أوسع وأشمل تغطية لتداعيات اعتراف السعودية بمقتل جمال خاشقجي في مبنى القنصلية في اسطنبول




 السبت 20/10/2018 م …

الأردن العربي – الرياض وعواصم أخرى – أكّدت الرياض للمرة الأولى فجر السبت، أنّ الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل في قنصليتها باسطنبول اثر وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها.

وعلى الإثر، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن تفسيرات الرياض “جديرة بالثقة” معتبرا أنها “خطوة أولى مهمة”.

وبالتزامن مع الاعلان، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات، من مناصبهم، فيما ذكرت الرياض أنّها أوقفت 18 سعوديا على ذمة القضية.

كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه.

وقال ترامب معلقا على الإعلان السعودي “نحن لم ننته بعد من تقييمنا أو من التحقيق ولكنني أعتقد أنّها خطوة أولى مهمّة” مضيفا “نحن نجري تحقيقاً في الوقت الراهن. لدينا الكثير من الناس الذين يعملون على هذه القضية (…) ولدينا دول أخرى تعمل عليها. هذه مشكلة جدية للغاية”.

وبعدما توعد الخميس بردّ “قاس جدًا” على الرياض إذا ثبُتت مسؤوليتها في مقتل خاشقجي، قال ترامب ردا على سؤال صحافي عن احتمال فرض عقوبات على الرياض “الوقت ما زال مبكرا جدا للحديث عن هذا الأمر” مضيفا “إذا كان سيتم فرض شكل من أشكال العقوبة أو أمر قد نقرّر القيام به (…) فإنا أفضّل أن لا نقوم كإجراء عقابي بإلغاء أعمال بقيمة 110 مليارات دولار، ما يعني 600 ألف وظيفة”، في إشارة الى صفقة تسليح ضخمة أبرمتها الولايات المتحدة مع المملكة.

وتعرّضت الرياض لضغوط دولية إثر اختفاء الصحافي السعودي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول/اكتوبر، في قضيّة دفعت بالعديد من المسؤولين ورجال الأعمال الغربيين إلى إلغاء مشاركتهم في مؤتمر اقتصادي مهمّ في الرياض الأسبوع المقبل.

وقال مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إنّ خاشقجي تعرّض للتعذيب وقتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصاً الى تركيا لاغتياله، بينما نفت الرياض أن تكون أصدرت أوامر بقتله.

– “شجار” ثم “وفاة” –

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان رسمي أنّ “التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة أظهرت قيام المشتبه به بالتوجّه إلى إسطنبول لمقابلة المواطن جمال خاشقجي وذلك لظهور مؤشّرات تدلّ على إمكانية عودته للبلاد”، من دون أن تفصح عن هوية المشتبه به.

وأضاف البيان “كشفت نتائج التحقيقات الأولية أنّ المناقشات التي تمّت مع المواطن جمال خاشقجي أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول من قبل المشتبه بهم لم تسر بالشكل المطلوب وتطوّرت بشكل سلبي أدّى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين المواطن جمال خاشقجي، وتفاقم الأمر ممّا أدى إلى وفاته”.

وتابع أنّ هؤلاء حاولوا “التكتّم على ما حدث والتغطية على ذلك”، مشيراً الى أنّ “التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمّتها والبالغ عددهم 18 شخصاً من الجنسية السعودية”.

وكانت المملكة أكّدت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعيد وقت قصير من دخوله، وسمحت لفريق تحقيق تركي بتفتيشه. كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع وكالة بلومبرغ “ما أعرفه هو أنه دخل وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة. أنا لست متأكّداً”.

ولم يتّضح من البيانات السعودية الرسمية التي حمّلت المسؤولية للمشتبه بهم وحدهم، مصير جثة الصحافي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ينتقد فيها سياسات ولي العهد.

وغادر خاشقجي السعودية في 2017 في خضمّ حملة توقيفات قادها ولي العهد وشملت كتّاباً ورجال دين وحقوقيين وأمراء وسياسيين.

وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن إعلان قتل خاشقجي يثير “اضطرابا عميقا” مؤكدا في بيان “على ضرورة إجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف في ظروف وفاة خاشقجي وعلى المحاسبة التامّة للمسؤولين عنه”.

وإلى جانب عسيري والقحطاني، شمل قرار الملك بإعفاء مسؤولين مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليفة الشايع، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي.

وأصدر العاهل السعودي أيضاً قراراً بتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة وتحديد صلاحياته. وقالت وكالة الأنباء الرسمية “واس” إنّ القرار جاء بتوصية من ولي العهد على خلفية قضية خاشقجي.

ويذكر أن عسيري مقرّب من ولي العهد ويحضر اجتماعاته مع المسؤولين الزائرين للمملكة، وكان يتولّى منصب المتحدّث الرسمي باسم التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في اليمن.

أما القحطاني فيعرف عنه هو أيضاً قربه من ولي العهد، وقد ظهر برفقته في صور مع ملوك ورؤساء نشرها على حسابه بتويتر حيث يكتب تغريدات غالباً ما تكون هجومية.

– أزمة دولية –

وقبيل تأكيد الرياض مقتل خاشقجي في قنصليتها، أعلنت الرئاسة التركية فجر السبت أنّ الرئيس رجب طيّب أردوغان اتّفق مع العاهل السعودي الملك سلمان خلال مكالمة هاتفية على مواصلة التعاون الثنائي في التحقيق، في ثاني اتصال هاتفي بين الزعيمين حول هذه القضية.

وقال مصدر في الرئاسة التركية طالباً عدم نشر اسمه إنّه خلال مكالمتهما الهاتفية التي جرت مساء الجمعة والتي أتت بعد مكالمة أولى بينهما جرت الأحد شدّد الرئيس أردوغان والملك سلمان على “أهمية مواصلة العمل سوياً في تعاون تامّ”.

وأضاف المصدر إنّ الزعيمين تبادلا المعلومات حول التحقيقات التي يجريها بلداهما في قضية خاشقجي.

وحذر وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الجمعة بعد زيارة للرياض التقى خلالها العاهل السعودي وولي العهد، بأنّ لدى واشنطن “مروحة واسعة من الردود” المحتملة على السعودية إذا تبيّنت مسؤوليتها في اختفاء خاشقجي.

تابع بومبيو أن السعوديين “يتحمّلون المسؤولية ما دامت المسألة حصلت في القنصلية. ويتحمّلون بالتالي مسؤولية إلقاء الضوء على هذه المسألة”.

وتوعدت الرياض بإنّ أية عقوبات بحقّها ستواجَه “بردّ أكبر”.

وبعد ساعات قليلة من تحميل السلطات السعودية مسؤولية مقتل خاشقجي للعناصر التي قابلته في القنصلية، أعلن البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة “حزينة” لتأكيد مقتله.

* إعفاء أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة وسعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير

من جهة أخرى ، أكّدت الرياض فجر السبت، للمرة الأولى، أنّ الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل في قنصليتها باسطنبول إثر وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من العناصر السعوديين داخلها.

وحمّلت المملكة مسؤولية مقتل خاشقجي، الذي انتقل للعيش في الولايات المتحدة عام 2017، إلى هؤلاء السعوديين الذين قالت إنّهم قابلوه في القنصلية في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر بعد “ظهور مؤشّرات تدلّ على إمكانية عودته للبلاد”.

وبالتزامن مع هذا الإعلان، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات، من مناصبهم، في وقت ذكرت فيه الرياض أنّها أوقفت 18 سعوديا على ذمة القضية.

كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه.

عسيري: من اليمن إلى الاستخبارات

يعتبر عسيري من المقرّبين من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكان يحضر اجتماعاته مع عدد كبير من المسؤولين الزائرين للمملكة، وآخرها اجتماع مع الممثّل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد في الرياض في 10 تشرين الاول/أكتوبر.

وقبل تعيينه في منصب نائب رئيس الاستخبارات العامة في 2017، كان عسيري المتحدّث الرسمي باسم التحالف العسكري الذي تقوده المملكة في اليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين منذ آذار/مارس 2015.

ويتولّى عسيري الذي يتحدث العربية والفرنسية والانكليزية، منصب مستشار في وزارة الدفاع التي يقودها ولي العهد الشاب (33 عاما).

وبحسب صحيفة “الحياة” السعودية، فإن اللواء عسيري، الضابط الطيّار، يوصف في المملكة بأنه “واحد من أمهر الطيّارين السعوديين المعروفين عالمياً”.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت في وقت سابق أنّ السعودية ستحمّل مسؤولية مقتل خاشقجي للواء عسيري، مستندة في معلوماتها على مصادر قالت إنّها “على علم بتلك الخطة”.

