لسنا من عراة الفكر ووعينا وعيّ مشتبك شقيّ … الأمريكي وعروق الجغرافيا المتقيحة ارهاباً / المحامي محمد احمد الروسان

Image result for ‫محمد احمد الروسان‬‎

 المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) السبت 18/8/2018 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

اذاً الوعي الحقيقي هو وعي مشتبك، ولكنه شقيّ أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محاله، ونزعم أنّ وعينا وعيّ مشتبك، والأنسان ابن بيئته، حيث نشأت كانسان في ديمغرافيا قروية أردنية خالصة ذات وعي مشتبك ضمن سورية الطبيعية. لا شك أنّ تداعيات وعقابيل وارتدادات هندسة النصر، غير تداعيات وعقابيل وارتدادات الهزيمة، والخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع منتصر، لا تقاس ولا تقارن بالخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع مهزوم. فلو انتصر المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي البعض العربي، كقفّاز قذر بيد الأول في سورية، لشكّل التكفيريين الأرهابيين دعامة عسكرية واقتصادية لسرق النفط والغاز والثروات، ولسوف ينتفع من هذا النصر لو تحقق جميع الأطراف السفلة المشاركة، وفقاً لأسهمهم في شركة العدوان على سورية ومحور المقاومة(هم ما زالوا يحاولون في الشمال الشرقي لسورية – شرق نهر الفرات وفي التنف المحتل، وفي الرقّة المحتلة والشمال السوري المحتل، حيث مكب نفايات الأرهاب المعولم). بالرغم من ما تم انجازه ميدانياً على رتم زمجرة الجيش العربي السوري وحلفائه، وآخره تحرير الجنوب السوري بمجمله وجلّه من الأرهاب المعولم، مترافقاً مع فضيحة تهريب منظمة ما تسمى بالخوذ البيضاء(جبهة النصرة)وعبر توريط الأردن في تفاصيلها، وتبرير وزير خارجيته السيّد أيمن الصفدي المحترم لهذا التورط، وتحت عناوين انسانية صرفة دون احترام لعقولنا، كمراقبين وعالمين وعارفين ونملك المعلومات الأستخبارية والقدرة على قراءة المعطيات والوقائع، ومع العودة لبعض قطاعات الجيش العربي السوري، الى المواقع السابقة ما قبل الحرب على سورية ازاء الجولان السوري المحتل(قواعد اشتباك 1974 م)ودخول وحدات من الأندوف برفقة قوّات روسية وسورية، وتطويق التنف السوري المحتل وحصر داعش في بادية السويداء السورية والعمل جاري على انهائه رغم حماية الأمريكي وتحالفه له، والأستعدادات الجارية لمعركة الشمال السوري في ادلب وريفها، بالرغم من كل ذلك وذاك وتلك، يسعى الأمريكي بصفاقة سياسية أي بوقاحة، الى عرقلة مسألة الأعمار في سورية عبر ربط الأعمار بالحل السياسي والتوصل الى تسوية، وظهر ذلك بعد لقاء ابن المستورة دي ميستورا مع المسؤولين الأمريكيين، كما يعمل هذا الأمريكي الرسمي، على عرقلة عودة اللاجئين والنازحين السوريين الى مواقع سكناهم وعيشهم في الداخل السوري المتعافي الى حد كبير. بين سورنة الحدث الأوكراني، وأكرنة الحدث السوري، وبين الروسنة الروسيّة والأمركة الأمريكية، والأيرنة الأيرانية، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة من الصيننة بشراسة صامتة، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة على وقع الخلافات والتباينات التركية الأمريكية الأخيرة، ومسارات تفاقمها وتطورها لعقابيل وتداعيات قد تحدث شرخاً في جسر العلاقات بين واشنطن وأنقرة لا يصل الى درجة القطيعة، حيث علاقات تركيا مع الناتو والأمريكي كعلاقة جلدة الشاه بلحمها، بجانب كل ما سبق ثمة غياب قصري وذاتي كلي للعرب، حيث الطبخة أمريكية والحطب عربي  وتركي والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري وفي الشرق السوري – شرق نهر الفرات بالقرب من قاعدة التنف، حيث واشنطن تسعى لأنشاء كانتونات كردية محلية بادارات ذاتية بمجملها تشكل دويلة اسرائيلية بسروال كردي أصفر فاقع اللون، وربطها بالرقّة السورية، وبالتالي ستبقى المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الأستقرار. في