صفقة القرن على قرن غزال شارد! … فشل بالجملة .. وسيكون فشلا بالمفرق وبالتقسيط، أيضاً! / دبانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري

ديانا فاخوري ( الأردن ) الأربعاء 31/10/2018 م …




هل “أذُمّ إلى هذا الزّمانِ” أهله، ولا أقول “أُهَيْلَهُ” كما اراد المتنبي؟!  وحاشا لله ان اكمل بعجز البيت او البيت الذي يليه، صدرا وعجزا! ولكنه من نكد الدنيا علينا في “بلاد العرب” ان نرى نتنياهو وصهاينة اخرين يمتطون “حملة الخاشقجي” ويطوفون مدنسين “اوطاني”!

هل فاتهم ان وجود اسرائيل يرتكز الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. هل فاتهم ان وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل و محوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر!

هل التبس عليهم قلق نتنياهو وارتياب القادة الإسرائيليين، رغم تعدد الإشارات وكثافة التنبيهات، من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة؟! ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات العدو بالذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول ٢٠١٧ خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.

هل أشكل عليهم ان كامب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، تطبيع بضمير صائح او سائح او غائب او مستتر، صفقة القرن – كلها محاولات يائسة بائسة لصيانة النكبة الفلسطينية ومعها وبها صيانة اسرائيل/المستعمرة الاستيطانية!

واليوم أكرر السؤال و أعاود التاكيد أن اسرائيل لم تولد بفعل جدلية التاريخ او التقاطع الجيوبولتيكي، بل بفعل صدفة النفط .. فماذا نحن فاعلون؟!

كيف للعرب أن يسعدوا – بل حتى كيف لهم أن يتوسدوا المخدات؟!

كيف للعرب أن يسعدوا وفلسطين تحت الاحتلال، وترامب يعلن القدس عاصمة لاسرائيل، والكنيست الصهيوني يصادق على قانون يؤكد تهويد القدس كاملة، ونتنياهو يجوب مدنسا “اوطاني” أنى وأين وكيفما شاء؟!

فهل يسأل الواحد منا،قبل النوم، نفسه: ماذا فعلت اليوم من اجل تحرير فلسطين؟

هنا لابد من مناشدة “يوسف الفلسطيني” أن يسامح اخوته، سائلين الله و القدس الا يؤاخذوننا بما فعل السفهاء منا!

اليوم أعيد التذكير، وبعد مصادقة الكنيست الصهيونيّ على “قانون القوميّة”، ان هذا محاكاة لنموذج أميركا الشماليّة، الذي تأسّس على إبادة السكّان الأصليين؟! أبادوا 20 مليون من السكان الاصليين المعروفين بالهنود الحمر، ثم اعتذروا! فالولايات المتحدة الامريكية انما قامت علی ما غرسه البيوريتانز (الطهرانيون) الانجليز، وقد تمثلوا التوراة، في اللاوعي الامريكي من ثقافة الغاء الاخر علی طريقة داعش وابن تيمية .. فأين ذهب أصحاب الارض الأصليون بعد ان تم طردهم من الاقتصاد والتاريخ؟! الا يتماهی اغتصاب البيض لامريكا الشمالية مع اغتصاب الصهاينة لفلسطين نفيا لانسانية الفلسطيني وتغريبا لهوية العربي تمهيدا لإلغائه وتفريغ فلسطين من الفلسطينيين و من كل اخر؟ وهنا لا بد من استدعاء:

اولا- شعار كان قد رفعه قائدِ مقاومةِ شعبِ شكتاو في أميركا الشماليّة، “تكومسة”: “إما المقاومة و اما انتظار الإبادة”!

ثانيا- صرخاتي المتكررة المتواصلة ل “ابو مازن”: [ماذا تنتظر (هل تنتظر الإبادة!؟) وترامب ماض يعمه في غيه و طغيانه، وقراراته تترى وتتزاحم!؟ اتخذ موقفا “براغماتيا”: طلق أوسلو وأعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس، وبلاءاتها الثلاثة!]

أنتم مؤمنون وعلي ان اذكر انني “كنت قد وجهت نداء مكررا، مكررا .. معجلا، معجلا الى الرئيس الفلسطيني ليتخذ موقفا “براغماتيا” يطيح بصفقة القرن ويجهضها ولعل هذا أقصى ما يستطيعه من موقعه الحالي .. خاطبته بكل اخلاص ان قم باضعف الإيمان في ظلّ تواتر التقارير والتسريبات و تزاحم الجولات و الزيارات واللقاءات – السرية  منها والعلنية –  وما يجري على الجبهات ومختلف التغطيات:

أعلنها وطلق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة!

أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة ..

أعلنها و اسقط “الصفقة” بقرنها و قرونها ..

أعلنها “أبو مازن”، أعلنها – و لو من غزة!

أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة على كامل التراب الفلسطيني في غزة و الضفة الغربية بحدود الرابع من حزيران عام 1967 .. أعلنها وطلق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة: لا صلح، ولا اعتراف، ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل عودة الحقوق الى اصحابها بما في ذلك حق العودة!

اعلنها وضع الجميع امام المسؤوليات التاريخية!

اعلنها وأثبت قدرة الشعب العربي الفلسطيني على خلق واقع موضوعي جديد!

أعلنها وانتزع التأييد من الأمة العربية شعوبا ودولا، ومن دول مجلس التعاون الاسلامي والأمم المتحدة!

أعلنها وأعد لنا الروح ونحن نرى المنكر، وأي منكر أعظم من احتلال فلسطين واغتصابها من النهر الى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش؟ لنعمل على تغيير المنكر ولو بأضعف الإيمان، فلكم ارتقی الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعبا بين يدي بيرنارد لويس وصحبه اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقی فيها دولة سوی اسرائيل .. من زئيف جابوتينسكي الی موشی هالبيرتال وحتی أوباما – و ترامب بالتاكيد! ويستكمل ذلك، كما أسلفت في مقالات سابقة، جون بولتون وثلاثي من غلاة الصهاينة هم صهر الرئيس ومستشاره “جاريد كوشنر”، بدعم من مبعوثه إلى الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات”، وإسناد من سفيره لدى الكيان الصهيوني “ديفيد فريدمان”! كفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!

أعلنها “ابو مازن” .. أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس، وبلاءاتها الثلاثة!”

وها هو المجلس المركزي الفلسطيني يقرر إنهاء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية كافة تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال (إسرائيل) وفي مقدمتها تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، نظرا لاستمرار تنكر إسرائيل للاتفاقات الموقعة وما ترتب عليها من التزامات وباعتبار أن المرحلة الانتقالية لم تعد قائمة.

كما قرر المجلس، في بيانه عقب اختتام دورته العادية الثلاثين في مدينة رام الله، مساء يوم الاثنين (29/10/2018)  “دورة الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت الوطنية” بحضور الرئيس محمود عباس، وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة، والانفكاك الاقتصادي على اعتبار أن المرحلة الانتقالية وبما فيها اتفاق باريس لم تعد قائمة، وعلى أساس تحديد ركائز وخطوات عملية للاستمرار في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى تجسيد استقلال الدولة ذات السيادة .. صحيح ان هذه المقررات تقف دون مناشداتي وتوسلاتي المتكررة – على تواضعها – الا انها تشكل عودا احمدا الى البرنامج الذي كان قد أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988!

فيا قوم اعقلوا: ستبقى “بلاد العرب اوطاني”، وباطل جهادكم وملغی كأنه لم يكن اذا انحرف عن بيت المقدس وفلسطين من النهر الی البحر، ومن الناقورة الی ام الرشراش!

 

والى القدس، عاصمة الجمهورية العربية الفلسطينية ..

كنت قد أعلنت عليك الحب!

الحب معك، التاريخ معك، الجغرافيا معك، الأحياء (من الأمة العربية) معك، الشعب العربي معك، القدر معك و الله معك!

ديانا فاخوري

كاتبة عربية اردنية

 

قد يعجبك ايضا