فرنسا تحترق! / احمد الشاوش

 - ماذا يجري في فرنسا .. نار ياحبيبي نار ..الرئيس ماكرون تائه في قمة العشرين ودرجة حرارة الشارع الفرنسي بلغت الذروة بعد ان وصل صدى وشبح الاحتجاجات الى الجناح الرئاسي لماكرون في العاصمة الأرجنتينية ، رغم مكيفات الهواء الفارهة وتعاويذ السلطة العجيبة

 




 

 

 

 

احمد الشاوش ( اليمن ) الخميس 6/12/2018 م …

ماذا يجري في فرنسا .. نار ياحبيبي نار ..الرئيس ماكرون تائه في قمة العشرين ودرجة حرارة الشارع الفرنسي بلغت الذروة بعد ان وصل صدى وشبح الاحتجاجات الى الجناح الرئاسي لماكرون في العاصمة الأرجنتينية ، رغم مكيفات الهواء الفارهة وتعاويذ السلطة العجيبة بقلم / احمد الشاوش –

ماذا يجري في فرنسا .. نار ياحبيبي نار ..الرئيس ماكرون تائه في قمة العشرين ودرجة حرارة الشارع الفرنسي بلغت الذروة بعد ان وصل صدى وشبح الاحتجاجات الى الجناح الرئاسي لماكرون في العاصمة الأرجنتينية ، رغم مكيفات الهواء الفارهة وتعاويذ السلطة العجيبة ، وأصحاب ” السترات الصفراء ” يعانون من لهيب اسعار البترول ونار الضرائب وتدني المرتبات وارتفاع المعيشة وشيطنة اللوبي الخفي الذي يحاول تركيع الشعب الفرنسي والنيل من سيادته ، ورغم ذلك يظل يوم السبت هو اليوم المشهود الذي يرسم ملامح السلام من عدمه اذا صدقت النوايا وجلس الجميع على طاولة فرنسا اولاً قبل السياسي الماكر والتاجر المستغل واليد الخفية.

بينما نرى صبايا فرنسا الجميلات أكثر “طرفة” و”طيرفة ” في شوارع باريس الخاطفة للأبصار والمهيجة للقلوب والمثيرة للمشاعر والاحاسيس ، وعشاق النهود ومقدمات بن خلدون وندا الجنس وغيرهم من المتأثرين بالأزمة صمدوا امام طاحونة الغلاء وطغيان البرجوازيين وسياسة الايادي الناعمة والمراكز العابثة ، مادفع المواطن الفرنسي المعروف بالدم الحار النزول الى الشوارع وايصال كلمته عبر ثلاثة مشاهد تمثل الأول فيها بالاحتجاجات السلمية والثاني جسد الصورة المروعة والمخيفة التي تم تغذيتها من الخارج لتهديد الجمهورية الفرنسية والقارة العجوز بثورة عارمة من خلال نشر الفوضى واشعال الحرائق والدمار والقتل ،، ، والثالث جاء نتيجة لعدم تفهم الحكومة للواقع ومعالجة الازمات والاستفادة من أخطاء 1962 م واحتجاجات ضواحي باريس التي فاقمت روح الانتقام .

ورغم تلك الاحتجاجات والدمار والنهب ، إلا ان مدينة النور والحب والخيال لم تتجرد عن رومانسيتها والحياة والبرامج اليومية وجمالها ولطافة الشعب الفرنسي ونشاطها ليلاً ونهاراً والمؤثرات المثيرة وعمليات التجميل الفاتنة والموضة الساحرة التي أذهلت العالم.

وعوداً على بدء ، باريس” تحترق والشانزليزية تشتعل وقوس النصر يلتهب والمحلات التجارية تنهب والمتاحف تسرق والسيارات تُضرم فيها النيران ، والمراقص والبارات تخفت أنوارها والرمانسية تتوارى بظهور العنف والتخريب والفوضى في مشهد تاريخي فظيع يذكرنا بفوضى واهوال الربيع العربي الذي خططت له الصهيونية العالمية ودعمته قطر ونفذته جماعة الاخوان المسلمين وعدد من الأحزاب التقدمية التي ناضلت حيناً من الدهر ضد الرجعية وعادت ترضع بين احضانها ، ولذلك فإن الهوة كبيرة بين الحكومة الفرنسية التي تتخندق وراء مصالح البورجوازيين بعد امتصاص دماء الشعب الفرنسي والتضحية بقيم الثورة الفرنسية العظيمة التي نادت بالعدالة والمساواة والانتصار للإنسان بدلاً من التضحية بالمزارع والعامل والمهندس والطبيب والمثقف الفرنسي قريان لالهة رؤوس الاموال ، ما ايقظ السترات الصفراء للاستمرار في الاحتجاجات وامتدادها الى اوروبا .

بينما الدولة اليمنية تتحدث باسم المواطن اليمني وتذرف دموع التماسيح امام العالم ومجموعة الـدول الـ 10 بإنسانيتها وشرعيتها وسلطاتها وصرفها ” المرتبات” لبعض الموظفين في أماكن تواجدها وغيرها ، ليكتشف الموظف الغلبان انها تصرف للمحسوبين على أحزاب بعينها بطريقة أبعد عن وظيفتها الدستورية والقانونية والأخلاقية والوطنية وأقرب الى الفرز الطائفي وكذلك الحال بالنسبة لجماعة انصار الله الحوثيين الذين يصرفون لكوادرهم ويبقى الموظف المستقل خارج اللعبة دون أي حرائق وان فكر في التظاهر قمع بشده هنا وهناك ، بينما النُخب السياسية اليمنية والمثقفين ورجال الدين غارقين في سياسة النهدين واساطير الفخذين وجدلية البطنين وايقاعات الخلافة وسيمفونية الولاية ، لفقدان العقل والوعي والحكمة والفكر النير والهدف الصادق وأدب الحوار و فن السياسة ولغة التسامح والتعايش والسلام وعدم امتلاك الجميع أي مشروع حياة.

فهل يعي الرئيس والحكومة الفرنسية هيجان الشارع الفرنسي ودعوة الأحزاب وممثلي السترات الصفراء وغيرها من المطحونين للجلوس على طاولة فرنسا لوقف الضرائب ووضع حد لارتفاع المعيشة وأسعار البترول وغيرها من القضايا التي تهدد فرنسا وجمهوريتها وسيادتها وقرارها السياسي ومشروعها الثقافي والحضاري ، مالم فإن النار لا تحرق إلا رجل واطيها.

[email protected]

قد يعجبك ايضا