جواد نَصرُ الله يَلتَحِق بِوالِدِه على قائِمَة “الإرهابيّين العالَميّين” الأمريكيّة السَّوداء إلى جانِبِ ثَلاثَةٍ آخَرين على رأسِهِم العاروري..

الخميس 15/11/2018 م …




الأردن العربي – رأي اليوم –

* لماذا جاءَ تَوقيتُ هَذهِ الخُطوَة مُتزامِنًا مع انتِصارِ المُقاوَمة في غزّة؟

* وكيفَ سيَكون رَدُّ السيِّد نَصرُ الله عَليهَا؟

* وما مَصيرُ مِلياراتِه المُودَعة في البُنوكِ الأمريكيّة!

نتيجة بحث الصور عن العاروري وجواد نصر الله

انضَمَّ السيِّد جواد نَصرُ الله إلى القائمةِ الأمريكيّة السَّوداء التي يتَربَّع على قِمّتها والِدُه السيِّد حسن نَصرُ الله مُنذُ عِشرين عامًا تقريبًا، جَنبًا إلى جنبٍ مع السيِّد صالح العاروري، نائِب رئيس حركة المُقاومة الإسلاميّة “حماس″، وقِياديين في “حزب الله”، هُمَا خليل يوسف محمود وهيثم الطباطبائي، ورَصَدت وِزارَة الخارجيّة الأمريكيّة مبلغ خَمسَة مَلايين دولار مُكافأةً لمَن يُزوِّدها بمَعلوماتٍ تُساعِد في القَبضِ عَليهِم.

وِزارَة الخارجيّة الأمريكيّة تَصِف السيِّد جواد نصر الله بأنّه قِياديٌّ صاعِدٌ في الحِزب، وقامَ بتَجنيدِ أشخاصٍ بشَنِّ هَجماتٍ إرهابيّةٍ ضِد إسرائيل في الضِّفَّة الغربيّة المُحتلَّة، أي أنّه يَحمِل هذا المِلَف، إلى جانِب مِلفّات أُخرَى، ممّا يُؤكِّد أنّه يَسيرُ على طَريقِ والِده وشقيقه الشَّهيد هادي ، وكُل شُهَداء المُقاوَمة الآخَرين وما أكثَرُهُم.

لا نَعتقِد أنّ هذا القَرار الأمريكيّ الذي تَزامَن مع الانتِصار الكبير الذي حقَّقته فَصائِل المُقاومة الفِلسطينيّة في قِطاع غزّة، وكانَ أبرز عَناوينه استقالَة إفيغدور ليبرمان، وزير الحَرب الإسرائيليّ، وإطلاق 400 صاروخ على مُستَوطنات غِلاف القِطاع، وبثَّت الرُّعب في نُفوسِ الإسرائيليين، ودَفعِهم إلى الهُروبِ إلى المَلاجِئ، وفَشِلَت القُبب الحديديّة في اعتراضِ مُعظَمِها، وتَهديدٍ صَريحٍ بقَصفِ مُدُنٍ مِثل عَسقلان وأسدود وتل أبيب إذا دمَّرت الطائرات الإسرائيليّة عمارةً واحِدةً في القِطاع، لا نَعتقِد أنّ هذا القَرار سيُحَرِّك شَعرةً واحِدةً في ذُقونِ هؤلاء الضُّيوف الجُدد على قائِمَة الشَّرف الأمريكيّة في نُسخَتِها الجَديدة، حسب تَصريحات مَنسوبَة إليْهِم، ونَقَلَها مُقَرَّبون مِنهُم.

السيِّد جواد نَصرُ الله لا يَمْلُك أُصولًا أو أرصِدَةً ماليّةً في الوِلايات المتحدة الأمريكيّة حتّى يَتِم مُصادَرَتها، كما أنّ تِجارته مَحصورةٌ في المَيادين الجِهاديّة، وتَسليحِ المُقاوِمين وتَدريبِهم، والشَّيء نفسه ينْطَبِق على السيِّد العاروري الذي قَضَى نِصْف عُمُره تَقْريبًا في سُجونِ الاحتلال، ويَفْتَخِر بأنّه كانَ وراء خَطفِ ثلاثة مُستَوطنين إسرائيليين عام 2014، وقَتْلِهِم انتِقامًا وثَأرًا للصَّبيّ محمد أبو خضير الذي تَعَرَّض للخَطفِ والحَرق مِن الدَّاخِل والخارِج مِن قِبَل خليّةٍ مِن المُتطَرِّفين اليَهود لا لذَنبٍ ارتكَبَهُ غير كَونُه عَربيًّا فِلسطينِيًّا.

أقصَى طُموح هَؤلاء المُدرَجين على القائِمة هو الانضِمام إلى قَوافِل الشُّهَداء، مِثل عبّاس الموسوي، وعِماد مغنيّة، وسمير القِنطار، وخليل الوزير، وصَلاح خلف، والقائِمة تَطول، ومَن يُقاتِل دِفاعًا عَن عقيدته وأرضِه وحُقوقِه وكرامة أمّته لا نَعتقِد أنّه يأبَه بالقَوائِم السَّوداء أو الحَمراء أو البنفسجيّة الأمريكيّة، ولِهذا تَنتَصِر المُقاومة في جَميعِ حُروبِها، ويَخْسَر الإسرائيليّون كُل حُروبِهِم مَعَهَا.

السيِّد نَصرُ الله الذي اعتَرفَ في أحَد المُقابَلات التلفزيونيّة أنّ راتِبه لا يَزيد عن 1300 دولار شَهْريًّا، ويَعيشُ حياةً بَسيطةً مُتواضِعَةً مِثل الغالبيّة السَّاحِقَة مِن أنصارِه، لا يَقضِي إجازاته السنويّة في يَخْتٍ فاخِرٍ في الريفيرا الفرنسيّة، ولا يتَزلَّج على الجَليد في جِبال الألب، ولا يعيش في قَصْرٍ في الضَّاحِية، ولذلِك سَيكون ردّه على هذا القَرار الأمريكيّ ابتسامَةً ساخِرةً، ولِسانُ حالِه يقول “يا جَبَل ما يهزّك رِيح”.

الإرهابيّ هو الذي يحْتَل الأرض، ويُحاصِر قِطاع غزّة ويَقصِفه بالطَّائِرات والدَّبّابات والبَوارِج مِن الجَوِّ والبَرِّ والبَحر.. الإرهابيّ هُوَ الذي غَزا جنوب لبنان، وارتَكَبَ مَجازِر قانا والضاحية الجنوبيّة.. الإرهابيّ هُوَ مَن يَشُنُّ ثلاثة “عُدوانات” على قِطاع غزّة في أقلٍّ مِن ثَمانِي أعوام، ويَقتُل أكثَر مِن عَشرةِ آلافِ شَخْصٍ مُعظَمُهُم مِن الأطفال والنِّساء، ويَغزُو العِراق ويُحاصِره ويَقْتُل أكثَر مِن مِليونيّ من أبنائِه تحت حُجَجٍ وذَرائِع كاذِبَة.

إنّها قَوائِمُ شَرَفٍ بَيضاء، بَل ناصِعَة البَياض، لن تَزيدَ المُقاومة إلا عَزْمًا وتَصميمًا لاستعادَةِ الحُقوق المُغتَصَبة، وإنهاءِ الاحتِلال، وُصولًا إلى السَّلامِ العادِلِ والشَّامِل.

قد يعجبك ايضا