خضم كواليس وهندسة هذه المتاهه في الشرق السوري والشمال السوري، تجيء تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون صبي مرته باستعداد فرنسا تقديم دعم عسكري للأردن، لنشره على طول الحدود الأردنية السورية بشكل وقح بتفاقم، وان كان باعتقادي أنّه يريد توظيف ذلك كورقة لصالح بلاده ليجبر السوري على اعطائه ولو جزء يسير من كعكة اعادة الأعمار، وان كانت تصريحاته كما اعتبرها البعض مجرد فقاعة صابون وضخ اعلامي، وتأتي في سياقات عرقلة فتح المعابر بين سورية والأردن ومحاولة بائسة يائسة لأعادة انتاجات للتنف كجغرافيا عازلة وابقائها كجيب متقيح للعدوان على سورية، وتبعه اعلان السعودية تقديم دعم مالي أسود مائة مليون دولار أمريكي للتحالف الذي تقوده واشنطن تحالف البرغر كنج والماكدولندز، وهوتحالف غير شرعي كونه خارج قرارات الشرعية الدولية، الاّ أنّه تحالف الأمر الواقع لمحاربة داعش كما يزعمون بالرغم من أنّه يوفر حماية لداعش في جيوب جغرافية متقيحة في الشرق السوري فكانت مجزرة السويداء الأخيرة، وهذا الدعم المالي السعودي يهدف لأبقاء الأمريكان في الشمال الشرقي لسورية وفي التنف تحديداً، لضمان انسحاب القوّات الأيرانية والجماعات المقاومة التابعة لها كما يزعمون من سورية، وللعبث من جديد في عروق الجغرافيا السورية على الأطراف، ولعرقلة حوارات الكرد مع دمشق، ولبناءات لمطارات وخاصة في الشدادي حيث النفط والغاز السوري، كلّ هذا في الوقت الذي تسعى فيه ادارة الرئيس دونالد ترامب الى تقليص مساعداتها الخارجية، والحد من برامجها العسكرية وعملياتها المخابراتية القذرة في سورية والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة المحتل. حيث هذه المساعدات المالية السوداء من السعودية تقع تحت عنوان: دعم مشاريع اقتصادية محلية في الرقّة السورية المحتلة، وللمساعدة في اعادة الأستقرارالى أجزاء من سورية حررت من داعش كضرورة لأعادة الأستقرار وجهود التعافي المبكرة في وقت مهم في الحملة، ولدعم الأستقرار في الرقة وضمان عدم عودة داعش، وجلّ هذه العناوين السعودية لتبرير هذا المال الأسود لتحالف غير شرعي هو هراء بهراء وما بعده هراء لا يقنع ساذج. وميليشيا ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات، والبالغ مساحتها 28 ألف كم أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان بدعم اليانكي والكابوي الأمريكي، وعبر ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده واشنطن(الأردن جزء منه)، تحالف البرغر كينج والماكدونلدز، والذي هو في طريقه نحو التفكك بعد الأنسحابات البلجيكية والنرويجية الأخيرة. وحسب اتفاقيات منع التصادم الروسيّة الأمريكية، تم التفاهم على تقاسم العمل الميدان العسكري، بحيث شرق نهر الفرات لأمريكا، وغرب نهر الفرات لسورية وحلفائها، فعبرت ميليشيا قسد نهر الفرات وسيطرة على الطبقة وسد الطبقة بدعم أمريكي مثير، مقابل عبور القوّات السورية والحليفة والرديفة والصديقة النهر والسيطرة على مدينتي البوكمال والميادين. أمريكا تربط اعادة اعمار سورية بالانتقال السياسي بشرط اصلاحات دستورية محددة، وترسل مجموعات دبلوماسية للعمل بجانب العسكريين الأمريكيين في مناطق شرق نهر الفرات لتأسيس اقليم شرق نهر الفرات كدويلة اسرائيلية جديدة بسروال كردي فاقع اللون وربطها بالرقّة، لذا تعمل على زيادة تسليح ميليشيا قسد ورفع عددها من 25 ألف الى 35 ألف عنصر وتدريبها، لتغيير دورها ووظيفتها، لتتحول الى جيش نظامي. كما تعمل على تقوية المجالس المحلية المدنية التي تحكم المناطق المحررة من داعش كما تزعم واشنطن، فكان مجلس الطبقة ومجلس الرقّة ضمن التصور الأمريكي والغربي المستقبلي لهذه المناطق، وتدعوا حلفائها الأغنياء من العرب(السعودي والاماراتي)ومعهم بعض الغربي لاعادة اعمار الرقة عبر التحالف الذي تقوده من جديد، بعد أن آبادة الرقّة عن بكرة أبيها عبر تحالفها غير المشروع، ولغايات التغطية على جرائمها هناك، لتحويلها الى لاس فيغاس الشرق.