كبار البلد؟ / احمد حسن الزعبي

نتيجة بحث الصور عن احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي ( الأردن ) الأحد 2/12/2018 م …




لا يوجد مصطلح متداول يحمل من الكبر والعنجهية والفوقية والفراغ الفكري و”النفخة الفارغة” والطبقية أكثر من مصطلح “كبار البلد”..والمشكلة أن كل من جلس على الكرسي بمحض الصدفة او من قلة الرجال الوازنة اعتقد نفسه من “كبار البلد”..
استفزّني جدّاً مطالبة رئيس وزراء أسبق بإعادة الاعتبار لــ”كبار البلد” حسب تعبيره قاصداً نفسه بالدرجة الأولى وبعض عيّنات الطبقة “الكريمية” التي جوّعت الشعب وأغرقت الوطن بديون مضطردة لا يلجمها لجام ولا يوقفها عقال ،وتركت مؤسسات البلد في أسوأ حالاتها وأردى أوضاعها من تهالك وفوضى وترهّل و سيادة القانون مستباحة من قبل شلل المال والأعمال الذين يسيدون ويميدون وتفتح لهم أطول الأبواب وأعرضها بالنسبة المئوية من الأرباح…

انتم لستم كبار البلد يا (عطوفة) رئيس الحكومة..كبار البلد الذين ضحّوا بدمائهم في قلعة الكرك في لحظة كنتم تخشون ان تقطعوا القطرانة ، كبار البلد الذين استشهدوا في السلط تركوا أطفالاً يحنون الى صدور آبائهم الدافئة في ليالي الشتاء الباردة ، كبار البلد هم كل الأردنيين الذين يرضون بالجور والضرائب والسرقات وتحمل فساد “كبار البلد” لا خوفاً ولا طمعاً وإنما حبّاً بهذا الوطن..كبار البلد الذي يركضون ليل نهار ليؤمنوا خبز أولادهم بالحلال ، لا يمدّون أياديهم الى الحرام ، ولا يعيّنون أبنائهم في أعالي المراكز والدوائر، كبار البلد الذين يرمون أنفسهم بالموت لينقذوا غيرهم ليحموا وطنهم ليغيثوا الملهوف..كبار البلد لم “يغطّوا” على عوني مطيع وشركاه ، ولم يعفوه من عشرات الملايين ، ولم يهرّبوه، كبار البلد هم أولاد البلد ، الذين حرثوا هذه الأرض وحرسوها، هم العسكر والفلاحين وكل من يعشق أرض الأردن وعاش عليها..
أما هذه العقلية “المعنطزة” التي ما زالت تفكّر بمبدأ الأسياد والعبيد ،والشيوخ والقطاريز ، فهي بلا شك نضحت من عقل أجوف فارغ لا يرى نفسه الا كبيراً كبيرا..لا لأنه كبير بأفعاله ،أو بانجازاته، أو بتضحياته لوطنه ، أو تعرضه لإصابة في معركة الكرامة او “بتر عضو” في معركة الــ67..هو يعتقد انه صار من كبار البلد مجرّد أن جلس على كرسي “الحلاّق”..فشاهد نفسه في المرآه فأعجبته..فظن أنه أحد صاحب الدولة …لكنه لا يتذكّر كيف يسحب الكبير من ياقته عنوة ان هو استصغر الشعب..
من المعيب استخدام مصطلح “كبار البلد” ونحن وأنتم جميعاً خدامها..وحراثوها وحراسّها..ومن يريد ان يصبح “الخديوي اسماعيل” ينادي أولاده وأحفاده وزوجته ويشيخ عليهم آخر الليل كما يشاء..

غطيني يا كرمة العلي..بفروة أبوي

احمد حسن الزعبي
[email protected]

قد يعجبك ايضا