كما عبء التوراة على الإنجيل (العهد الجديد)، كذلك عبء اسرائيل على أمريكا والعالم! / ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأربعاء 30/1/2019 م …



لم يتقبل الغرب، باباطرته وملوكه وإقطاعييه، المسيحية الا بعد تفخيخها توراتيا وتلموديا ودفعها للتوحش كايدولوجيا سلطة رابطا الإنجيل (العهد الجديد) بالتوراة وصولا لمأسسة الدين فتصبح المسيحية مؤسسة دينية وشريعة مسيطرة تقدس التجارة والاستغلال والثراء على حساب الضمير الذاتي والمحبة .. وهكذا انتصر يهوة، اله الحرب والخراب والضغينة واجتثاث الاخر والقوة والثراء، على مسيح المحبة والتسامح والزهد .. هكذا تم “تهويد المسيحية” تمهيدا لنصرة “هيروشيما” على المسيح حافي القدمين؟ بعدها استولى الغرب على اليهودية واضطهد اليهود حتى المحرقة النازية قبل ان يعيد اكتشاف كفائتهم في اغتصاب فلسطين في تماه مع اغتصاب البيض لأميركا الشمالية!
بقوة الحجج الموضوعية – رغم تغلب النزعة البراغماتية لديهم بالتحليل النهائي – استدعي هنا “بعض شهود من أهلها” يؤكدون عدم أحقية اليهود الإسرائيليين في أرض فلسطين، وذلك كونهم شعب اتٍ من الكتاب المقدس، أي أن هذا شيء خيالي تم اختراعه بأثر رجعي لا تتطبق عليه مفاهيم او معاني او دلالات “الأمة” او”الشعب” او”القومية” او”الإثنية” أو اي من مكونات “الثقافة الإثنوغرافية” .. لا وجود لتجانس بيولوجي بينهم سيما وقد اعتنق الديانة اليهودية كثيرون في شمال إفريقيا واسبانيا ومناطق مختلفة من العالم بما فيها مملكة الخزر .. لم ولا يجمعهم سوى الدين او الثقافة الدينية .. وفي ظل تبلور الحركات القومية في أوروبا تم اختراع هذا الشعب اعتباطا. أما عن تهجير اليهود بالتزامن مع دمار الهيكل الثاني عام 70 م فان هي الا اسطورة مسيحية تسربت تدريجيا إلى الإرث اليهودي وجرى استنساخها بقوة داخل الفكرة الصهيونية .. فالرومانيون لم يقوموا قط بنفي “شعوب”. كذلك، فإن الآشوريين والبابليين لم يلجأوا في تاريخهم إلى إبعاد السكان الخاضعين لاحتلالهم .. كما أن مصطلح “منفى” وضع في القرن الثاني والثالث الميلاديين وقد عنى عملية استبعاد سياسية للبعض وليس عملية اقتلاع من البلاد.
فها هو شلوموساند (Shlomo Sand) بمؤلفاته الثلاث: “اختراع الشعب اليهودي”، “اختراع ارض اسرائيل”، “كيف توقفت عن كوني يهوديا/كيف لم أعد يهوديا”
(The Invention of the Jewish People,The Invention of the Land of Israel, How I Stopped being a Jew)
ونورمان فينكيلشتاين (Norman Gary Finkelstein) مؤلف: “صناعة الهولوكوست”
(The Holocaust Industry: Reflections on the Exploitation of Jewish Suffering)،
وإسرائيل شاحاك (Israel Shahak) مؤلف: “الديانة اليهودية، التاريخ اليهودي، وطأة ثلاثة آلاف سنة”
( Jewish History, Jewish Religion: The Weight of Three Thousand Year)،
وارثر كوستلر (Arthur Koestler) مؤلف كتاب: “امبراطورية الخزر وميراثها، القبيلة الثالثة عشرة”
(The Thirteenth Tribe)، الى جانب كمال الصليبي (Kamal Salibi) في كتبه خاصة: “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، “خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل”، “البحث عن يسوع – قراءة جديدة في الأناجيل”
,The Bible Came from Arabia, Secrets of the Bible People, The Historicity of Biblical Israel)
Who Was Jesus?: Conspiracy in Jerusalem)
وروجيه غارودي (Roger Garaudy) في مؤلفه: “الأساطير المضللة للسياسة الأسرائيلية”
(The Founding Myths of Israeli Politics)
يؤكد هؤلاء جميعا ويوثقون ان اليهود لم يكونوا يوما امة قومية من أصل عرقي واحد او مشترك، بل هم مزيج من جماعات مختلفة تبنت الديانة اليهودية .. اما القومية اليهودية فان هي الا ميثولوجيا جرت فبركتها لتبرير وتمرير إقامة الدولة الإسرائيلية/اليهودية فاسرائيل لم تقم بفعل جدلية التاريخ او التقاطع الجيوبولتيكي، بل بفعل صدفة النفط .. ليس باسم الله، بل باسم النفط، وربما الغاز، حطت اسرائيل سفاحا، كيانا مسخا .. لم يكن باسم الله انتزاع فلسطين من الخارطة العربية قربانآ ليهوة، وليس باسم الله يتوالى تقديم القرابين الى يهوة وآخرها – على سبيل المثال – مشروع ترامب المزمع اسناد او إنقاذ اسرائيل بسبعة آلاف دولار في الدقيقة الواحدة!