(تحذيرات روسية متصاعدة للغرب من التعمية والتظليل على ما جرى من حرب ابادة بحق الرقة وشعبها هناك بحجة محاربة داعش – راجع زاخروفا). وتعمل واشنطن على تعزيز الخدمات والبنية التحتية والأفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في شرق نهر الفرات، وتتمثل في مصادر النفط والغاز والزراعة والمياه، حيث ميليشيا قوّات قسد كمرتزقة تسيطر على أهم حقول النفط والغاز وأكبر السدود السورية المائية، كما تعمل على تدريب الأجهزة الحكومية والقضائية السورية الكردية هناك(تصريحات بنجامين غريفو الناطق باسم الحكومة الفرنسية، وأثناء أحد لقاءات ماكرون أردوغان في باريس في آخر زيارة للثاني الى فرنسا، حيث مضمونها: المتطرفات الفرنسيات اللواتي تم ايقافهن في كردستان السورية من قبل قسد سيتم محاكمتهن هناك، اذا كانت المؤسسات القضائية قادرة على ضمان محاكمة عادلة لهن)مما أثار غضب الرئيس التركي أردوغان في وقته وحينه. الأمريكي وعبر حلفائه يعمل على توفير حماية حيوية لهذه المناطق شرق نهر الفرات في مواجهة الخطر الأيراني عليها، مع ابقاء القواعد العسكرية هناك، خمس قواعد بعدد 3000 بين جندي وخبير، مع مجموعات دبلوماسية تزيد عن 200 دبلوماسي مخابراتي، وتأسيس غرف عمليات مشتركة مع ميليشيا قسد، كل ذلك لتوفير الأعتراف العسكري والسياسي والدبلوماسي والقضائي لهذه المناطق مع تطويرات لمطار اميلان العسكري، حيث لا مركزية لهذه المناطق مع دمشق والهدف اضعاف المركز في العاصمة. كما تدفع واشنطن باتجاه مشاركة ميليشيا قسد والجسم السياسي لأقليم شرق نهر الفرات في العملية السياسية في جنيف وتحت اشراف الأمم المتحدة، وهذا ما تعارضه تركيا بعمق، حيث لا تقبل أي مشاركة لقوّات الحماية الكردية وذراعها السياسي حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي في أي دور سياسي، والولايات المتحدة بجانب توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لأقليم شرق نهر الفرات  وسيطرة ميليشيا قسد عليه، تعمل على توفير حماية لأقليم عفرين ومنبج لتحقيق سلّة أهدافها من تأسيس اقليم شرق نهر الفرات، والتي تتموضع في التالي: التأكيد لأيران أنّ واشنطن لن تقبل تسليمها سورية وشرقها، وتحسين الموقف التفاوضي مع دمشق وموسكو حول العملية السياسية الجارية، وتقوية الموقف التفاوضي للكرد كتروتسك صهيوني خوزمتجي مع دمشق بقبول روسي لهذا الأمر، مما يؤشّر على اقامة علاقات تخادم مصالح بين ميليشيا قسد والجيش الأمريكي والجيش الروسي، حيث العلاقات طيبة بين ميليشيا قسد والجيشين الأمريكي والروسي. الأرهابيون، والمسلّحون الأرهابيون في أدلب هم جيش العاصمة الأمريكية واشنطن الجديد والآداة المتجددة للبلدربيرغ الأمريكي، عمودهم الفقري كل من جبهة النصرة ونور الدين زنكي وأشرار الشام(اخوان الصفا السوري وكمال الليبواني)، وهم هؤلاء الأداة الأسلامية لواشنطن في الغزو وتغيير الوقائع وموازين أخرى، حيث الهدف انتاج خرائط وترسيمات حديثة تلبي مصالح العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لكي تضمن سيطرتها وتفردها في ادارة العالم، وهزيمة كل من يقف في وجه مصالحها، أو مشاغلته واستنزافه في الحد الأدنى كخصم وعدو(فالطبخة أمريكية والحطب تركي وعربي بامتياز). سورية بديكتاتورية جغرافيتها السياسية، وموردها البشري ونسقها السياسي وجوهره “توليفة” حكمها السياسي، تعد بالنسبة للغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعبر حلف الناتو الحربي، المدخل الأستراتيجي للسيطرة وبتفوق على المنظومة العسكرية الأممية الجديدة المتشكّلة بفعل المسألة السورية، ولاحتواء الصعود المتفاقم للنفوذ الروسي الأممي، والنفوذ الصيني وتقاطعهما مع ايران، والساعون جميعاً الى عالم متعدد الأقطاب عبر فعل ومفاعيل الحدث الدمشقي، وصلابة مؤسسات نواة الدولة الفدرالية الروسية ازاء ما يجري في