سعود القحطاني وتويتر

يعرف عنه هو أيضاً قربه من ولي العهد، وقد ظهر برفقته في صور مع العديد من الملوك والرؤساء والزعماء في حفلات عشاء خاصة، بينهم الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان.

ويعتبر القحطاني أحد أبرز المسؤولين السعودين الذين يستخدمون تويتر، وغالباً ما ينشر تغريدات مندّدة بأشخاص وبدول، على رأسها قطر التي قطعت السعودية علاقاتها معها في حزيران/يونيو 2017 بعدما اتّهمتها بدعم تنظيمات متطرّفة في المنطقة.

وكتب القحطاني بعيد قطع العلاقات بين الرياض والدوحة “بعض الإخوة يلومني على ما يراه شدّة بالعبارة. لكلّ مقام مقال. والحديث هذه الأيام يحتاج لهذه اللغة”.

ويتابع القحطاني على تويتر أكثر من مليون مستخدم.

وبعيد إعفائه من منصبه، غرّد القحطاني “أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسموّ سيدي ولي العهد الأمين، على الثقة الكبيرة التي أولوني إياها، ومنحي هذه الفرصة العظيمة للتشرّف بخدمة وطني طوال السنوات الماضية”.

وتابع “سأظل خادماً وفياً لبلادي طول الدهر، وسيبقى وطننا الغالي شامخاً”.

ويتولّى القحطاني حاليا منصب “رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز”.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ذكرت في 12 تشرين الأول/اكتوير أنّ القحطاني تواصل مع خاشقجي ودعاه للعودة إلى السعودية من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة حيث يكتب مقالات تنتقد سياسات ولي العهد.

* ترامب: الرواية السعودية  لملابسات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول ” جديرة بالثقة و”خطوة أولى مهمّة”

 وعلى صعيد متصل،  اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه يعتبر التفسيرات التي قدّمتها الرياض فجر السبت لملابسات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول في الثاني من الجاري “جديرة بالثقة”، و”خطوة أولى مهمّة”.

وردّاً على صحافي سأله ما إذا كان يعتبر الرواية السعودية “جديرة بالثقة” قال ترامب “أجل، أجل”.

وأضاف الرئيس الأميركي “أقولها مجدّداً، الوقت ما زال مبكراً، نحن لم ننته بعد من تقييمنا أو من التحقيق ولكنني أعتقد أنّها خطوة أولى مهمّة”، في إشارة إلى ما أعلنته الرياض السبت من أنّ خاشقجي قتل داخل قنصليتها إثر وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من العناصر السعوديين داخلها.

وعن إمكانية فرض واشنطن عقوبات على الرياض بسبب هذه القضية قال ترامب “الوقت ما زال مبكراً جداً للحديث عن هذا الأمر”.

وأضاف “نريد أن نرى. نحن نجري تحقيقاً في الوقت الراهن. لدينا الكثير من الناس الذين يعملون على هذه القضية (…) ولدينا دول أخرى تعمل عليها، كما تعرفون. هذه مشكلة جدية للغاية”.

وفي مسألة العقوبات الأميركية المحتملة على الرياض قال ترامب خلال زيارة إلى أريزونا “إذا كان سيتم فرض شكل من أشكال العقوبة أو أمر قد نقرّر القيام به، إذا كان هناك ما سنقرّره (…) فإنا أفضّل أن لا نقوم كإجراء عقابي بإلغاء أعمال بقيمة 110 مليارات دولار، ما يعني 600 ألف وظيفة”، في إشارة الى صفقة تسليح ضخمة أبرمتها الولايات المتحدة مع المملكة.

وتعرّضت الرياض لضغوط دولية إثر اختفاء الصحافي السعودي بعد زيارته قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر، في قضيّة دفعت بالعديد من المسؤولين ورجال الأعمال الغربيين إلى إلغاء مشاركتهم في مؤتمر اقتصادي مهمّ في الرياض الأسبوع المقبل.

وقال مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إنّ خاشقجي تعرّض للتعذيب وقتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصاً الى تركيا لاغتياله، بينما نفت الرياض أن تكون قد أصدرت أوامر بقتله.

وأتى تصريح ترامب بعيد إعلان البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة “حزينة” لتبلّغها بمقتل خاشقجي.

وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية سارة ساندرز في أول ردّ فعل أميركي على الإعلان السعودي “نشعر بالحزن لتبلّغنا أنّ وفاة خاشقجي قد تأكّدت، ونتقدّم بأحرّ التعازي من أسرته وخطيبته وأصدقائه”.

وأضافت إنّ “الولايات المتحدة تأخذ علماً بإعلان المملكة العربية السعودية بأنّ التحقيق بشأن مصير جمال خاشقجي يتقدّم وبأنها اتّخذت إجراءات ضدّ المشتبه بهم الذين تم تحديدهم حتى الآن”.

وتابعت ساندرز “سنواصل متابعة التحقيقات الدولية من كثب في هذا الحادث المأسوي والمطالبة بأن يتم إحقاق العدالة من دون تأخير وبشفافية وبما يتّفق مع كلّ الإجراءات القانونية الواجبة”.

– “تشكيك” ومطالبة باستدعاء القائم بالأعمال –
وإذا كانت الإدارة الأميركية اكتفت في ردّ فعلها على الإقرار السعودي بالتعبير عن حزنها لمقتل الصحافي وبتمسّكها بإحقاق العدالة في هذه القضية، فإنّ مواقف برلمانيين أميركيين اتّسمت بالكثير من الحدّة إزاء الرياض.

وشكّك السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي يعتبر من أبرز حلفاء ترامب بالرواية التي قدّمتها السعودية فجر السبت، بعد أسبوعين ونيّف من تمسّكها بمقولة إنّ الصحافي غادر قنصليتها بعيد دخوله إيّاها وأنّها لا تعلم شيئاً عن مصيره.

وكتب غراهام في تغريدة على تويتر “القول إنّني مشكّك في الرواية السعودية الجديدة حول خاشقجي لا يفي شعوري حقّه”.

من جهته قال بوب مينديز، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنّه يتعيّن على الولايات المتحدة أن تفرض على السعوديين المتورّطين في مقتل خاشقجي عقوبات بموجب قانون أميركي أطلق عليه اسم سيرجي ماغنيتسكي، المحاسب الروسي الذي كان ينشط في مكافحة الفساد وتوفي في الحجز.

وقال مينديز إنّ “قانون غلوبال ماغنيتسكي ليس لديه استثناءات للحوادث. حتى لو توفّي خاشقجي بسبب مشاجرة، فهذا ليس عذراً لقتله”.

وأضاف إن ما أعلنته السعودية فجر السبت من سرد للوقائع واجراءات اتّختها هي “أبعد ما يكون عن النهاية، ونحن بحاجة إلى مواصلة الضغط الدولي”.

أما النائب مايك كوفمان الذي يواجه على غرار العديد من زملائه الجمهوريين انتخابات صعبة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر فقال إنّه يجب على الولايات المتحدة أن “تقف إلى جانب قيمنا وأن تطالب +حلفاءنا+ باحترام حقوق الإنسان.

وأضاف النائب عن ولاية كولورادو وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أنّه يطالب ترامب بأن يستدعي على الفور القائم بأعمال السفير الأميركي لدى واشنطن التي لم تعيّن حتى الآن سفيراً أصيلاً في المملكة؟

دولياً، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “انزعاجه الشديد” إثر تبلّغه بمقتل خاشقجي.

وقال غوتيريش في بيان قدّم فيه تعازيه إلى أسرة خاشقجي وأصدقائه إنّه “يشدّد على ضرورة إجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف في ظروف وفاة خاشقجي وعلى المحاسبة التامّة للمسؤولين عنه”.

وتتعارض السرعة الكبيرة التي أصدر فيها غوتيريش ردّ فعله على إقرار الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها مع الحذر الشديد الذي توخّته الأمم المتّحدة في التعامل مع هذه القضية منذ بدايتها.

وكان غوتيريش اكتفى حتى صدور هذا البيان بالمطالبة بجلاء “الحقيقة” حول مصير الصحافي السعودي، متجاهلاً التعليق على الكمّ الكبير من التقارير التي اتّهمت الرياض بالوقوف خلف اختفائه.

ويعود آخر موقف أممي من هذه القضية إلى الخميس حين ناشدت أربع منظمات حقوقية هي “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” و”لجنة حماية الصحافيين” و”مراسلون بلا حدود”، الأمم المتّحدة فتح تحقيق دولي في اختفاء خاشقجي، في طلب ردّ عليه الناطق باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك بالقول إنّ هناك تحقيقات تُجريها بالفعل كلّ من تركيا والسعودية.