اما نحت الزمن اليهودي وتزييف الحقائق وفقا للمصالح والأهداف السياسية والأغراض الاستراتيجية فحرفة مزوري التاريخ المعتمدين من الحركة الصهيونية الذين دأبوا على اختراع وعي جديد لليهود، بكل ما يتطلبه ذلك من رموز قومية مثل: العلم، النشيد القومي، لباس، وأبطال، ولغة والطوابع البريدية باعتبارها أدوات مهمة “لاختراع الشعب” .. وفي استجابة للهواجس التوراتية التلمودية تراهم مغالون في تشكيل الشخصية اليهودية لاهوتيا لتبلغ أرض الميعاد وتغطي الكرة الأرضية بكافة زواياها متجاوزة “كلاسيكية الفرات والنيل” تمثلا بيهوة ونفيا للآخر .. وهكذا برز مفهوم جديد هو “الشعب الإسرائيلي” ليصبح “شعب يهودي” في سياق التحولات التي تحرص الصهيونية على استكمالها نحو “دولة يهودية” تجسد إلغاء الأغيار والاستيلاء والاستعباد خرقا للمعاهدات وتوسلا لضغوطات مالية واعلامية وعسكرية.
اما اللوبي اليهودي، والدوران حول الهيكل، والصفقات، وحياكة المؤامرات، وزعزعة الاستقرار، وتأجيج الفتن والحروب الأهلية في العديد من دول العالم، وإدارة الانقلابات العسكرية، و”حلف/بلف وارسو” الجديد فمن ادوات خدمة التمدد الصهيوني الى ما بعد بعد “كلاسيكية النيل والفرات” .. ولما كانت فنزويلا، مثلا، تشكل رمزا للموقف اللاتيني المناصر لفلسطين، اصبح إسقاطها مطلباً إسرائيلياً في محاولة لتعويض فشلهم بإسقاط سورية .. وشرور البلية يحملها الاعلام الامريكي اذ يعتبر التمييز والانحياز والظلم وعدم الاعتراف بالاخر ايا كان لونه او لبوسه من اختراعات دونالد ترامب متجاهلا ان الولايات المتحدة الامريكية انما قامت علی ما غرسه البيوريتانز (الطهرانيون) الانجليز – وقد تمثلوا التوراة، في اللاوعي الامريكي من ثقافة الغاء الاخر علی طريقة داعش وابن تيمية .. فأين ذهب أصحاب الارض الأصليون، وكانوا يعرفون بالهنود الحمر، بعد ان تم طردهم من الاقتصاد والتاريخ!؟ ان اغتصاب البيض لامريكا الشمالية يتماهى مع اغتصاب الصهاينة لفلسطين نفيا لانسانية الفلسطيني وتغريبا لهوية العربي تمهيدا لإلغائه وتفريغ فلسطين من الفلسطينيين و من كل اخر .. وامريكا، زعيمة الدول المارقة (CRS) والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، لا تتورع عن فرض عقوبات على من يلتزم بقرارات مجلس الأمن الذي كان قد اقر التفاهم النووي، مثلا، مع ايران بالإجماع – اي رسالة مارقة هذه: يعاقب من ينفذ القرارات الأممية!! .. وها هم، في نيجيريا، يتعلمون من ترامب أصول القمع والذبح .. وفي فلسطين يحاكي الغاصبون النموذج الامريكي فيصادق الكنيست الصهيونيّ على “قانون القوميّة”، مثلا! وهنا لا بد من الإشارة الى ان الشروط الأميركية لرفع العقوبات عن ايران، وعددها 12، لا تهدف الا لحماية “اسرائيل” و”صيانة” النكبة الفلسطينية!
