ذيبان .. بين جمعتين / فلحة بريزات

فلحة بريزات ( الأردن ) الجمعة 30/11/2018 م …




من ذيبان، من حاضرة الدولة المؤابية يرتفع الصوت، من أجل الخبز والحرية والعدالة، باعتبارهم أكتاف حياة .

في ذيبان أيها السادّةُ تسكن الحكمة والكرامة، كما تكبر الخيبة … ومن قراها وأقبيتها يفيض العطاء، ومن نداوة الهيدان والوالة ترتوي عمان.

بين جمعة الغضب وجمعة الأمل تقف ذيبان على رؤوس أصابعها؛ انتظارا لطي صفحة، مللنا مداراتها بحلول غلبت عليها الفزعة وغياب الحكمة .

وبين الجمعتين وقبل أن يلتقي الجمعان، ينتظرأبناؤنا وأهلنا التفاتة وطنية أو حتى نصف استدارة تطل على واد غير ذي زرع ولا ضرع ، بعيداً عن أحلام من يتمنون إنفلات المشهد من عقاله، فلا تعود معه الأمور منضبطة؛ فتتكشف عورات الفشل وعمى الرؤية.

“رؤيا” أفاضت علينا قناة من يراعها بأن ذيبان تُتقن الشغب، إنها رؤية تجهل التاريخ وسياقاته، فذيبان تتقن فن العتب والوجد والغفران.

يا وريثة ميشع هل ما زلت ترقبين زائرا متخماً بالحكمة والإرث؛ ليخيط الثوب الممزق أم ما مكانته بين العين وهدبها – ليهدم البيت ويقتل الحلم والأمل على ضفاف القرح الذي أصاب القوم من غلو الاستهداف والامعان في التجويع و لا عنوان له- الا أن وراء الأكمة ما وراءها.

فيا غائبا عن التفاصيل ،فالمغالاة والارتكاز على موروث عقيم في التعاطي مع راهن الحال لا ينتج حلا بل يبني جيلا وجبلا من اِلاغْتِيَاظ .

فيا يا سادة الرأي والتعبير أنصفوا بكلماتكم من يصنع مجداً لأبنائه .

ذيبان يا سادة لا شر فيها ولا عقوق، ومرافعاتكم بأنها أرض ندية لآفات الزمان – فإن كان ذلك صحيحا – فهي حجة عليكم لا عليها ، لأن الإمعان في التجويع والتركيع يقتل خبايا الأرض، ويطلق العنان للفكر الوارد والشارد . ويا فلسفة الأقدار وقساوتها، وأنت تتضورين جوعاً وتئنين قهراً كانت ثلاثية عمان تكسو القرارات لحماُ.

يا بلدتي الندية أسردي وجعك واكملي فقد أنصفتك الطبيعة، وخذلتك قوانين البشر وبعض المتباكين والمتذاكين عليك ، أرفعي الصوت ولا تطأطئي الرأس فقد تمادينا في عقوقك ، وأنت التي أفردت جناحيك لهم لكنهم تسلقوا أغصانك وباعوك في ليل لا نجم فيه لمكتسبات عابرة وأحلام العصافير وتوق النحل للعسل الوفير.

فجرحك الغائر النازف يا صانعة الأحداث سيلتئم مع الزمن ، لكن القهر يمتد ويمتد حينها يصبح الوئام والسلام أضغاث أحلام .

* العين المفتّحة لا تُبصرُ قَوِيًّا

قد يعجبك ايضا