جحيم الحديدة برداً وسلاماً على اليمنيين! / احمد الشاوش




 - مثلت المشاورات اليمنية في السويد بارقة " امل " للشعب اليمني الذي دفع ضريبة باهظة الثمن ، كما ان الاتفاق الأخلاقي والانساني على وقف الحرب في الحديدة وانسحاب طرفي النزاع ، ونزع الألغام وإلغاء المظاهر المسلحة من مدينة الحديدة وتشغيل الميناء والصليف

 

 

 

 

 

احمد الشاوش ( اليمن ) الإثنين 17/12/2018 م …
مثلت المشاورات اليمنية في السويد بارقة ” امل ” للشعب اليمني الذي دفع ضريبة باهظة الثمن ، كما ان الاتفاق الأخلاقي والانساني على وقف الحرب في الحديدة وانسحاب طرفي النزاع ، ونزع الألغام وإلغاء المظاهر المسلحة من مدينة الحديدة وتشغيل الميناء والصليف ورأس عيسى تحت اشراف الأمم المتحدة وإعادة الحياة اليومية الى المدينة وتوريد الإيرادات الى البنك المركزي ، يُعد انجازاً كبيراً وبداية حقيقية للرغبة في وقف الحرب ، وسفينة ” نجاة” للحكومة الشرعية وجماعة انصار الله ، الذين فقدوا آلاف القتلى والجرحى وإنقاذ لما تبقى من اليمنيين ، وترجمة حقيقية لتأمين الملاحة الإقليمية والدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، ناهيك عن الدمار المبرمج الذي حول اليمن الى اطلال وامتداد شره وشررة الى السعودية والامارات وغيرها.
ولذلك كان ختام المشاورات اليمنية في السويد بحضور وضغط الخمسة الكبار ودعم امين عام الأمم المتحدة برداً وسلاماً على قلوب اليمنيين والأمة العربية وبداية نجاح حقيقي تجاوز عثرات المشاورات والمفاوضات السابقة في جنيف والكويت رغم الجهود الجبارة والنوايا الصادقة لدولة الكويت ، كما ان إجراءات بناء الثقة وحسن النوايا في السويد ورغبة جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية في الخروج من المستنقع اليمني واشادة الأمين العام للأمم المتحدة بولي العهد السعودي والرئيس عبدربه منصور هادي في المساهمة بدفع عملية السلام والترحيب السعودي والعربي والدولي بالاتفاق والتعهد بعملية البناء وتصريحات بومبيو بإمكانية السلام في اليمن، وآمال وتطلعات اليمنيين في ان تتواصل تلك المساعي الى تعز والبيضاء ودمت ونهم وفتح مطار صنعاء،،، وغيرها من بؤر التوتر في جنوب وشمال اليمن بشارة خير ان صدقت النوايا وحفظ ماء الوجه للجميع.
هذا الاتفاق الأخلاقي والانتصار الانساني والاختراق السياسي الكبير في جدار الازمة اليمنية لايُحسب لزيد أو عمر ، وليس ضعفاً أو انتصاراً او هزيمة لهذا الطرف أو ذاك كما تسوقه بعض الابواق الإعلامية والمطابخ السياسية التي تقتات على فضلات تجار الحروب ، رغم تخوفنا من ان يكون الشيطان بين التفاصيل ، وانما هو انتصار لليمن وبداية حقيقية لسلام ” الشجعان ” ، بعد ان توصل اليمنيون والسعوديون والاماراتيون والايرانيون والقطريون والامريكيون والبريطانيون والروس ، ان الجميع خاسر في المعركة وان شركات السلاح هي الرابح الأكبر وأن أمن اليمن ودول الخليج بالصراع سيكون أضعف من خيوط العنكبوت ، بتحول الساحة اليمنية الى ميداناً لمشاريع التوحش والذئاب البشرية وشريعة الغاب كما في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان ،،.