من “العهد القديم” الى العصر الحديث، هذا هو “سفر التكوين” الإسرائيلي يفيض عنفا بالقول و الفعل:
وها هو الصحفي الإسرائيلي، “بن كاسبيت” – مثلا، يحرض على اغتصاب “عهد” و مثيلاتها من الفتيات في السجون الإسرائيلية!
“Israeli journalist, Ben Caspit, suggested that Ahed and girls like her should be raped in jail”
هو “العهد” نفسه الذي أوحى باستعمال سلاح إبادة جماعية أردت ملايين البشر في أميركا الهندية وأفريقيا واليابان وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط والسكان الأصليين في اوستراليا وكندا من دون نسيان المجازر الصهيونية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن، كما فعلت “العثمانية” في نصف سكان الأرض!
كم قلت وكررت ان الولايات المتحدة الأميركية تستحق اللقب CRS:
The Chief-Rogue-State, the United States of America
والفضل لإسرائيل وهذه عيّنة بسيطة من مئات المؤامرات والأساليب القذرة التي حيكت بحق شعوب ودول العالم على مدى قرن واحد من الزمن:
استمرّ اليانكي الأميركي في غزواته للهندوراس عام 1903 وهاييتي عام 1904 والسلفادور عام 1932. وعمل على الإمساك بجمهوريات الموز في أميركا الوسطى، بالإضافة إلى المشاركة في الحروب التدميرية في فيتنام، وكوريا، وكمبوديا، ودعم عصابات الكونترا في نيكاراغوا عام 1980 وغزو جزيرة غرينادا عام 1983 وإسقاط حكم حزب العمال الثوري في الدومينيكان على يد المارينز بقيادة الجنرال جون وازن عام 1965، وغزو جمهورية بنما عام 1989.
لم تكتف الولايات المتحدة بهذا القدر، بل ذهبت بمخابراتها إلى حياكة المؤامرات، وزعزعة الاستقرار، وتأجيج الفتن والحروب الأهلية في العديد من دول العالم، حيث أدارت الانقلابات العسكرية عام 1949 في سورية، ودعمت انقلاب باتيستا في كوبا عام 1952، ونفذت انقلاباً عسكرياً ضدّ حكومة محمد مصدق الوطنية في إيران عام 1953، وانقلاباً في غواتيمالا بعد قصف العاصمة عام 1954، وكانت وراء عملية خليج الخنازير في غزو كوبا عام 1961 بواسطة المنفيين الكوبيين بدعم مباشر من واشنطن واستخباراتها «سي أي آي»، وتدخلت عسكرياً في لاوس عام 1964، ودعمت انقلاب سوهارتو عام 1968 الذي أطاح بالزعيم الوطني أحمد سوكارنو. وأخمدت الثورة في بوليفيا بعد قتل الثائر الأممي تشي غيفارا عام 1967، وإسقاطها النظام الديمقراطي في تشيلي بزعامة سلفادور اللندي ومجيئها بالطاغية الدكتاتور بينوشيه عام 1973.
بذريعة أسلحة الدمار الشامل، وعملاً بشعار “الحرية والديمقراطية”، غزت الولايات المتحدة العراق عام  2003، ودخلت الصومال بقواتها عام 1992 – 1994، وتدخّلت في يوغوسلافيا عام 1994 لتقوم بقصفها عام 1999، واحتلّت أفغانستان عام 2001، ناهيك عن التصفيات الجسدية التي قامت بها أجهزتها ضدّ الوطنيين في العالم، وكل من رأت فيه تهديداً للمصالح الأميركية وحلفائها، وللأمن القومي الأميركي الاسرائيلي .. كما استخدامت الأسلحة المحرّمة دولياً، من السلاح النووي في هيروشيما ونكازاكي، والأسلحة الجرثومية والكيميائية في أكثر من مكان في العالم، واليورانيوم المنضّب الذي استعمل بشكل واسع في العراق عام 1991 و2003.