وأوضح دوجاريك أنّ الأمين العام يُمكن أن يبدأ تحقيقًا دوليًا “إذا وافق جميع الأطراف” على ذلك، مشدّداً على أنّه لكي يكون هذا التحقيق فعالاً فهو “يحتاج إلى تعاون الأطراف” المعنية.

* ساسة أمريكيون يشككون بمصداقية بيان السعودية حول مقتل  خاشقجي ..العالم بحاجة إلى نتائج تحقيق دولي بطريقة مشروعة وموثوقة .. واستخدام التسجيلات الصوتية التي قيل إنها موجودة لدى تركيا 

 وقد شكك عدد من الأعضاء البارزين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين بمصداقية بيان المملكة العربية السعودية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، رغم أن رئيس البلاد دونالد ترامب اعتبره ذو مصداقية
وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت ريتشارد بلومنثال، في برنامج بقناةسي إن إن، إنه من الواضح أن المسؤولين السعوديين يحاولون كسب الوقت وإعداد ذريعة لما فعلوه، لكن هذا يطرح المزيد من الأسئلة عوضًا عن تقديم أجوبة
وأشار بلومنثال إلى ضرورة فتح تحقيق دولي بطريقة مشروعة وموثوقة، تشارك فيه الأمم المتحدة، واستخدام التسجيلات الصوتية التي قيل إنها موجودة لدى تركيا.
وأضاف أن العالم بحاجة إلى نتائج تحقيق دولي وليس بيان المسؤولين السعوديين الذي بذلوا كل ما في وسعهم من أجل حماية ولي العهد محمد بن سلمان
من جانبه، قال السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن السعودية أصدرت بيانات مختلفة في كل يوم عن خاشقجي.
وأضاف كوركر في تغريدة على تويتر ينبغي علينا ألا ننتظر من البيان الأخير للمسؤولين السعوديين أن يكون متزنًا
وتابع قائلًا قد يكون السعوديون يجرون تحقيقًا بأنفسهم، لكن على حكومة الولايات المتحدة أن تجري تحقيقًا مستقلًّا وموثوقًا في إطار قانون ماغنيتسكي، بموجب ما تقتضيه القوانين، من أجل القبض على منفذي جريمة خاشقجي.
بدوره، قال السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، بوب منيديز إن الضغوط الدولية المشتركة أجبرت السعودية على الاعتراف بمقتل خاشقجي.
وأضاف منيديز، في تغريدة على تويتر، إنه لا استثناء ضمن قانون ماغنيتسكي للحوادث حتى وإن مات خاشقجي بشجار
ودعا راند بول، السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، إلى تعليق جميع الصفقات العسكرية والمساعدات والتعاون مع الرياض، مضيفًا يجب أن تدفع السعودية ثمنًا باهظًا لما ارتكبته
أما النائب عن ولاية كولورادو مايك كوفمان، فدعا في بيان له إدارة ترامب إلى اتخاذ موقف أقوى بخصوص مقتل خاشقجي.
وطالب كوفمان ترامب باستدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في السعودية إلى واشنطن بسرعة من أجل المزيد من المباحثات في الكونغرس.
عضو مجلس النواب عن ولاية فيرجينيا جيري كونولي، قال في برنامج بقناة سي إن إن، إن البيان السعودي حول مقتل خاسقجي أشبه بعملية كلاسيكية للمافيا
وأفاد كونولي أن السعودية تكتمت على الأمر بهذه الطريقة من أجل حماية ولي العهد محمد بن سلمان، مشددًا أن الاحتمال معدوم بتنفيذ جريمة مخطط لها مسبقًا في القنصلية السعودية دون علم وموافقة ولي العهد.
من ناحيته، قال النائب عن نيويورك إليوت أنجل إن البيان الأخير للسعودية غير موثوق لأنه سبق لها أن نشرت بيانات متضاربة مع بعضها البعض منذ اليوم الأول للحادثة.
ودعا أنجل، في بيان له، إدارة ترامب إلى المطالبة بإجراء تحقيق دقيق وشفاف في أقرب وقت حول مقتل خاشقجي.
وأعلنت الرياض، في الساعة الأولى من صباح السبت، مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.
ولم توضح مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى الملك سلمان، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

Print Friendly, PDF & Email

قد يعجبك ايضا