في ذكرى التضامن مع الشعب الفلسطيني المطلوب تحويل الإعلان لواقع / عبدالحميد الهمشري


عبدالحميد الهمشري* ( الخميس ) 29/11/2018 م …




* كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني …
تحل علينا الذكرى السنوية الثانية والأربعين للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهو اليوم الذي أعلنت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1977 اعتبار هذا اليوم كيوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، ويصادف ذات اليوم الذي صدر فيه قرار التقسيم رقم 181 في 29 نوفمبر سنة 1947 الذي أصدرته ذات الجمعية والذي بسببه قامت الدولة العنصرية العبرية ولحق بالشعب الفلسطيني الظلم والتشرد والمآسي بعد أن حازت آنذاك على اعتراف الدول الكبرى وبالضغط منها حصلت على اعتراف العديد من الدول التي تدور في فلكها للتصويت لصالح التقسيم رغماً عنها.
والملاحظ أن هناك الكثير من القرارات الدولية من الجمعية العامة للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ومجلس أمنها صدرت لصالح الشعب الفلسطيني لكنها بقيت حبراً على ورق بل تركن في أرفف المنظمة الدولية دون تنفيذ ، فيما يتم ذلك لأي قرار يصدر لصالح الكيان الغاصب جبراً ورغم أنف دول المنطقة ..
وما استجد على الأمور بخصوص هذا التضامن تطورات كثيرة حصلت تخرجه من مضمونه بعد اعتراف دولة التأسيس لهذه المنظمة الدولية بالقدس عاصمة لإسرائيل ومحاولات رئيسها المستميتة شطب حق العودة تمهيداً لشطب حل الدولتين ، فكيف يكون هناك تضامن في ظل شطب مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة لصالح االعدو الصهيوني ؟؟ وإلى متى يبقى الكيل بمكيالين ويظل ميزان العدل الدولي مائلاً وترجح كفته لصالح هذا العدو ظلماً وزوراً وبهتاناً ؟.
وإلى متى نبقى نحن العرب أسارى لمثل هذه القرارات الظالمة وكبش فداء لكل عابث بنا وبمقدرات كياناتنا وبأمننا العربي ؟؟.
دولة الاحتلال الصهيوني مستمرة في عدوانها السافر على فلسطين شعباً وأرضاً وهوية ومقدسات، وإجرامها تخطى كل الحدود والخطوط من خلال قتل الأبرياء ومصادرة الأراضي ، وبناء المستوطنات والاعتداء على المقدسات الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الاقصى الذي يتعرض في هذه الأيام لحملة صهيونية غير مسبوقة عبر الاقتحامات المتكررة ، والاعتداءات المتتالية على المصلين من الرجال والنساء ، ومنعهم من الدخول إليه في الوقت الذي يفتح على مصراعيه أمام الصهاينة المتطرفين.
وكل فلسطين صيد ثمين لكيان لا يحترم مواثيق وعهود ، تترك نهباً لمستوطنيه وتجاوزاتهم تحت حماية حراب جيشه الباغي …
يتوجب أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع فلسطين فرصة لنعيد تذكير العالم بجزء من جرائم الاحتلال الصهيوني خلال هذه السنة وطغيانه ، ضد شعب يعاني منذ عشرات السنين تبعات احتلال ظالم يصول ويجول ليقتل ويحرق ويعتقل ويحاصر مناطق كاملة دون محاسبة أو متابعة في تحد سافر لكل المواثيق والقوانين والأعراف.
وفلسطينيا ً مطلوب في هذا اليوم المخصص للتضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني المقاوم لم الشمل الفلسطيني ورأب الصدع الذي نخر لحمته لإعادة الوحدة الوطنية بالحوار الوطني الفلسطيني الشامل الهادف والبناء بين جميع مكوناته حتى يتمكن من مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة وجرائمها المتوالية دون توقف ضد جميع أبناء الشعب الفلسطيني التواق للحرية والعدل والكرامة الانسانية واعتماد خيار المقاومة والمواجهة والحشد لقضية فلسطين قضية الأمة المركزية كأسلوب وحيد للحصول على الحقوق من حق العودة إلى قيام دولته المستقلة فما أخذ بالقوة لا يسترد بمؤتمرات بل بالقوة .. فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.td
المطلوب فعلياً تحويل الإعلان العالمي لواقع إن كان هناك ضمير عالمي ينشد العدل وضد التمييز العنصري؟؟ !
[email protected]

قد يعجبك ايضا