الرئيس الأسد يقلب الطاولة على الجميع وينتصر!! / د. خيام الزعبي




د. خيام الزعبي ( سورية ) الإثنين 7/1/2019 م …

في الأيام القليلة القادمة سيسدل الستار على  الحرب الكونية التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب وداعميه … كلمات الرئيس الأسد التي أدلى بها، حول النصر النهائي على الإرهاب ودحره خاصة بعد أن استطاع  كسر المعايير المتعلقة بالتوازن وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية لم تكن مُبالغة أو تصف حُلما بعيد المنال، فالرئيس الأسد  أصبح واقفاً على مجموعة من الانتصارات، ربما يكللها قريباً بإعلان سيطرته على كامل أرض سورية، وانتصارات الجيش السوري على خصومه في الساحة السورية، لم تحوّل فقط المسار العسكري للحرب المُستمرة منذ سنوات، بل ساعدت أيضاً الأسد في خطته للعودة من جديد إلى الساحة الدولية والدبلوماسية بعد عُزلة فُرضتها عليه الحرب.

 

من حق سورية أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث تشير الكثير من التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤه في مناطق مختلفة من حلب  ودير الزور وإدلب وحماه  لتطهير الأرض من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تعمل تحت رايته التكفيرية الظلامية.

 

ويبدو من خلال قراءة المشهد الميداني، أنّ جميع الدول الداعمة للجماعات المسلحة أصبحت في وضع محرج وفاقدة للقدرة على منع قرار الجيش السوري في تحقيق هدفه الأساسي بتحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات المتطرفة بعد أن أصبح في وضع مَن يقرّر مسار الأمور في الميدان العسكري، في هذا الإطار باتت معركة نهاية الحرب الإرهابية على سورية في آخر مرحلة خاصة بعد تحرير منبج بعد مناشدة وحدات حماية الشعب الكردية دمشق ودعوتها إلى تأكيد السيطرة على المناطق التي انسحبت منها لحمايتها من الهجمات التركية ، ولهذا فإن معركة استعادة ما تبقى من المناطق السورية قد إقتربت ليعلن بعدها الانتصار النهائي للجيش السوري، وكنتيجة طبيعية لهذا الإنتصار، بدأ الرئيس الأمريكي ترامب بالإنسحاب من سورية، وهذا يؤكد العجز الأمريكي في تقسيم سورية والمنطقة لحماية امن الكيان الاسرائيلي الإرهابي و أن خارطة القوى قد تغيرت لصالح الجيش السوري.

 

التوتر الجديد بين أنقرة وواشنطن بالتزامن مع إعلان ترامب انسحاب قواته من المنطقة ، لم تعد أنقرة تستطيع الرهان على واشنطن فيما يخص الملف الكردي ، بذلك أصبحت تركيا أقل قدرة على تحقيق رهاناتها في إدلب وشمال سورية،خاصة بعد استعادة الجيش السوري وحلفاؤه زمام المبادرة في توسيع نطاق السيطرة في مختلف المناطق وخاصة في شرق حلب وباتجاه البادية والحدود مع العراق،  في هذا الإطار إن الوثائق التي سربت تتحدث بالتفصيل عن هناك تصريحات تؤكد تعاون بين موسكو وأنقرة يخص إدلب، والتي ستؤثر إيجاباً بدفع عجلة الحل السياسي في سورية.

 

في سياق متصل، الكل يبذل الكثير من الجهود في المشاورات والمباحثات الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي في سورية، لذلك أرى نرى أن هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، خاصة بعد أن عدة دول غربية بدأت تعيد حساباتها وتغير موقفها من النظام السوري، وتتضمن الكثير من المدلولات والمواقف الجديدة والمفاجئات المختلفة، وضمن المعطيات التي تُشير إلى عودة الحياة الدبلوماسية إلى سورية؛ هي عودة سفارات بعض الدول للعمل -على رأسهم الإمارات والكويت-  كما سجّلت زيارة الرئيس السوداني عمر البشر  كأول رئيس عربي يكسر عُزلة  سورية، للقاء نظيره السوري، في خطوة فاجأت دول العالم كافة.

 

في إطار ذلك لا نقف اليوم لنحصي جوانب النصر، بل سنتركه للمحللين العسكريين والسياسيين لكننا سنقف عند المعنى الأبرز للنصر، وهو صورة التكاتف السوري هذا هو إنجازنا الأعظم الذي سيصبح الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه  بأي شكل من الأشكال، وبطبيعة الأمر، إن اللعبة انتهت بالنسبة لأدوات أمريكا في سورية  بعد أن قرر الرئيس الأسد  قلب الطاولة على الجميع في المنطقة، ولم يعد باستطاعة أحد تحدي الجيش السوري الذي تحرك بكل ثقله لضرب الإرهاب والدفاع عن سورية، وغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

 

 مجملاً…. لقد انتصرت سورية، وانتصر من راهن على شعب سورية، أما من راهن على الجماعة الإرهابية فلا عزاء له، وما عليه إلا البحث عن سلم للنزول من على الشجرة التي ورط نفسه بالصعود إليها نتيجة الاندفاعات اللامحسوبة والعمى الإستراتيجي، كل ذلك يؤكد أن الحرب على سورية تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها….. باختصار شديد : بعد انتصار الجيش السوري في الميدان ، لم يعد هناك من شكوك حول حسم القيادة السوريّة قرارها باستعادة السيطرة على كامل أراضيها وقدرة الجيش على تنفيذ هذا القرار، وسف أحلام ومشاريع أمريكا وإسرائيل وتركيا ليقضي على أمالهم في انتصار حليفتهم “القاعدة الإرهابية”.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا