من يملك الأوراق الحاسمة بأدلب / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 14/9/2018 م …
تعتبر معركة ادلب  بيضة قبان المشروع الاميركي فعلى المستوى الأقليميي :



 تعتبر خسارة المعركة قضاء”  مبرما”  على مشروع تكريس هيمنتها واعادة بعث العدو الصهيوني ليلعب دوره التقليدي العسكري كرأس حربة ومعسكر اميركي متقدم  والقيام بالمهام وألأدوار والوظائف التي تناط به والتي اصبح عاجزا” عن القيام بها  على النحو المعتاد السابق .
 تمكين سورية من التوجه لشرق الفرات واستهداف القواعد الاميركية وانهاء دور قسد وحلم الدولة الكردية وقطع طريق طهران بغداد دمشق بيروت .
وفي هذه الحالة سيكون مشروع صفقة القرن قد واجه نكسة وربما هزيمة مبرمة .
وتتبدد مساعي واشنطن للتاثير على مجريات المعركة  في المؤامرة التي حيكت بالبصرة , ولبنان , والتهديدات الالمانية والفرنسية وتحريك قطع الأسطول الأميركي للخليج والمتوسط .
كما سينحسر تهديد ايران للحد الأدنى المعتاد مع اقتراب موعد التهديد بقطع تصديرها للنفط في مطلع شهر تشرين القادم .
وتتبدد محاولات اشعال فتيل حرب عربية ايرانية برغم حشد رؤساء اركان دول الخليج والأردن ومصر .
فيما يتعلق باردوغان فهو يعمل على طريقة الرقص على الحبال وان كانت مخرجات طهران الباهتة نوعاً تؤشر لصفقة ما جرت هناك لإعطاءه فرصة لعقد صفقة مع ما يسمى المعارضة المعتدلة واتخاذ موقف نهائي بشأن التركستان والايغوريين وهذا الموضوع يأخذ بعداً استراتيجياً نظراً لعلاقته بالوجود الاميركي بافغانستان واستثمار ما عدده ٢٠ مليون من الايغوريين لتهديد امن و لقطع الطريق على مشروع طريق وسكة حديد الصين ومدها الأقتصادي وخطوط الغاز الروسية الامر الذي يهدد بتدخل عسكري صيني بسورية .
على المستوى الدولي :
تعتبر خسارة ورقة ادلب نصرا” استراتيجيا” لروسيا وبسطا” لنفوذها وتفردها به وقطع الطريق على محاولات النيل من امنها القومي ومنعتها العسكرية
كما تفسح المجال للصين لمواصلة علاقاتها الأقتصادية في الوطن العربي وافريقيا وتوسيعها وتعميقها على حساب النفوذ الأميركي واقامة القواعد العسكرية في المنطقة للمرة الاولى .
 تؤكد المعطيات ان امتلاك سورية فائضاً للقوة مدعومة من الحلفاء الروس الذي ارسلوا إشارات حاسمة بمناورات المتوسط واغتيال رئيس جمهورية الدونيتسك لمحاولة زعزعة الأستقرار وألأمن الروسي ، والذين يقبضون على زمام تركيا الاقتصادي الذي يعاني من أزمات اقتصادية وفقدان الليرة التركية ما نسبته ٨٠٪ من قيمتها , اضافة للرسالة الايرانية المتعددة الجوانب ،  من زيارة وزير الدفاع الايراني لسورية وإعلان اتفاقية عسكرية جديدة تتعزز بموجبها القدرات العسكرية والصاروخية السورية  ، لتصريح مستشار الرئيس الايراني للصناعات العسكرية وزير الدفاع السابق العميد دهقان الذي أكد به  رد ايران على العدو الصهيوني على العدوان على مطار ال T4 وقال تحديدا” لقد ردت ايران واسألوا اسرائيل التي لم تعد تستهدف الوجود اليراني بسورية .
اضافة لتوجيه ضربة صاروخية دقيقة لاجتماع قادة الحزب الكردستاني الامر الذي يؤشر لقدرة استخبارية وامتلاك قاعدة بيانات وبنك للاهداف استطاعت بموجبها  تجنيد وزير صهيوني .
هذه الرسائل في عدة اتجاهات تساهم في فرض معادلات ردع وتقليل خيارات العدوان على سورية للحد الادنى .
ولو تخيلنا سيناريو العدوان فسنستبعد خيار العدوان البري لانعدام قدرة الدول الإقليمية كالاردن والعدو الصهيوني وتركيا على ذلك وهو الخيار الذي اختبر على مدار سبع سنوات ونصف وثبت استبعاده ، اضافة لاستبعاد خيار الهجوم الجوي بسبب امتلاك سورية القدرة على الردع ,  فلن يبقى بالتالي سوى خيار العدوان  بصواريخ ارض ارض , او بحر او جو ارض وهي مسألة لن تحسم معركة وان تحول دونها .
معركة ادلب  تتويج لمعارك امتدت بين المعسكر الاميركي والمعسكر الاخر الذي تشكل روسيا به دولة عظمى وقطباً دولياً صاعدا” وفاعلا” ومؤثرا” من فئة الكبار وايران قطباً اقليمياً من نفس الطراز , وعمقاً صينياً وكورياً , أي قوة إقليمية ودولية صاعدة مقابل قوة اميركية آفلة يعاني رئيسها  خطر العزل وفضائح متعددة تراوحت من الاخلاقية , للسياسية الخ  , ومعسكر أوروبي منقسم مفكك أعلنه ترامب بهلسنكي عدوا” بدلا ً من الصين وروسيا اللتان اعتبرهما صديقان ، للعدو الصهيوني الذي يمر رئيس وزراءه بفضائح وازمات داخلية وعزلة دولية ويعاني امنه الوطني من حصار  من الجنوب والشمال بالمقاومة وسماءه وغربه مغطى بصواريخها , وبالأسطول الروسي , و يخضع امنها ايضا” للتجاذبات اليمنية السعودية التي تهدد الملاحة بالبحر الأحمر الذي سعت مع واشنطن والسعودية ومصر لجعله بحيرة صهيونية  ،كما ان التفاهمات مع الروس تجعل خيارات تدخله بمعركة ادلب تكاد تكون معدومة او بحدودها الدنيا غير ذات التأثير على سير المعركة التي تبدو قادمة لا محالة
المسرح السوري كطاولة روليت يقامر بها وعليها الجميع بالكروت والاوراق الحاسمة وقد بات واضحا” ان سورية ومحور المقاومة وحلفاؤها يملكون معظم الأوراق الرابحة .

قد يعجبك ايضا