسائل متعددة سلوكية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها .

هذا يحدث عندما تغيب الثقة بين الطرفين فتقوم الحكومة باتباع اساليب التضييق على الشباب بالوسائل المتعارف عليها وبكل الاشكال المتاحة ، وبالتالي تؤممهم عن طريق اختيار اشخاص محدودي التوجه تراهم مناسبين ومتجاوبين مع نهج الحكومة وفكرها واسلوبها معتبرة انها قدمت ما يتوجب عليها لهذه الشريحة .

ولكن هذه الاستراتيجية الحكومية خلقت سوء فهم وانعكاسات سلبية لدى الكثير من الشباب الذين يرون ان الحكومة مقصرة بحقهم وبحق مطالبهم ، وان هذا تجاهل واستغفال واستهانة بقدراتهم بل يتم في كثير من الاحيان توجيه الاتهام اليهم بكثير من الاتهامات التي تضر بمستقبلهم .

وهذا يخلق إشكال متزايد ولا يبدو حينها ان مسألة بناء جسور التقارب والتفاهم في وجهات النظر سهلة ، وبالتالي تزداد حدة الانتقادات الموجهة للحكومة خاصة وان هذه المرحلة العمرية تغلب عليها الانفعالات ولديها الجرأة بالنقد والتعبير اي ان كثيراً من المسؤولين والسياسيين والمعنيين يغفلون قدرة وطاقة الشباب المنتجة فكرياً وعملياً ، كذلك فان كثيراً من الحكومات تعتبر ان افساح المجال للشباب بالعمل السياسي والانخراط به هاجساً يجب ان يخشوه وعليهم القبول بما تريده الحكومة منهم فقط دون جدال او حوار وخلاف ذلك فانهم معارضة سياسية .

متناسين ان مشاركة الشباب بالحياة السياسية وفي الشأن العام بأنها توصف من اهم دعائم المواطنة وديمقراطية المشاركة لدى المجتمعات المتحضرة ، وتجديد الدماء في شرايين النظام السياسي والاجتماعي للوطن ، وتعزز حركة التنمية المستدامة ، فقضايا الشباب متعددة ومتنوعة وهي على درجة كبيرة من الاهمية ان تناقش بأسلوب علمي وعملي .

فهذا مشروع الحداثة والبناء الديمقراطي بدل ان نتركهم فريسة للتنظيمات المختلفة توجههم كيفما تريد ، فالشباب في الجامعات يمثلون المنتج الاساسي للكوادر السياسية ، والمراكز والهيئات الشبابية منتج آخر وتوعية وارشاد وتثقيف سياسي ، خاصة اذا كانت هناك دورات وندوات توعية لتنمية الفكر الشبابي اذن علينا رأب الصدع مع الشباب وتجنب الوصول الى مرحلة الصدام معهم واستمالتهم بالطرق الحديثة لاستيعاب مطالبهم بدل ان يتوجهوا للعمل بطرق خفية او سلوكيات سلبية .

فالتنظير الاعلامي لوحده غير كافٍ وبرمجة اللقاءات مع بعض الشباب لا يغطي العجز في التعبير عما يشكو منه الشباب في مجتمعاتهم واماكن عملهم ، بل يجب ان يكون هناك لقاءات وحوارات ميدانية وعملية ، وعلى الجهات المعنية والقطاع الاهلي والخاص القيام بواجباته ومسؤولياته اتجاه ذلك .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا