واشنطن تستنسخ داعش والنصرة في فنزويلا وتطالب اسرائيل علنا بالتدخل لمواجهة حزب الله في فنزويلا / بسام أبو شريف




بسام ابو شريف ( فلسطين ) الأحد 10/2/2019 م …

عندما تجد لحاما تعود على استخدام الساطور والبلطة والسكين الضخمة لقطع اللحم والعظام مشرفا على بستان من الزنبق ليرعاه … تموت الزنابق تحت ضربات ساطوره  ، فهو يظن أن الساطور يستخدم لرعاية الورد كما يستخدم لتطويع العظام واللحم في ملحمته ، مضحك مبكي منظر بومبيو في ثياب ” تهته العجيب ” ولا أدري من منكم  يتذكر ” تهته العجيب “أو ” دونالد دك ” أو ” زن تن تن ” ، كتب شاعرنا الكبير محمود درويش في وصف قصف اسرائيل لمباني مدينة بيروت : ” اميركا وراء الباب ، وراء الباب اميركا ” ، ويكتب بومبيو العجيب هذه الأيام : ” حزب الله وراء الباب ، وراء الباب حزب الله” .

الجزار الذي كان وزيرا للمخابرات المركزية أصبح وزيرا للخارجية ، لكنه مستمر باستخدام ساطوره لرعاية الورد ، كلام بومبيو قد يؤخذ على محملين الأول انه كوزير خارجية حاليا ومديرللسي آي ايه سابقا غير قادر على التحرر من قوالبه السابقة المبنية على التعمق والتخصص بالتآمر على القوى الديمقراطية ، وبالقيام بعمليات لقلب أنظمة حكم لا ترضخ لواشنطن ، وشن عمليات ارهابية واسعة عبر تمويل وتدريب وتسليح عصابات لا عمل لها سوى تنفيذ مخططات واشنطن ( وفي الغالب تنتهي هذه العصابات بعد انهاء مهامها ، ونهاية هذه العصابات تأتي على يد واشنطن التي خلقتها واستخدمتها ) ، لذلك لايستطيع بومبيو أن يحلل الأمور الا بمنظار المتآمر أو العمليات السرية ، ولايرى الحوار مع أية قوة سياسية مفيدا بل ان حواره الوحيد ، هو رضوخ القوى لواشنطن وان رفضت فالعمليات التآمرية أداته للتطويع ، وكلما واجه مشكلة ( وفي أغلب الأحوال ناشئة من كفاح شعب ضد محاولات الهيمنة الاميركية ) يلجأ فورا الى هاجسه : ” وراء الباب ” .

والآن يرى بومبيو العجيب ان ” حزب الله وايران ” ، هما مشكلة واشنطن في فنزويلا !!!

ولنأخذ فنزويلا كمثل للتدليل على تصرفات ” تهته بومبيو ” : 1- قام بومبيو بارسال مبعوثين تحت ” أغطية مختلفة ” ، للسيد غوايدوالذي فاز بالصدفة لبحث خطة العمل السرية للانقلاب على الرئيس مادورو الرئيس الشرعي للبلاد ، وكان غوايدو قد راقب الاجراءات الرسمية لتنصيب الرئيس مادورو رئيسا لفنزويلا حسبما تقتضيه نتائج الانتخابات ، وحسبما ينص عليه دستور البلاد .