الشام من صراع فيها وعليها وحولها، فالروس يصحون وينامون ويتسامرون على وقع أوتار ما يجري في سورية. والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبتوجيه من البلدربيرغ الأمريكي وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، تبني آمال كبيرة مع (تعويلاتها)الأفقية والرأسية على حليفها الشرق الأوروبي(أوكرانيا) بسلطاتها وكارتلاتها العسكرية والأقتصادية، ودورها الكبير في تهديد كينونة ووجود الفدرالية الروسيّة واعاقة صعودها الهادىء والثابت والمتواصل، عبر نشر القدرات العسكرية الأمريكية المختلفة وقدرات حلفائها في الناتو، وتوظيفها وتوليفها في اشعالات للثورات الملونة من جديد، وعلى طريقة ما سمّي بالربيع العربي كي تجعل من الجغرافيا الأوكرانية وعبر حكّامها المستنسخون الذيليون للكابوي الأمريكي، كحاجز رئيسي في الفصل بين الفدرالية الروسية وشرق أوروبا القارة العجوز المتصابية، ما بعد ضم القرم الى روسيّا عبر استفتاء شعبوي ديمقراطي نزيه، بعد خسارة واشنطن والناتو من ميزات استخدام السواحل الأوكرانية في السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأسود، بسبب تداعيات الضم الروسي لقرمه عبر استفتاء شعبوي عميق. لسنا من عراة الفكر عندما نتساءل التساؤل التالي هنا، وعبر هذا القول المحفّز للتفكير على دقة الوصف: من المعروف للجميع أنّ(العاهرة)أي عاهرة، لا تعلن توبتها الاّ بعد أن تلفظها الحياة بتعبيراتها المختلفة، وعبر الكبر والهرم نحو فتاة أخرى تصغرها وأجمل منها، وأكثر أنوثة واثارة بل تفيح بالأنوثة فيسيل اللعاب الذكوري، وأحياناً الأنثوي ان كانت العاهرة سحاقية، في هذه اللحظة التاريخية فقط تعلن توبتها، ومن هنا وعبر الأسقاط على السياسة والعسكرة: هل بعض(العاهرات المخابراتيّة الأمريكية ومخابرات البنتاغون)لم تعلن توبتها، بعد ما فعلته في العراق (المحتل وما زال)في عهد روبرت فورد وأستاذه جون نغروبنتي وقت ادارة السكيّر بوش الأبن في صناعة فرق الموت في السلفادور والعراق وسورية، حيث هذا الذكر الرجل الذي يدّعي الأمريكي أنّه قسيس ومحتجز في تركيا، هو قائد عمليات نهب الذهب العراقي أثناء احتلالهم للعراق، فلا تريد أمريكا أن تتمكن تركيا بجعله يعترف بجريمته، لأنها سوف تعيد ما سرقته من ذهب في العراق، والآن تقدّم أوراق اعتمادها من جديد لجنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)عبر تصريحات هنا وهناك، يتبعها فعل هنا وهناك، ليصار لأستدعائها لأنشاء فرق الموت في الداخل الأوكراني والأيراني وفي أسيا الوسطى ومن جديد وبنسخ أعمق من السابقة لضرب العمق الروسي؟، كون ترامب قرر التسخين مع روسيّا، من عقود استخدام اليمين المتطرف في الغرب الأوكراني وممن اكتسبوا مهارات القتال في الداخل السوري من بعض شيشان وبعض شركس وبعض تتر وبعض عرب، عبر منظومات الجهاد العالمي ازاء الفدرالية الروسية؟ وكونه أيضاً قرّر التسخين مع ايران من جديد من خلال منظمة مجاهدي خلق وجند الله لدفعها للموافق على تعديل الأتفاق النووي الصادر بقرار مجلس الأمن الدولي؟. حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية الآن وبشكل صريح وواضح بالتعاون مع “اسرائيل” في أوكرانيا بعد ضم القرم، تمثل تجليات عملها العسكري والمخابراتي والسياسي والدبلوماسي، بزيارة سريّة لرئيس وكالة الأستخبارات الأمريكية جينا هاسبل قبل اسبوعين الى كييف، برفقة ضبّاط من الموساد الأسرائيلي ومن أصول روسية وأوكرانية وخبراء من شعبة الأستخبارات العسكرية الأسرائيلية، في خطوة استفزازية لموسكو وحواضن النفوذ الروسي في الداخل الأوكراني الساخن، فظهر التصعيد في مناطق شرق أوكرانيا مع امتدادات لهذا التصعيد لجهة الجنوب الشرقي لأوكرانيا، وعبر استخدامات لبعض قطاعات الجيش الأوكراني المتحالف مع كارتلات اقتصادية وأمنية ذيلية لواشنطن في كييف ضد المدنيين الموالين للروس في أقاليم شرق أوكرانيا وجنوبها. و“اسرائيل” الكيان