العطلة الصيفية للطلبة والطُرق الأجدى لإستثمارها / ماري نعمان

مَاري نعمان  ( الأردن ) الأحد 19/8/2018 م …




العطلة الصيفية للطلبة التي تمتد من 12 حزيران لغاية 2 أيلول لهذا العام، مثلها مثل جميع العطل الصيفية خلال السنوات الماضيةتمضيبمدتها الطويلةبدون الاستفادة من طاقات الطلبة أو استغلالالعطلة لزيادة ثقافتهم وتنمية مواهبهم وتوعيتهم بما يفيدهم أو بما يعود بالفائدة على المجتمع والوطن .

ولتوضيح كيف يمضي الطلبة العطلة الصيفية بشكل عام في مناطق مختلفة تبيَّنَ ليأن هناك من يقضون وقتاً طويلاً في التجولعلى الشوارعأو في الأسواق الكبيرة لتضييع الوقتكما يقولون،  وهناك من يلتقون في تجمعاتٍ وجَلساتٍ في الأحياء والحاراتللحديث والدردشة تضييعاً للوقت فترتفع أصواتهم وضحكاتهم وبعض الحالات مشاجراتهم بما يزعج السكان المجاورين لاستمرارهم لساعاتمتأخرة من الليل، هُنا يكون لسان حال أهلهم والسكان في مناطق جَمعاتهم وللمتاعب التي يعانون منها :”سقى الله وَهُم رايحين على مدارسهم ، سقى الله ومدارسهم فاتحة ” هذا الكلام تُعِيدُه أمهات كثيرات لأن من أبنائهن من يقضي وقتاً طويلاً في خُمول النوم وعندما يستيقظ يبقى لاصقاً بجانب هاتفه الخلوي لساعات!  ولتضييع الوقت كما يقولون، يجلس طلبة في العطلة مع أصحابهم في المقاهي التي تجذبهم إليها بطرق مختلفة لمواصلة الجلوس فيها بدون انقطاع ولوقت متأخر. وهناك حالات قليلة ولظروف الأسرة المالية القاسية من يذهب لمساعدة أبيهِ في عمله سواء في الأسواق أو المشاغل والحِرف المختلفة، وهذا الأمر رائع إذ يكتسب خبرة ويستفيد بأجرة لتغطي مصاريفه على الأقل. ولا ننسى أن هناك طلبة أهلهم أغنياء فيُسجلون أبنائهم في النوادي الرياضية بمصاريفها المكلفة ولا يهتمون في أمرهم طول العطلة .

“نُضيِّع الوقت..”  قول يدعو للتعجب وهو غير مريحلمن يسمعه، وهو الجوابالدائم الذي يسمعه أهالي الطلبة وجميع من يسألهم :أين تقضون أيام العطلة الصيفية؟ومنهم من يغضب إن تم سؤاله فيجيب ماذا أعمل أصلاً في العطلة وأين أمضيها ؟ وهنا أجد  ضرورة استغلال العُطلة في البرامج والدورات التدريبية والنشاطات التي يفترض أن تكون مجهزة للطلبة قبل انتهاء العام الدراسي من قِبل وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والأمانة والبلديات والمؤسسات المختصة في جميع المحافظات. الترتيب أيضاً مع المدارس قبل بداية كل عطلة صيفية لتنظيم أيام للسياحة الداخلية بأسعار رخيصة ليتعرف الطلبة على مواقع بلدنا الأثرية والتاريخية والسياحية.ومن المُفيد أن يكون هناك تبادل زيارات للطلبة مع بعضهم البعض في المدارس المنتشرة في جميع أنحاء بلدنا.  في هذا كله زيادة للثقافة والوعي. كما  أقترح أن تُعَمم وزارة التربية على جميع المدارس أسماء المراكز الثقافية والفكرية والجمعيات العلمية والاجتماعية وبرامج نشاطاتها وتاريخ إقامتها خلالأيام العطلة،وتَحُث في الوقت نفسه الطلبة على حضورها والاستفادة من محاضراتها وحواراتها والتعرف على الشخصيات التي تحاضر وعلى الحضور فتتوسع أذهانهم وتتنشط .

وحتى يتم استغلال طاقات الطلبة في عطلتهم الطويلة فإن تشجيعهم على القيام بواجبهم نحو البيئة في محيط  بيوتهم وأبنيتهم وساحاتها بطلاء الجدران والنظافة وصيانة الحدائق مسألة ذات فائدة كبيرة لهم وللمجتمع. مع تحفيزهم بنشر جهودهم في الصحافة والتلفزيون وغير ذلك.

إن استثمار وقت الطلبة في العُطل الصيفية وغيرها من عُطَلٍ كثيرة على مدى العام مسألة مهمة جداً، فإضاعة الوقت والفراغ بحد ذاته له نتائج سلبية خطيرةعلى الطلبة أنفسهمومضاعفات خطيرة تنعكس على المجتمع مع مرور السنين!

ماري نعمان

[email protected]

قد يعجبك ايضا