وخطة تهته بومبيو تبدأ علنا باعلان موقف غوايدو بصفته رئيسا للمعارضة ورئيسا للبرلمان ولكن ذلك لايتم حسب الخطة الا بعد اتخاذ اجراءات تحسب حساب خيار الصدام العسكري ، وقام تهته بومبيو قبل أن يعلن غوايدو انقلابه بتهريب ألاف قطع السلاح ، وعربات مدرعة عبر حدود فنزويلا مع دولة لاتينية تدين وتخضع لواشنطن ، وتم ارسال مبالغ كبيرة من المال ” كاش ” ، بحقائب عبر مطارات فنزويلا لتسلم لغوايدو ، وكان تهته قد وعد غوايدو بتأييد مجلس الأمن واوروبا ودول اميركا اللاتينية ، وتحركت آلة السي آي ايه المتمركزة في وزارة الخارجية الاميركية وسحبت الأموال اللازمة ” وهي ضخمة ” ، تحت ضجيج النقاش حول بناء حائط حدود المكسيك ” كونترا جديدة ” ، ” ويلاحظ هنا أن التشابه مع التآمر على اليندي في التشيلي قريب جدا باستثناء موقف الجيش ” ، وفي فنزويلا صدم تهته بموقف الجيش الفنزويلي وقوى الأمن الفنزويلية ، فقد وقفت بحزم ضد كل التآمرعلى شرعية الرئيس مادورو وفي اوروبا استخدمت ايطاليا الفيتو ، ووقفت اليونان الى جانب مادورو ، وكذلك في اميركا اللاتينية ، وانقسمت الدول حول ولاءاتها المعروفة فمن كان تابعا وراضخا لواشنطن وقف ضد شرعية مادورو ، ومن رفض هيمنة وارهاب واشنطن اتخذ موقفا داعما للحق والعدالة والشرعية ، و تهته بومبيوخرج بمواقف قهقه لها الجميع فقد خرج فجأة بحكاية عدم شرعية الانتخابات الرئاسية في فنزويلا ، ثم خرج بمقولة تزوير نتائج الانتخابات ، وراح يرسل السلاح مخبأ في صناديق المواد الغذائية والطبية المزعومة عبر حدود فنزويلا البرية ، لكن هذه الخطوات لم تؤد الى نتائج كان ترامب يرجوها ، فخرج ترامب بالتلويح بالتدخل العسكري  التدخل العسكري لن يأخذ شكل هجوم اميركي مباشر ، لأن هذا قد يفجر قضايا ومواقع اخرى لكنه سيتخذ شكل مساندة لعصابات مسلحة تدعي أنها معارضة ” النصرة وداعش في العراق وسوريا ” ، بنسختها الفنزويلية .

وقام بومبيو بترتيب ارسال فريق مكون من مئتي مدرب وخبير للمساعدة في الاسراع باتمام التحضير لهذه المرحلة ورصد لها ” حسابات سرية ” ، مئتي مليون دولار ولاشك ان الجهود السياسية للدول والقوى المؤيدة للشرعية – الرئيس مادورو هامة وتشكل درعا سياسيا لكن التجربة مع ترامب تشير الى ضرورة الاستعداد لمواجهة داعش فنزويلا  ، فسترتكب فرق القتل المدربة والمسلحة اميركيا قتل مدنيين ، وارتكاب جرائم لتتهم مادورو بذلك ( ولذلك استبق تهته بومبيو هذه المخططات باتهام حزب الله وايران بالتدخل في فنزويلا ، محاولة اختراع غطاء ) .

ونلاحظ هنا أن تطورات خطيرة تحصل مزامنة مع تطورات فنزويلا : فقد سحب ترامب الفين من جنوده وأثار غضب اردوغان بعدم الرد على مشروعه لاقامة منطقة عازلة تحت هيمنة تركيا بمساعدة اميركية ، وأثار اردوغان حفيظة روسيا بعدم تنفيذ ماهو مقر أن تنفذه تركيا في ادلب ، معركتان متزامنتان تلوحان في الأفق، وفي كلا المعركتين ترتكب واشنطن زلات لسان فاضحة ويظهر ” تهته بومبيو ” ، كم هو عجيب – وكلمة عجيب تعني هنا التصرف كالروبوت المصنوع في مختبرات السي آي ايه ، فقد خرج بومبيو أمس ليقول بشكل فاضح جدا: “الآن سنرى ماذا ستفعل اسرائيل ، اننا ننتظر فعلها ” ، جاء ذلك بعد أن تمسك بحبال تدخل حزب الله في فنزويلا ، واذا أخذ هذا على محمل الجد ” ولا يوجد سبب يجعلنا لا نأخذه على محمل الجد”، فاننا ننتظر قريبا جدا عمليات تشنها اسرائيل ضد حزب الله ومواقع ايران أو قوافل تنقل قواتها ومعداتها من محيط دمشق الى محيط حمص (الشيء الذي لم يشر اليه احد سوى صحيفة هآرتس)، المعروفة بأنها ليبرالية فقد سربت الخبر “هآرتس وليس يديعوت أحرونوت ” ، وعلينا من الآن أن نتوقع أن يتهم حزب الله وايران بكل عمل أينما حصل وكان موجها ضد واشنطن أو تل ابيب.

قد يعجبك ايضا