اهداء إلى دوله الرئيس عمر الرزاز بخصوص العقد الاجتماعي الجديد / د. عدلي منصور

د. عدلي منصور ( الأردن ) الجمعة 31/8/2018 م …




مقتطفات من كتابي” الحضاره التائهه…قراءه استشرافيه للمستقبل العربي” الصادر عن دار البيروني للنشر والتوزيع

أي واقع مرير نحسد عليه ؟؟

ببساطة شديدة، وخلال نحو قرن كامل من الزمن، كنا نريد تحقيق متلازمة أحمد الشقيري: الوحدة، وتحرير فلسطين، ودفعنا ثمنها من حرياتنا الأساسية، وحقوقنا في المشاركة السياسية، وقوت عيشنا، وعلى حساب فقرنا، وبطالتنا، ومظلوميتنا، وكرامتنا، كأفراد وكأمة تطمح بمكان لها تحت الشمس، لم يتحقق منها شيء، وبذلك فإن «العقد الاجتماعي،والسياسي » الذي كان قائمًا لعقود طويلة أصبح لاغيًا:

أولًا: لفقدانه الأساس القانوني، باعتباره «عقد إذعان »، أملته الأنظمة الرسمية.

ثانيًا: لفقدانه الشرعية، لما أوصلنا إليه من واقع مرير.

ثالثًا: لانتهاء صلاحيته، بعد أن استنزف المدة القانونية له، بعد قرن من الزمان.

إن تغييرهذا العقد أصبح وضروريًا؛ منعًا للفوضى، وتهديد السلم الأهلي، والإقليمي، والعالمي وأصبح لزامًا صياغة عقد جديد، على أسس جديدة منها: الاعتراف المتبادل بن الأنظمة الرسمية، وشعوبها على أسس جديدة من الحرية الفكرية، المواطنة المتساوية، وتداول السلطة سلميًّا بن الأفراد،والجماعات الممثلة، والمنتخبة ديمقراطيًا.

من الضروري في هذا السياق، الإشارة إلى أن مثلث الفشل العربي والذي سببه النظام الرسمي بالدرجه الاولى، ارتكز أصلاً، على انعدام الحريات، وفقدان المواطنة المتساوية، وقبول تبادل السلطة سلميًّا، والذي سيتضمنه الفصل الثالث، لأنه من المهم ملاحظة، أن غياب ذلك، قاد إلى السلوك الواعي الفردي، والجمعي، الذي هو بالضرورة، عملية معقدة طويلة، ومستمرة، ولكنها تعمق الوعي، وبالتالي استمراره في السلوك الواعي؛ لتغيير الواقع بالايجاب، والسلب، حسب خيارات الأمة، وإرادتها في حياتها الحالية، ومستقبلها.

هذه محاولة جديدة للتنوير، ليست مبنية على فلسفة، أو معتقدات دينية، بل مبنية على أساس واقعي، تمليه الإدارة الحديثة  ، بالنظر إلى المشكلة وحلها.

لإنني لا أنشد الحل على أسس تأملية للمشكلة، بل باعتباره تصورًا وظيفيًّا، تثبت صلاحيته بالنتائج العملية التي يحققها.

هذه محاولة جديدة للتنوير، لأنها تمثل خروجًا للإنسان من مرحلة القصور العقلي، وبلوغه سن النضج، أو سن الرشد، الذي عرّفه «ايمانويل كانت » إنه: “التبعية للآخرين، وعدم القدرة على التفكير الشخصي، أو السلوك في الحياة، أو اتخاذ أي قرار  دون الشخص الوصي علينا.”

والله من وراء القصد سيدي دوله الرئيس

 

 

قد يعجبك ايضا