كما ان المصافحة بين رئيس وفد الحكومة الشرعية خالد اليماني ، ورئيس وفد جماعة انصار الله ” الحوثيين” محمد عبدالسلام بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وما تخللها من عتاب اخوي رغم الجراح الكبيرة ، وقبلها اللقاءات العفوية و المشاعر الطيبة لأعضاء الوفدين عكس طبيعة وسجية اليمنيين الطيبة ومعدنهم الأصيل وبدد مخاوف الاستمرار في شبح الحرب وأثلج صدورنا وأكد على رغبة حقيقية وأمل كبير في المضي بدءاً من المصافحة ومروراً بالمصالحة وانتهاء بالتسامح وتحقيق عملية السلام بعد ان توصل الجميع الى حقيقة ناصعة ان الحسم العسكري لطرفي النزاع مجرد خيال بعد أربع سنوات من الدمار والمأساة الانسانية وان الهدف الذي سوقته وسائل الاعلام الإقليمية والدولية من ان الصراع على السلطة في اليمن هو فكري ومذهبي ، بينما في الحقيقة هو صراع سياسي من الدرجة الأولى وتحت الاقنعة المذهبية ، لاستنزاف القوة البشرية لليمنيين وقتل الشباب وتدمير الطاقات الخلاقة لطرفي الصراع والشعب اليمني وتدمير ماتبقى من ” الدولة اليمنية ” والبنية التحتية و المؤسستين العسكرية والأمنية والمنجزات والمصانع واغراق اليمن بالعديد من المشاكل والأزمات والأفكار المتطرفة والجماعات والحركات والمذاهب والنُخب الفاسدة وتجار الحروب والعودة الى الخلف على الأقل خمسين عاماً.
وطالما وجدت الإرادة الحرة وصدقت النوايا وتعززت روابط الاخاء والمحبة والتسامح ، وخلع الجميع قناع الانانية وهوى النفس والافراط في التبعية سيتجاوز الاخوة الأعداء قضية تسليم ” السلاح ” الى قيادات أمينة ومستقلة وغير ملوثة ديدنها ” الوطن” للصعود الى سفينة النجاة ، والبدء في تكوين حكومة وحدة وطنية وبناء مؤسسة الجيش والامن بعيداً عن المحاصصة ونزوات المليشيات والحرس العائلي وإعادة البناء والشروع في التنمية وترميم القلوب وجبر الخواطر ، لاسيما بعد ان وصل جميع فرقاء الصراع الى قناعة تامة ، وكذلك الدول العربية والمجتمع الدولي ووزير الخارجية الأمريكي بومبيو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس هادي ومحمد عبدالسلام والمبعوث الاممي والأمين العام للأمم المتحدة الى ضرورة الحل السلمي لأسوأ أزمة إنسانية في العالم بعد فشل الحسم العسكري وضرورة إعادة الدولة اليمنية المستقرة التي تعتبر صمام امان للبيت اليمني والخيمة السعودية والامن القومي العربي .

فهل يسارع اليمنيون والسعوديون الى كلمة سواء وبدء صفحة جديدة من التسامح والنقاء واحترام سيادة اليمن واستقلالها ،
بدلاً من دعم تجار الحروب من القادة والمخبرين والمشايخ والسياسيين والإعلاميين والمثقفين ورجال الدين المتحولين فكرياً وبقية صعاليك اليمن الذين يتم تفعيلهم بأكثر من شريحة وأدمنوا التنقل من حضن الى آخر كراقصات شارع الهرم وكباريه القاهرة بين غرف السعودية وفنادق قطر وشاليهات تركيا وأجنحة ابوظبي والاردن وايران وواشنطن وبريطانيا عن بُعد ، ام ان شيطان الهوى قنبلة موقوته يكمن بين التفاصيل ويناور بين التفاؤل والتشائم .. املنا كبير.
[email protected]

قد يعجبك ايضا