و ها هي واشنطن اليوم تستخدم حقّ النقض الفيتو، الذي جاء مخالفاً لموقف 14 عضواً من أعضاء مجلس الأمن، الدائمين وغير الدائمين، وغير مبالٍ بالقرارات الدولية وبالمجتمع الدولي ومبادئه. انه، ببساطة، يشكل خرقا فاضحا لقرارات الام المتحدة، للقانون الدولي، لشرعة حقوق الانسان ولمنطق الأمور ولإرادة دول العالم .. وإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي استخدمت أميركا “الفيتو” بالنيابة عنها ولمصلحتها حتى وان كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية الأميركية (ما يقارب ٥٠ مرة ضد قرارات تنتقد إسرائيل)، كما ساندت الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي في جميع المفاوضات التي تمت بين العرب وإسرائيل!
هذا غيض من فيض! اما جون ميرشايمر(John Mearsheimer) وستيفن والت (Stephen Walt) في الدراسة المعروفة: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة
(The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy)
فيؤكدان ان السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل تتشكل على حساب الولايات المتحدة في معظم الأوقات، وتساءل “والت” عن الحكمة من العلاقة الخاصة القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبراً إياها معادية للمصالح الاستراتيجية والدولية الأمريكية حول العالم. كما أوضح “ميرشايمر” أن جهود اللوبي الإسرائيلي تقوض المصالح الأمريكية! وعلى الرغم من أن إنشاء إسرائيل كان استجابة للمعاناة التي عرفها اليهود على مدار تاريخهم إلا أن ذلك تسبب في معاناة طرف ثالث هم الفلسطينيين. أما عن التفوق الأخلاقي لإسرائيل فقد أشار الأستاذان إلى أن إقامة دولة إسرائيل بالقوة صاحبه قيامها بأعمال تطهير عرقي وإعدامات، ومذابح واغتصاب بما يكذب أي ادعاءات بالتفوق الأخلاقي. أما عن الزعم بوجود قيم ديمقراطية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيقول “ميرشايمر” و”والت” إن تلك القيم غير موجودة في إسرائيل التي نشأت كدولة يهودية والتي تقوم المواطنة فيها على ما يسمونه مبدأ النقاء العرقي. وبالنسبة للزعم الخاص بأن إسرائيل تمثل مكسباً استراتيجياً فإن الباحثين يقولان إن وجود إسرائيل لم يحل مثلاً دون اندلاع الثورة الإيرانية، كما أنها كانت عبئاً في حروب الخليج، وفي الحرب على الإرهاب.
ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة الأميريكية تغض النظر بل وتعطي إسرائيل الصلاحية في معارضة سياسة حلف الناتو واغمضت عينيها عن تطوير إسرائيل للأسلحة النووية وأحبطت وأجهضت وجمدت الجهود العربية لوضع الترسانة النووية الإسرائيلية على أجندة أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية .. كما انخرطت الولايات المتحدة الأميركية في تغذية النزاعات والتفتيت والعبث بالخرائط وبالمصالح (والخطط والتوجهات المشبوهة في هذا الإطار تملأ تقارير مراكز الأبحاث الأميركية) .. وهي، جميعاً، تتحدث عن تقسيم المنطقة ودولها وتجزئتها وإعادة فكّها وتركيبها لمصلحة اسرائيل وحدها!
وهذا الرأي وهذا المنطق لم يكن قصرا على الدراسة الرصينة لكاتبيها “ميرشايمر” و”والت” وحدهما بل سبقهم الى ذلك وشاطرهم ويشاركهم كثيرون مثل “سمحا فلابان”، و”باروخ كيمرلنج”، و”بيني موريس”، و”الفريد ليلينثال”، و”نعوم تشومسكي”، و”شيري روبينبيرج”، و”نورمان فينكلشتاين” وغيرهم من الباحثين في امريكا والعالم .. كما أكد المرشح السابق لانتخابات الرئاسة “باتريك بوكانان” أن “هناك عصابة تسعى عمداً إلى توريط البلاد في سلسلة من الحروب التي ليست في مصلحة أميركا” .. واتهم السيناتور “إيرنست هولينجز” الرئيس “بوش” بشن حرب على دولة ذات سيادة (العراق) من أجل مصلحة إسرائيل.
اما مرد الضجة التي اثيرت حول هذه الدراسة بالذات فربما لكون المؤلفين ينتميان لصرحين علميين عملاقين هما جامعة شيكاغو (جون ميرشايمر)، وجامعة هارفارد (ستيفن والت)!
