كلمة في فنزويلا / فؤاد النمري


فؤاد النمري ( الأردن ) الإثنين 4/2/2019 م …




* عن ” الحوار المتمدن ” …

  • تنويه من هيئة التحرير : ننشر هذا المقال ( وهو الثاني ) للرفيق المناضل الشيوعي الأردني فؤاد النمري ، وغنيّ عن القول أننا ( قد ) لا نتفق مع رفيقنا فؤاد ، سواء في التحليل أو في الإستنتاجات ، ولكننا ننشر المقال كونه ينطوي على نقد لتجربة اليسار في أمريكا الجنوبية من وجهة نظر رفيق شيوعي مخضرم ، صاحب مواقف مختلفة عمّا نراه في الساحة من أشباه وأنصاف شيوعيين ممن أضاعوا بوصلة الفكر الماركسي اللينيني …
  • **************************************
    تعالت دعاوى “الشيوعيين” الخونة مع استهلال القرن الحالي لتدعي أنهم ما زالوا ثوريين بالرغم من انهيار ثورة أكتوبر الإشتراكية ؛ ومشروعهم الثوري الجديد يتمثل بيسار أميركا اللاتينية . مثل هذه الدعاوى الوقحة، حيث أن الثوري لا يخون الثورة إلا مرة واحدة، كانت تتعالى بهدف تغطية خيانة هؤلاء “الشيوعيين” الخونة وهم يستبدلون ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى بما يسمى يسار أميركا اللاتينية .
    نحن لا نصم هؤلاء بالخونة إلا لأنهم يبلعون ألسنتهم تماما حين يثور السؤال عن أسباب انهيار ثورة أكتوبر؛ وما ذلك بالطبع إلا لأنهم هم أنفسهم من قاد الثورة إلى الإنهيار . في نهاية الحرب العالمية الثانية بدا واضحاً أن النظام الرأسمالي الإمبريالي في العالم بات في طور الإنهيار، وأن الإتحاد السوفياتي قد برز أقوى قوة في الأرض لا تدانيه قوى الدول الغربية الكبرى الثلاث مجتمعة، أميركا وبريطانيا وفرنسا . فحين شكلت هذه الدول حلف شمال الأطلسي في العام 49 سخر منها ستالين إذ قال ..”لن نحاربكم لكننا سنتغلب عليكم في المنافسة السلمية” . وكان أول تقرير تكتبه المخابرات الأميركية لدى تشكيلها في العام 47 يقول .. ” كانت القوات السوفياتية تستطيع عدم التوقف في برلين وتستمر زاحفة إلى الغرب حتى عبور باريس ولندن وصولاً إلى واشنطن ” .
    الشيوعيون الخونة الذين اغتالوا ستالين بالسم أثناء عشاء 28 فيراير شباط 53، وألغوا الخطة الخمسية الخامسة (51 – 55) في سبتمبر ايلول 53 التي كانت ستؤكد انتصار الإتحاد السوفياتي في المنافسة السلمية بما يوازي انتصاره في الحرب، هؤلاء الخونة هم الذين قادوا الاتحاد السوفياتي إلى الإنهيار في العام 91 .
    مع استهلال القرن الحالي بدأ هؤلاء الخونة يدّعون أن لديهم مشروعاً ثورياً جديداً يتمثل باليسار في أميركا اللاتينية دون أن ينبسوا ببنت شفة حول انهيار مشروعهم القديم، مشروع ثورة أكتوبر، وكما لو أن المشروع ولد ميتاً وهم ليسوا مسؤولين عما انتهى إليه .
    في الكشف عن إمعان هؤلاء الخونة في الخيانة وأن يسار أميركا اللاتينية لا يمكن أن يكون بديلاً لثورة أكتوبر كتبت في 29 مايو أيار 2013 تحت عنوان “ماذا عن يسار أميركا اللاتينية ؟” التالي
    “فيض الإنتاج العائد إلى الدولة جر اء مشاركتها في المصانع أو امتلاكها عبر التأميم يتم إنفاقة في توفير الطاقة والخبز للفقراء بدل أن يعاد توظيفه في فتح مصانع جديدة وتشغيل الفقراء كي ينتجوا ثروة لهم فلا يعودوا فقراء . يعود على فنزويلا من مبيعات النفط حوالي 80 مليار دولار سنوياً يوزعها شافيز غذاءً ودواءً على الفقراء وهو ما يتحقق فقط على حساب التنمية مهما كان جنسها أو لونها . الاشتراكيون الديموقراطيون في أمريكا اللاتينية يصنعون صنيع الإشتراكيين الديوقراطيين في أوروبا؛ إنهم يشترون أصوات الناخبين من الفقراء وهم الأكثر إنتشاراً في أمريكا اللاتينية وشراء الأصوات هو من الجرائم حتى بالقانون البورجوازي. لا يمكن لأي انتخابات عامة أن تصنع الإشتراكية، ما يصنع الاشتراكية هو فقط دولة دكتاتورية البروليتاريا وهي الدولة الغائبة كلياً عن أفق العالم وليس فقط عن أفق أميركا اللاتينية”

    لأن اليسار لا يمتلك أية مبادئ تقوم على تنمية اقتصادية فهو لا يجد من سياسات شعبوية غير ما يسمى “العدالة الإجتماعية” وهو ما يعني إطعام الفقراء التي لا تعني بالتالي غير تنمية الفقر . السؤال البسيط الذي يفرض نفسه هنا دون استئذان هو .. لماذا ينجح اليمين في الانتخابات العامة في فنزويلا بعد عشرين سنة من سياسات شافيز اليسارية !؟

    الذين علقوا آمالهم على اليسار هم خونة الشيوعية بدءاً بكاوتسكي وبيرنشتاين في ألمانيا وباليساري غي موليه في فرنسا قائد العدوان الثلاثي على مصر، واليساريين من حزب العمال في بريطانيا كليمنت أتلي ووزيرخارجيته ديفيد أوين فارسي حلف الأطلسي.
    انهار اليسار في الأرجنتين وفي البرازيل وها هو ينهار في فنزويلا فماذا عسى اليساريون يدعون !؟ هل من دعاوى أخرى تغطي خيانتهم !!؟

قد يعجبك ايضا