لاجتثاث الارهاب التكفيري.. دولة عملاقة! / عبدالحفيظ أبوقاعود

 عبدالحفيظ أبوقاعود* ( الأردن ) الأحد 26/8/2018 م …




ألرؤية الاستراتيجية لمستقبل” سورية المتجددة”السياسي دون الربط الاستراتيجي مع العراق،والربط بين الإثنين ،ودون الترابط مع لبنان والاردن وفلسطين،هي؛مجرد أوهام وأفكار نظرية غير قابلة للتطبيق تتداولها النخب والاحزاب السياسية،بعد ترفا في السجالات اليومية في مرحلة الاصلاح العام في الوطن العربي.

أستكمال مشروع تطور”الامة”لاقتصادي،وتقدمها الفكري والثقافي، لبناء دولة عملاقة مدنية ديمقراطية في الشرق؛تتطلب توافرألاسباب الموضوعية وألعوامل المساعدة للأنتقال من مرحلة النمط االريعي الاستهلاكي إلى النمط الانتاجي الرأسمالي، وتطويرقواعد التشبيك الاقتصادي بين عناصرالمشروع في أبعاده الاقتصادية والتنموية من خلال تبني خطة أقتصادية شاملة تتلازم مع مرحلة التناوب السلمي على السلطة “المرحلة الاولى”للوصول الى البعد السياسي الاجتماعي ” العقد الاجتماعي”  ل”دولة عملاقة” في بلاد”الشام الرافدين”.

مواجهة المشروع الارهابي في الشرق يحتاج الى تكوين دولة عملاقة مدنية ديمقراطة تتبنى  مشروع أسترايتجي مواز يمتلك أدوات المواجهة والتوازن الاستراتيجي الكاسرمع إسرائيل لحسم معركة تحريرالارض والانسان العربي .

هل تتبني” سورية المتجددة” المشروع ألاستراتيجي الاقليمي وقيادته، للاندماج السياسي والتشبيك الاقتصادي بعد أجتثاث ألمشروع ألتكفيري ألارهابي ؛ليكون مقدمة لولوج الامة الدورة ألحضارية ألانسانية الثالثة،وتحرير الارض والانسان العربي ؟!!!. الجواب يكمن في أقامة دولة مدنية ديمقراطية عملاقة في بلاد الشام والرافدين تتناوب مكونات السياسية وقوعدها الاجتماعية السلطة سلميا بعد انجازالمصالحة الوطنية بين نسيجهما الاجتماعي وتطهير الجغرافيا السورية والعراقية من العصابات الارهابية التكفيرية المرتزقة ومن السلاح غير المشروع في مرحلته الاولى.

ألمشروع التكفيري الارهابي ينفذ في الشرق بالتعاون مع الحليف الغربي المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ،وبالتنسيق مع منظومة التحالف الامني الاقليمي المنضوية في المشروع الساداتي الاستسلامي،والمشاركة في مؤامرة الحرب الكونية على سورية ،ومن سورية.

ألابعادالسياسية والامنية والعسكرية للمشروع تتقاطع في أهدافه وبرامجه وألياته مع المشروع الاستراتيجي للامة في أقامة قواعد التشبيك الاقتصادي والاندماج السياسي والتكوين المجتمعي للمحورالمقاوم.وذلك عبرمؤامرات الحروب الاحتلالية والكونية ،لأدامة الاشتباك العسكري وألاستخباري ألامني في الاقليم والمنطقة.

المشروع الارهابي التكفيري، الذي تبنته حركات “الاسلام السياسي”؛ جاء في أطارالاهداف الاستراتيجية للخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية، في جانبها السياسي،حيث شكلت “كامب ديفيد”اولى حلقاتها التأمرية؛أستهدف بلقنة المنطقة وتفتيتها وتقطيع أوصالهالخدمة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة،والى منع أقامة دولة اتحادية مركزية عملاقة في بلاد الشام والرافدين،والمحافظة على أمن إسرائيل وتأمين المصالح الغربية في المنطقة.

نجاح الدولة الوطنية السورية بالتفاهم والتنسيق والمساندة الفاعلة مع أطراف محورالمقاومة وتحالفه الدولي لأفشال فصول سيناريوهات مؤامره ألحرب الكونية على سورية ومن سورية،يكون بالحسم ألاستراتيجي بإعلان كامل الجغرافيا السورية آمنة وخالية من ألسلاح غيرألمشروع،ومن ألعناصرألارهابية التكفيرية ألمسلحة،وألشروع بمصالحة وطنية شاملة للوصول الى تطبيق مبدأ ألتناوب ألسلمي على السلطة في دولة مدنية ديمقراطية عملاقة في بلاد الشام .

الحسم ألاستراتيجي في سورية ألمتجددة،ألذي أصبح قاب قوسين وأدنى، يكون متلازما مع إستكمال جهوزيه المحورالمقاوم ألقتالية لتحريرالارض والانسان العربي ،وتبني المشروع ألاستراتيجي ألاقليمي،و”ألاستراتيجية ألقتالية ألدفاعية ” للمحور.             

تبني”ألاستراتيجة القتالية الدفاعية “للمحور في ألدفاع عن سورية ألمقاومة؛يكمن في التحام عناصره القتالية مع الجيش العربي السوري والمنظومه ألسياسية وألامنية أستعدادا للتمهيد لمعركة التحريرللارض والانسان الكبرى ولخوض معركة “الحواسم ” الكبرى في جبهة أولها في دمشق وأخرها في طهران لتحرير”قدس الله “وفلسطين المحتلة وهضبة الجولان من الاحتلال الصهيوني،ولاسقاط منظومة التحالف الامني الاقليمي ومشروعها التكفيري في المنطقة،ووضع نهاية لتواطئ المنظومة مع الاجنبي في تدمير مستقبل الامة الحضاري؟!!!.

أمام محور المقاومة والممانعة العربي الاسلامي أقرار وتبني  ألمشروع الاستراتيجي ألاقليمي لمواجهة “المشروع التكفيري ” لمنظومة ” التحالف الامني الاقليمي”المعادية للامة،الذي أقامته الولايات المتحدة الامريكية على “جرف حار منذ العام 1988،لتدمير قوى المقاومة والممانعة في الوطن العربي الاسلامي عبر معاهدات حماية أمنية لمشيخات وممالك الخليج ،واتفاقيات تفاهم تعاون عسكري مع كل من مصر وتركيا وباكستان ، ومعاهدة التعاون ألاستراتيجي مع إسراييل ،وألانضمام كحليف للولايات المتحدة الامريكية من خارج الناتو عام 1996 لأستكمال حلقات معاهدة الكامب.

لقد رفضت “سوريا المتجددة “،ألانضواء في منظومة ألتحالف الامني ألاقليمي وألانخراط في ملحقات” كامب ديفيد” وقبول أموالهم ومشاريعهم ألعدوانية وأحلامهم البائدة،وحققت التوازن ألاستراتيجي ألكاسر مع ألعدو ألاسرائيلي بتصليب محورالمقاومة وألممانعة العربي ألاسلامي، ومدته بمستلزمات الصمود والتصدي لكسر ألتوازن ألاسترايجي مع “إسرائيل”؛فكانت مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية لأاسقاط النسق ألسوري ألمقاوم وتفكيك أوصال محور ألمقاومة ألعربي ألاسلامي،وتفتيت ألجغرافيا ألسورية إلى كنتونات مذهبية وطائفية وأثينية .

لقد تمكن “التحالف ألامني الاقليمي” من تدمير العراق ونظامه السياسي والاقتصادي في عدوانه الغاشم بعد الحرب إلاحتلالية في العام 2003 ،ومن أخراجه بعض الوقت من محوره المقاوم في صفحته الاولى ،وللاستفراد بجزء من مكونات محور المقاومة العربي الاسلامي في حرب تموز 2006،باستهداف القدرات القتالية لحزب الله ، كإحدى حلقات المحور الرئيسة، وأنهاء قدرات المقاومة الفلسطينية  في مواجهة “إسرائيل” عبر حروب تدمير غزة المتوالية .

وبالرغم من الفشل الذريع للجبهات المعادية للامة بالنيل من قدرات مكونات محورالمقاومة العربي الاسلامي في صفحته الثانية،حيث كانت “سورية المتجددة ” أحد العناصرألرئيسية لأنهزام الاحتلال الامريكي من العراق بتأمين الخدمات اللوجستية لدخول “عناصرالمقاومة “الى الداخل العراقي لمقارعة ألاحتلال ألعسكري ألامريكي وتسريع انسحابه غيرالمنظم من أرض الرافدين ،وبالصمود في الخطوط ألامامية من المواجهة مع “إسرائيل”،والانتصار في ألجنوب اللبناني ،وفي جبهة غزه الملتهبه.

