ماذا سيحقق أردوغان من أزمة خاشقجي.. فك حصار قطر أم عزل بن سلمان؟

تساءل كريشناديف كالامور، في تقرير له بمجلة “ذا اتلانتك” عما تأمل تركيا من تحقيقه من أزمة الصحافي جمال خاشقجي التي يقودها الآن الرئيس رجب طيب أردوغان. فرغم القيود التي يمارسها الرئيس التركي على حرية التعبير وسجن الصحافيين إلا أن أصبح مدافعا عن الصحافة بعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

وحدد الكاتب هنا أهداف الرئيس أردوغان بهدفين، الأول هو إضعاف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وفك الحصار عن قطر. ويرى الكاتب أن أردوغان ومنذ مقتل خاشقجي قدم أداء بارعا وأكد ان منظور المسؤولية حول مقتل خاشقجي تحوم فوق رأس محمد بن سلمان، وحافظ أردوغان على مسافة بعيدة ولي العهد وأعاد ترتيب العلاقة مع دونالد ترامب من خلال الإفراج عن القس الأمريكي. وربما حاولت الرواية السعودية الجديدة التخفيف من الضغط التركي على محمد بن سلمان. وفيها أورد النائب العام أن عملية مقتل خاشقجي لم تكن مدبرة وأن خطأ حدث عندما لم يستطع “فريق التفاوض” إقناع خاشقجي العودة إلى السعودية وجرى حقنه وقتله ثم تقطيعه. وأكد النائب أن تصرفات الفريق المكون من 15 شخصا كانت فردية ووليدة اللحظة.

وتناقض الرواية الأخيرة كل ما ورد في روايات سابقة وكذا الرواية التركية التي تقول إن القتل كان مقصودا وحسب خطة أعد لها مسبقا. وهو ما اعتبره وزير الخارجية التركي تشاوتش مولود أوغلو غير كاف. ويشير الكاتب أن الموقف التركي من قضية خاشقجي بات أوضح من مواقف الدول الغربية التي دافعت عن حقوق الإنسان وحرية التعبير. مع أن محكمة تركية رفضت في هذا الأسبوع حالة ضد أيلا البيرق التي اتهمت سابقا بنشر مواد دعائية وهي واحدة من عشرات الصحافيين الذين اعتقلوا أو أجبروا على العيش بالمنفى خوفا من القمع.

وبناء على ردود الفعل الغربية من الإعلان السعودي يقول سونير شاغباتاي، الباحث في معهد واشنطن ان جهود أردوغان لعزل بن سلمان توقفت وأنه “بالغ في موقفه لعزل م ب س” ومع ذلك لا يزال لدى أردغان الكثير من الأوراق للعبها فحلفاء السعودية في الغرب والذين يريدون إغلاق ملف خاشقجي قد تمنح أنقرة عددا من الحوافز لكي تتوقف عن توجيه أصابع الإتهام إلى م ب س والقبول بنتائج التحقيق السعودي مع أن تركيا نفسها طالبت بتحقيق دولي. ويمكن لأنقرة أخذ عدد من التنازلات من العرب، حسب شاغباتاي وتتعلق بالوحدة الإسلامية “لو حصل على مقايضة في هذا المجال مع م ب س، فربما سمح له بالإفلات”.

وواحد من طرق تحقيق هذه الوحدة هي رفع الحصار عن قطر التي تحظى بدعم من أنقرة وإيران خلال فترة الحصار التي مضى عليها أكثر من عام. وبناء على تحليل كالامور فتصريحات وزير الخارجية التركية ان الإعلان السعودي “إيجابي ولكنه غير كاف” يفتح مجالا للتسوية مثل رفع الحصار عن قطر والتزام تكتيكي من الدول العربية أن انقرة ستواصل دعم الإخوان المسلمين وحلفائهم. وأي اتفاق كهذا سيعزز من موقع أردوغان في المنطقة. ولبلد يواجه مصاعب اقتصادية وحتى وقت قريب شجار مع أكبر حلفائه فهذا انجاز ليس صغيرا.

قد يعجبك ايضا