الربيع العربي والربيع الاوربي .. ستر صفراء وخوذ بيضاء ؟ / كاظم نوري الربيعي

  نتيجة بحث الصور عن القمصان الصفراء احتجاجات



كاظم  نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 11/12/2018 م … 

الكل يعلم ان الدول الغربية الاستعمارية وفي المقدمة فرنسا اطلقت مسمى” الربيع العربي” على الفوضى التي لحقت بمنطقتنا والتي كانت تقف  وراءها  اجهزة الاستخبارات الامريكية وحليفاتها الغربيات بتنسيق وتعاون مع حكومات وانظمة  معروفة بولائها للمستعمرين وكان من نتائجها تدمير ليبيا  وقتل الرئيس القذافي   والحاق الاذى  بدول اخرى مثل اليمن  حتى وصل ربيعهم الاسود الى سورية والعراق فكانت ” داعش” واخواتها وهو ماكلف  السوريين  والعراقيين في تصديهم لفلول ربيعهم المنهار الاف الشهداء وتشريد الملايين وتدمير مدن بكاملها  والحاق الاذى بالبنية التحتية للعراق وسورية فضلا عن نهب ثروات البلدين وسرقة الاثار.

نتيجة بحث الصور عن الخوذ البيضاء

فرامل ” ربيعهم الغربي الاسود” توقفت  ما ان وطات ارض الشام والعراق لكنهم لازالوا يحلمون بتحقيق مشروعهم التدميري في المنطقة بالمراهنة على بقايا الارهابيين في محافظة ادلب  التي تتجمع فيها  بقايا فلول القتلة   والسفاحين من الذن يتسترون بستار الدين.

ومع  قرب دفن  مشروعهم التدميري وربيعهم الاسود في منطقتنا  اندلعت تظاهرات كبيرة في معظم المدن الفرنسية ”  تظاهرات سلمية” مطالبة بحقوق مشروعة ولاحظنا كيف تصدت السلطات الفرنسية التي تدعي الديمقراطية ” ديمقراطية الغرب الكاذبة” التي صدعوا رؤوسنا  بالحديث عنها للمتظاهرين ووصلت حصيلة  الاعتقالات الى نحو 2000  مواطن فرنسي بالتاكيد ليس بينهم ” مواطنون  من الشيشان او انغوشيا او افغانستان او من مناطق اخرى في العالم مثلما حصل في سورية والعراق عندما  جيشوا جيوشا من الارهابيين من كل بقاع العالم ومنحوهم الحق باعتبارهم ” معارضة” واي معارضة مدعومة بطائرات مسيرة  وتمتلك اسلحة تقيلة ” دبابات وراجمات صواريخ واسلحة كيمياوية تم توفيرها لهم  بملايين الدولارات ساهمت بدفعها انظمة فاسدىة ومتامرة محسوبة على الامتين العربية والاسلامية زورا.

  وفي الوقت الذي  اقتصرت فيه الاعمال المناهضة  للسلطات الفرنسية  على ارتداء    ” الستر الصفراء” مع حدوث بعض اعمال الشغب البسيطة لكننا لم نسمع ب” انتحاريين” وسيارات مفخخة” او انغماسيين وهو مصطلح جديد بات يتردد لم نسمع به من قبل .

 مع هذا ورغم الموقف الروسي الرسمي  الذي اعتبر ان ما حدث في فرنسا هو شان داخلي هناك من اتهم موسكو بالوقوف وراء هذه التظاهرات وقد صدقت باريس ذلك وعلى الطريقة البريطانية والامريكية المعادية لروسيا.

الرئيس الامريكي ترامب كان متشفيا بما حدث في فرنسا وهولندة وبلجيكا وقد عبرت باريس عن  امتعاضها من ذلك واعتبرته تدخلا في الشان الفرنسي لكن تدخل فرنسا والولايات  المتحدة  وبريطانيا حتى عسكريا في  سورية هو  موضوع  مباح بالنسبة لهذه الدول  المعتدية وان من حق” مروجي شعار الديمقراطية” من الذين يقفون وراء ” اصحاب فريق  القبعات البيض” سيئ الصيت   التدخل في شؤون الدول التي لاتروق سياستها للمستعمرين وابتكار شتى الالاعيب  وفبركة روايات استخدام السلاح  الكيمياوي غير الموجود اصلا بعد تدميره  لمواصلة الاعتداءات على سورية.

ان اكثر ما يثير السخرية والهزأ هو ان فرنسا هرولت وراء ” رواية اطلقها كلب الحراسة” القابع في اوكرانيا مفادها ان روسيا تقف وراء الاحداث في فرنسا وان المخابرات الاوكرانية” تفتقت  عبقريتها لتكتشف ان موسكو هي التي حركت الشارع الفرنسي في عشرات المدن .

باريس من جهتها  ودون تدقيق ان تمحيص هرولت وراء الرواية الاوكرانية واخذت تتحدث عن دور روسي في تظاهرات ” الستر الصفراء” .

شيئ مثير للسخرية ان تاخذ  فرنسا تهم كييف لموسكو ماخذ الجد وهي دولة محسوبة على الدول الكبرى يا لخسة الحقد والكراهية التي تعتمل في دواخل هذه  الدول ضد روسيا التي اثارت بظهورها الدولي وتصديها للمخططات الاستعمارية  حنق وحقد هذه الدول التي كانت وراء  الخراب والدمار الذي حل في مناطق العالم بدءا باحتلال  افغاستان والعراق وتمزيق يوغسلافيا  وصولا الى ماتشهده الان منطقتنا من حروب كارثية يشنها الارهابيون بدعم غربي.

لانعتقد ان العالم نسي الترويج الاعلامي للثورات الملونة” في عدد من دول  اوربا  الشرقية منها البرتقالية لايصال حكام خونة للشعوب في تلك الدول لان الالوان البرتقالية والحمراء اكثر ما يثير زعماء دول الغرب وعلى طريقة ” الثور الاسباني ”  ليطلع عليهم من باريس  لونا جديدا هو الاصفر كان اكثر اثارة لحكام دول قارة اوربا وفي المقدمة فرنسا وقد لحقت بها هولندا وبلجيكا وتبقى الساحة الاوربية مرشحة للمزيد من  الالوان التي تثير” قادة الدول الاوربية” من الذين يتاجرون بالحرية والديمقراطية وحقوق  الانسان واذا بهم اول من ينتهكها في دولهم ؟؟

قد يعجبك ايضا