–  لجأ “التحالف الاقليمي الدولي “المتصهين بعد فشله الذريع في الميدان العسكري على جبهات المواجهه في المشرق العربي الى أعداد فصول سيناريوهات مؤامرة الحرب الكونيه الجديدة لاسقاط “النسق السوري” المقاوم ،وتدمير دولته المقاومة بعد حرب تموز2006 ، وحروب تدمير غزه ، الى كنتونات مذهبية وطائفية وأثينية عبر أدوات تنفيذ مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية في زمن ما يطلق عليه  الربيع العربي ،لاستكمال تدمير منظومة المحور المقاوم ومنعه من أمتلاك ناصية التكنولوجيا،والاستمرارفي المواجهة مع المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.

لقد رافق هذا الفشل الذريع ؛ فشل دبلوماسي أخر باقناع ” سورية المقاومة بقيادة الرئيس بشار الاسد انضواء في هذا “التحالف الامني الاقليمي”، والانخراط بملحقات “الكامب ” في المفاوضات غير المباشره بين وفد مفاوض سوري واخرإسرائيلي في تركيا برعاية حزب التنمية والعدالة؛لذلك  أعدت الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وتحالفهما الاقليمي سيناريوهات فصول مؤامرة الحرب الكونية في سورية وعلى سورية،في صفحة العدوان الامريكي – الاسرائيلي الثالثة والاخيره لتقسيم سورية الى 6 كنتونات طائفية ومذهبية واثينية ،وبانهاء نظامها المقاوم وتدميرحضارته.

الخلاصة والاستنتاج؛

– ضرورة تبني  محور المقاومة العربي الاسلامي، أستراتيجية قتالية دفاعيه لمحور المقاومة..لاسقاط التحالف الاقليمي المتؤاطئ مع”اسرائيل” والغرب المتصهين في جبهة أولها؛دمشق وأخرها  في طهران لتحرير بيت المقدس وفلسطين المحتلة والجولان المحتل في معركة الحواسم التحريرية.

– الاستراتيجية الامريكية- الاسرائيلية المشتركة وأداواتها الاقليمية في مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية واضحة لا لبس فيها؛لكن تحتاج الى تبني مشروع أستراتيجي أقليمي بالمقابل ، تمتد جبتهته القتالية من طهران الى دمشق يقودها الجيش العربي السوري وبمساندة ألمنظومة السياسية والامنية في المحورلتحقيق الحسم الاستراتيجي وخلق التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل في زمن قياسي .

– مؤامرة الحرب الكونية الدائرة منذ ما يقارب من ثمانية سنوات في سورية وعلى سورية استهدفت اسقاط دمشق قلب العروبة النابض في محطتها الثانية، بهدف إلحاقها الى المسار ألاستلامي الساداتي،وأستكمال حلقات المنظومة وألاعتراف بيهودية دولة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، وتصفية القضية المركزية للامه/قضية فلسطين/.

فمنظومة” التحالف الامني الاقليمي” ينطبق عليها قول الله تعالى في حادثة “مسجد الضرار” الشهيره.

 – سقوط بغداد الرشيد وأحتلال العراق في عام 2003؛كان المحطة الاولى في ألمشروع العدواني ألامريكي– ألاسرائيلي لتدميرقلاع المقاومة العربية الواحده تلو الاخرى.لكن السؤال الذي ليس له جواب ،هو؛ من وراء الانسحاب الامريكي غير المنظم من العراق في عام 2011؟!!!.

– منظومة” التحالف الامني الاقليمي”،التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية منذ ان وضعت الحرب العراقية – الايرانية أوزارها في 1988؛شكلت ألادوات الرئيسية والخدمات اللوجستية في المواني البرية والبحرية والجوية والخزان التمويلي والارهابي لمؤامرة أسقاط المشروع القومي المقاوم للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.

* صحافي ومحلل سياسي ورئيس تحرير موقع ” الأردن العربي ” …

قد يعجبك ايضا