الصهيوني، تقوم الآن بدور خطير في أوكرانيا وهو نفس دورها في الحدث الجورجي – الروسي عام 2008 م، ففي الحدث الجورجي الأخير، قامت هذه الدولة الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة الشرق الأوسطية والعالم، بدور البروكسي الأمريكي الذي نقل وينقل الدعم والمعونات الأمريكية لنظام الرئيس ساخاشفيلي، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون عسكري – أمني بين تل أبيب وتبليسي في حينه، قامت بموجبها جورجيا بتخصيص مطارين عسكريين في جنوب جورجيا لأستخدام القوّات الأسرائيلية، وتوقيعها أيضاً على المزيد من العقود مع الأطراف الأسرائيلية المعنية لجهة تأمين الحصول على المزيد من الأسلحة والعتاد والتدريب العسكري والأمني. والآن وكما أسلفنا تقوم “اسرائيل” بذات الدور في الحدث الأوكراني، فتم توقيع اتفاقيات عسكرية اسرائيلية مع سلطات كييف، وباشراف جارد كوشنير زوج ايفانكا وشركاته، كبير مستشاري الرئيس ترامب، بالتنسيق مع مدير السي أي ايه جينا هاسبل ووزير الخارجية مايك بوميو وبوجود الخبراء الأسرائليين وضبّاط الموساد المرافقين له، هذا وقد أعدّ قادة كييف قائمة باحتياجات الجيش الأوكراني من الأسلحة والعتاد العسكري، مع وضع مجموعات اليمين المتطرف الأوكراني الموالي للغرب في الغرب الأوكراني تحت تصرف وأوامر محطة الموساد الأسرائيلي في الداخل الأوكراني، وتقول المعلومات أنّ مجتمعات المخابرات الأمريكية والأسرائيلية، تعمل على اعادة خلق وتخليق مجموعات من تنظيم(القاعدة)الأرهابي، عامودها الفقري من مقاتلين من القوقاز من شيشان وتتر وبعض شركس، الذين قاتلوا في سورية وعلى مدار سنوات واكتسبوا مهارات قتالية، وكلنا سمعنا تصريحات روبرت فورد الأخيرة صانع فرق الموت في العراق وفي سورية عندما قال وبكل وقاحة سياسية: على روسيّا أن تكون مستعدة للتعامل مع الشيشان وبعض قرنائهم من التتر والشركس حين العودة الى مناطق عيشهم الأصلية حيث اكتسبوا مهارات كبيرة ومهمة في القتال. نواة الدولة الروسية القومية والوطنية تدرك، أنّ خيار التصعيد في أوكرانيا هو خيار أمريكي اسرائيلي صرف وليس أوروبي بامتياز، لذلك موسكو تمد الجسور مع أوروبا وترسل رسائل عدّة، في حين نجد أمريكا تدفع أوروبا القارة العجوز للتصعيد مع روسيّا عبر الملف الأوكراني، لتبقى القارة الأوروبية تحت دائرة النفوذ الأمريكي ولأبعاد روسيّا عنها، والدولة الأوروبية الوحيدة والتي تحاول حفر قناة مستقله بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات مع الفدرالية الروسية هي: ألمانيا أقوى اقتصاديات الدول الأوروبية وذات العلاقات الأقتصادية(ألمانيا تعتمد بشكل كلي على الغاز الروسي)والأستخبارية مع موسكو، حيث التعاون المخابراتي المشترك والمتساوق في أكثر من ملف دولي واقليمي وفي الشرق الأوسط، وكيف استطاع بوتين بسبب عمق خبرته لألمانيا ومجتمع مخابراتها أن يجعل خطوط التنسيق الأمني الروسي الألماني اتوستراد واسع حيث القواسم المخابراتية المشتركة والمتعددة، وخير مثال على ذلك: التحالف المخابراتي الروسي الألماني مقابل تركيا وأدوارها في أسيا الوسطى والشرق الأوسط وفي الداخل الأوروبي. الغرب وأمريكا يستخدمان أوكرانيا كدميه في اللعب الجيوسياسي مع روسيّا، كما يدفعان سلطات كييف لخوض حرب بالوكالة عنهما ضد روسيّا وأمنها القومي، تماماً كما يفعلان في الحدث السوري عبر دفع الأتراك وبعض مملكات القلق الخليجي وبعض عرب وزومبياتهم الأرهابية لتدمير الدولة الوطنية السورية. وروسيّا تعتبر أوكرانيا – كييف بسلطاتها الجديدة ودول شرق أوروبا الأخرى، بمثابة القاعدة الأمريكية الأسرائيلية المتقدمة في استهداف موسكو من جهة، كما تؤمّن وتحفظ هذه القاعدة الأمريكية الأسرائيلية سيطرة واشنطن على الموارد النفطية الموجودة في منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، وهل هو بحر مغلق أم بحيرة؟ كون تحديد وصفه هذا يبين الأساس القانوني البحري، لتقاسم الثروات وحسب مقتضيات القانون البحري الدولي والأتفاقيات بين الدول، ليصار في النهاية لتقسيم الثروات الطبيعية الزاخره في عمقه، وايران طبعاً حاضرة بقوّة بوصفها دولة مطلة على هذا البحر، الذي تفوق جودة نفطه وغازه عن جودة نفط وغاز الخليج في المنطقة العربية، وقد تم التفاهم والأتفاق على الأطار القانوني لهذا البحر في القمه الأخيرة، لمنع أي قوى غير اقليمية من التواجد هناك، وهذا ما أثار واشنطن وجعلها تصعّد في أكثر من ملف مع الروسي والأيراني، وآخره الملف السوري في شرق نهر الفرات والشمال السوري، واذا أردت أن تبحث عن السبب، ابحث عن فلادمير بوتين الذي جعل الغرب وأمريكا يضربوا أخماس بأسداس. انّ ما يقلق العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هو قدرة وامكانيات روسيّا الكبيرة، في توفير خيارات استراتيجية بديلة على مجمل قطاعات المجتمع الدولي وقطاعات المجتمعات العربية ومشاكلها مع الآخر، وهذا من شأنه كما يتحدث معظم الخبراء أن يضعف الدور الأمريكي على العالم وفي الشرق الأوسط، بعبارة أخرى وكما أحسب وأعتقد، أن يضعف ويقلّل من الدور الرعوي الديكتاتوري المغلّف بغلاف الديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، لواشنطن على العالم وقلبه الشرق الأوسط، وقلب الأخير سورية بنسقها السياسي ودكتاتورية جغرافيتها. وهذا القدر الروسي المتصاعد من شأنه أيضاً من الزاوية الأميركية، أن يدفع الكثير من الدول والساحات وخاصةً في العالم العربي الى العلاقات القوية والمتينة مع موسكو، وعلى قاعدة التنويع في العلاقات الدولية المتوازنة. وما يقلق الأمريكان كذلك، أي تحالف ألماني روسي، فواشنطن وكما ذكرنا تسعى الى ابعاد أوروبا مجتمعةً عن روسيّا والعكس أيضاً وبأي طريقة، ولهذا الموقف الأمريكي أبعاد استراتيجية مركبة، فنلحظ ونرى ونلمس دفعاً أمريكيّاً لألمانيا للتورط بالحدث الأوكراني سياسيّاً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً، رغم مقاومة ألمانيا لهذا الدفع الأمريكي الجنوني، واجتراحها وحفرها قناة مستقلة مع موسكو بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات. المعطيات والوقائع الجارية تتحدث بعمق، بأنّ نواة الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية(البلدربيرغ)، والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي والحكومة الاتوقراطية فيه، والشركات المتعددة الجنسيات التابعة له كاحدى الأدوات التدخليه في جلّ ساحات المعمورة، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة منها، يستثمرون في تفاصيل الوقت ومنحنياته، عبر رهانت تفاقمات وعقابيل الأستثمار في دم الأيديولوجيا وحروب الوكالة لأنتاج الأرهاب، من خلال الحركات الجهادية السلفية التكفيرية، وتحالف المسيحية الصهيونية، واليهودية الصهيونية، وبعض بعض العرب والمسلمين المتصهينيين معها وستستمر بأثر مستقبلي، الى أن يحدث التفاهم الدولي على جلّ سلال المصالح المشتركة المتعددة. ان بخصوص إيران وتداعيات التصعيد الأمريكي الترامبوي(نسبة للرئيس ترامبو – دونالد ترامب)في تنفيذ الاتفاق النووي، واحياءات لفوبيا ايران من جديد لغايات الأستحلاب المالي لدى مشيخات القلق العربي على الخليج، والمسألة السورية وتطورات ميدانها العسكري لصالح دمشق، والمسألة العراقية وانجازات الجيش العراقي والحشد الشعبي والقوى الحليفة لهما، والمسألة الليبية بعناوينها المختلفة والفعل الروسي بمفاصلها عبر محاولات الجمع والحل واللقاءات مع القائد حفتر وكذلك رئيس حكومة الوفاق السراج، وعمليات اللعب في ساحات دول المغرب العربي وخاصةً الجزائر، عبر تنظيم دامس( ما يسمى بتنظيم الدولة الأسلامية في دول المغرب العربي)، وباقي المسائل والبؤر والمنحنيات الساخنة، فهم(أي الأمريكان)مبدعون بإستراتيجية الاستثمار بالوقت، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم من الزاوية