وفي دراسة تحليلية بعنوان “الاستعداد لشرق اوسط مابعد اسرائيل” (قام بها المجتمع الاستخباراتي الامريكي الذي يتكون من 16 جهاز مخابرات وتصل ميزانيته السنوية الى 70 مليار دولار) تم التوصل الى ان المصالح القومية الاميركية تتعارض في الاساس مع اسرائيل الصهيونية. ويستنتج المؤلفون ان اسرائيل حاليا هي اكبر خطر على المصالح القومية الامريكية بسبب طبيعتها وتصرفاتها التي تمنع اقامة علاقات امريكية طبيعية مع الدول العربية والاسلامية والى حد ما المجتمع الدولي الاوسع. وتضيف الدراسة انه لا يمكن التغاضي عن التدخل الاسرائيلي الكبير في الشؤون الداخلية الامريكية من خلال التجسس وتهريب الاسلحة الامريكية غيرالشرعي. وهذا يشمل دعم اكثر من 60 منظمة واجهة وحوالي 7500 مسؤول امريكي يقومون بتنفيذ اوامر اسرائيل ويسعون الى ترهيب وسائل الاعلام والاجهزة الحكومية الامريكية والسيطرة عليها.
كما لم يعد لدى حكومة الولايات المتحدة الموارد المالية او الدعم الشعبي لاستمرار تمويل اسرائيل، ولم يعد ممكنا تقديم مايزيد على 3 ترليون دولار في شكل مساعدات مباشرة وغير مباشرة من دافعي الضرائب الامريكان لاسرائيل منذ 1967. وتشير الدراسة لتزايد الرفض الشعبي ضد استمرار التدخل العسكري الاميركي في الشرق الأوسط حيث لم يعد الرأي العام الامريكي يدعم تمويل وتنفيذ حروب امريكية غير شرعية لصالح اسرائيل. وهذا الرأي يسود ايضا اوربا وآسيا والمجتمع الدولي لى درجة كبيرة .. وتلقي الدراسة الضوء على حاجة الولايات المتحدة لاصلاح العلاقات مع العرب والمسلمين البالغ عددهم 1.8 مليار نسمة يؤمنون بأن احتلال فلسطين وسكانها الاصليين غير شرعي ولا اخلاقي ولا يمكن ان يدوم .. وتخلص الدراسة الى الحاجة لتجنب عبء تحالفات تنفر الكثيرين في العالم وتحمل المواطن الامريكي نتائجها فلم يعد من الممكن انقاذ اسرائيل بسبب احتلالها الغاشم وتصرفاتها العدوانية اكثر من انقاذ نظام جنوب افريقيا العنصري الامر الذي يشكل عقبة امام الآمال الامريكية في علاقاتاتها الثنائية مع 194 دولة في الامم المتحدة.
لم تشكل اسرائيل يوما مصلحة أميركية استراتيجية، بل كانت دوما عبئا استراتيجيا .. ولعقود عديده خلت ، وعلى أية حال ، وخاصة بعد حرب الأيام الستة عام 1967م  كان محور ومركز السياسة الأمريكية الخارجية وبوصلتها في منطقة الشرق الأوسط يتمثل ويتلخص بمصلحة اسرائيل على حساب المصالح الوطنية الاستراتيجية والمخاطرة بها عداك عن تعريض و كشف الأمن الأميركي القومي من أجل تقديم مصالح إسرائيل؟
من هنا ندعو لقيام لوبي يُعد ويُخطّط ويعمل لتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية ويضعها في خدمة المصلحة الوطنية الأمريكية الاستراتيجية وينقذها من الانحراف والانجراف في الاتجاهات والمصالح الإسرائيلية! من البديهي والمنطقي ان تكون المصلحة الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية هي العنصر الأساسي في توجيه بوصلة السياسة الأمريكية. وها هو دونالد ترامب يقولها بالفم الملآن : “نحن نحب العولمة ونحييها، ولكننا نحب أيضا بلدنا. إنه واجب علينا أن نحرص على وطننا”، وأشار ان بلاده أنفقت «بحماقة» “7 تريليونات دولار خلال 18 عاماً فى الشرق الأوسط، ولم نحصل على شىء فى المقابل وهذه إعاقة كبيرة”!
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية

قد يعجبك ايضا