الولاياتية الأمريكية الصرفة، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية الغربية، والصينية الأمريكية الغربية ووكلاء الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، فهناك حالات من الكباش السياسي والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي والأمني الإستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية، في دول وساحات أمريكا اللاتينية وحلفها، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية وحلفها، والمجالات الحيوية للصين واستخدمات أمريكية جديدة للياباني ازاء الروسي بخصوص جزر الكورال المتنازع عليها بين روسيّا واليابان، مع توظيفات للفيتنامي والفلبيني والماليزي وسلطنة بروناي في مواجهات مع الصيني على السيادة على بحر الصين الجنوبي، ضمن استراتيجية الأستدارة الأمريكية نحو أسيا وغربها وجنوب شرقها، بعد أن أوغل وأدمى الأمريكي وما زال قلب الشرق سورية، بتوظيفات لوكلائه من بعض العرب وخاصةً من عرب روتانا الكاميكازيين وبعض المسلمين. إذاً إلى حد ما ثمة تدهور في العلاقات بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين من جهة أخرى، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كل يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو والصين في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأمريكية. أعمق من الحرب الباردة والتي تبعث من جديد، بسبب ظهور الفدرالية الروسيّة وكومنولث الدول المستقلة، وظهور منظمة شنغهاي للتعاون التي جمعت بين الصين وروسيّا على طاولة موحّدة الأجندة، وعمل ومفاعيل وتفاعلات البنك الأسيوي الذي أعلن عنه الرئيس الصيني أواخر العام 2015 م، حيث بدأ يتأسس عمله في الإقراض والاستثمار ابتداءً من هذا العام 2018 م، حيث الإدراك الأمريكي لروسيّا الفدرالية والصين باعتبارهما مصدراً للتهديد والخطر، فخبرة العداء لأمريكا متجددة في الشارع الروسي والصيني، وتجد محفزاتها في الإرث السابق الذي خلفته الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفييتي، وتدرك العاصمة الأمريكية واشنطن أنّ التماسك القومي الروسي أكثر خطراً من التكوين الاجتماعي السابق الذي كان في الاتحاد السوفييتي وكذلك الحال في الصين، خاصة في الاعتبارات المتعلقة بالعداء القومي الاجتماعي التاريخي بين القومية الروسية والغرب والقومية الصينية والغرب أيضاً، وتتميز الدولة الروسية بالاكتفاء الذاتي وبوجود الوفرة الفائضة في كافة أنواع الموارد الطبيعية، وبالتالي يصعب التأثير عليها عن طريق العقوبات أو الحصار أو الحرب الاقتصادية والتجارية الباردة بالرغم من أن الحصار والعقوبات آلمتها، وهو موقف يجعل روسيّا أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تستورد كل احتياجاتها من الخارج الأمريكي، وانّ روسيّا قادرة على التغلغل في أوروبا الغربية عن طريق الوسائل الاقتصادية، وهو أمر سوف يترتب عليه احتمالات أن تخسر أمريكا حلفاءها الأوروبيين وغيرهم الذين ظلت تستند عليهم وما زالت، وانّ المسافة بين الفدرالية الروسيّة والولايات المتحدة الأمريكية، هي بضعة كيلومترات عبر المضيق البحري الفاصل بين ولاية ألاسكا وشرق روسيّا، أضف إلى ذلك إلى تملّك روسيّا كمّاً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل لتحقيق التوازن في العالم وكبح جماح الثور الأمريكي وحلفائه المتذيلين بذيله، مع الإشارة أنّ المعلومات الأمريكية الاستخبارية حول موسكو غير دقيقة، بسبب قدرة الروس على التكتم والسريّة. ونرى أنّ الناخب الروسي يهتم بالسياسة الخارجية الروسيّة كونها في خدمة الأستقرار الروسي الداخلي، وتعمّق الشعور القومي الروسي الذي أبدع الرئيس بوتين في اعادة انتاجه وخلقه من جديد، فالناخب الروسي هومع سياسة روسية خارجية مستقلة كما يريدها الرئيس بوتين وكوادر حزبه وادارته وكارتلات مجتمع المخابرات الروسي، الذي تم اعادة هيكلته وأدواته وتحديثه بفرعيه الداخلي والخارجي، مع توسيعات مجالات عمله على مستوى العالم وفي كافة حقول الطاقة والأقتصاد والثقافة بجانب السياسة والعسكر وانتاج السلاح والأمن المعلوماتي السيبراني وفي جلّ المعرفة البشرية، مع تركيزه بشكل عميق واعتماده على العنصر البشري الواعي والمثقف والمخلص في التجسس والتجسس المضاد، في الحصول على المعلومات وجمعها والقدرة على التحليل لهذه المعلومات وعلى أكثر من مستوى ومرحلة، واستنتاج سلّة المخاطر القادمة على مصالح الفدرالية الروسية وحلفائها في العالم، بعكس مجتمع المخابرات الأمريكي وعاموده الفقري السي أي ايه والتي وصفها الرئيس دونالد ترامب بأنّها تعتمد أساليب قديمة بالية عفى عليها الزمن، لذا تجد أنّ الطيف السياسي الروسي في جلّه وكلّه هو مع نهج الرئيس فلادمير بوتين. ومن هنا نجد أنّ الهند تقوم بدور متزايد من القوّة لتحقيق الأستقرار غرب أسيا، لذلك وعبر زيارات مختلفة معلنة وغير معلنة من المؤسسات الهندية التشريعية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية، تنفذ الآن اتفاق زيادة تحسين مستوى المحادثات في المجال الأمني والعسكري والأقتصادي مع دمشق حيث سيكون للهند أدوار كبيرة في اعادة الأعمار في سورية بجانب الصين وروسيّا وايران(وقد تكون أدوار للقطاع الخاص التركي في اعادة الأعمار عبر العلاقات مع ايران وروسيّا)بعد الخروج التركي الأحتلالي من الشمال السوري، واخراج آداتهم الأرهابية المسمّاة بدرع الفرات، حيث جلّها من جبهة النصرة الأرهابية وحركة نور الدين زنكي وأشرار الشام وبقايا الحر وجلّ الزومبيات الأرهابية التركية وغير التركية المعروفة للعامة وللسذّج قبل الخاصة والعارفين. نعم لم تعد سورية معزولة وليس هناك صداقة في الجغرافيا السياسية وحتى لا عداوة فيها، ودائماً وأبداً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق. روسيّا هي من تقوم بالأعمال العسكرية الشاقة في سورية وتحمل بذكاء المسؤولية السياسية، في حين أنّ الصينيين والهنود قد يستمتعون بالنتائج، فالصين والهند تملكان شيء لا تملكه موسكو يتمثل في مليارات الدولارات من الأستثمارات، وهما معا لهما القدرة على جذب كل من ايران وتركيا في اعادة اعمار سورية، ويجب على روسيّا التي تملك القوّة الصلبة أن لا تضع كل البيض في سلّة واحدة في سورية، فثمة مشاريع اقتصادية ذات منفعة متبادلة على طول خطوط العلاقات السورية الروسية. ومرةً ثانيةً نقول ونشير الى أنّ: الصين تملك القوّة الناعمة(الأستثمارات ومعها الهند)وروسيّا لديها القوّة العسكرية والأستخباراتية الصلبة، وبالتالي جلّ المسألة والمعادلة أنّها مسألة ومعادلة تكامل شامل، وليست مسألة ومعادلة تنافس أو حتى صراع. وفي شبه الجزيرة الكورية، نجد أنّ بكين تحتاج الى موسكو لضبط سلوك كوريا الشمالية لجهة تجاربها النووية وبرنامج الصاروخ الباليستي، والأمريكان بحاجة الى الروس أيضاً في هذه الموضوعة وكذلك اليابان، في حين نجد أنّ الصيني والروسي من جهة أخرى، يوظف ويستثمر في الكوري الشمالي في ملفات خلافاتهما الدولية مع اليانكي الأمريكي، ان في أوكرانيا، وان في سورية، وان في بحر الصين الجنوبي، وان في ايران، وان في العراق. كما يوظف الروسي الملف الكوري ويساعده الصيني مع الياباني في جزر الكورال الروسية، وهنا جاء تعين الرئيس فلادمير بوتين للسفير الروسي في اليابان والذي يتقن اللغة اليابانية، كمديراً للكرملين في سياقات الرؤية الروسية والتوظيفات للملف الكوري الشمالي مع اليابان ازاء جزر الكورال المتنازع عليها(هناك تم توطين الكثير من السكّان الروس فيها ضمن استراتيجية ملىء الفراغ الديمغرافي)، خاصةً مع وجود كوادر استخباراتية وسياسية روسية متعمقة بالثقافات، ان في اليابان، وان في كوريا الشمالية، وان في كوريا الجنوبية.

[email protected]  

هاتف –

منزل عمان : 5345541    

خلوي: 0795615721

سما الروسان في 19 – 8 – 2018 م.

قد يعجبك ايضا