انتظروا المفاجآت… والحرب دخلت مرحلة جديدة في إدلب ! / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 16/8/2018 م …




خبران سيكون لهما وقع شديد على داعمي الإرهاب والتطرف في سورية،  تحرير إدلب من قبضة تنظيم جبهة النصرة وأخواتها ، وتحرير بادية السويداء من تنظيم داعش على يد الجيش السوري وحلفائه، ولئن كان تحرير بادية السويداء خطوة تنتظرها خطوات أخرى كثيرة، فإنّ تحرير إدلب هي الخطوة النهائية والحاسمة، ولذلك استأثرت أهمية كبيرة على مستوى العالم، فتداعيات هذه المعركة لن تقف عند تحديد دفة الصراع ووجهته بين الجيش السوري  والجماعات المسلحة فحسب، بل ستتجاوز ذلك إلى التأثير المباشر على العديد من المعادلات الإقليمية الحساسة في المنطقة. 

من بين أهم ما أكدته الجولة الميدانية للجيش السوري أن العملية العسكرية في إدلب باتت أقرب من أي وقت مضى في ظل فشل خيارات سياسية كانت مطروحة في السابق، إذ بدأ الجيش السوري تمهيدا جويا ومدفعيا مكثفا باتجاه مواقع جبهة النصرة الإرهابية بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفي الوقت نفسه أغلق جميع المعابر التي تصل بين ريفي حماه وإدلب لمنع خروج أي مسلح مع المدنيين الذين كانوا يخرجون من إدلب باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.

أن معركة تحرير إدلب دخلت مرحلة حاسمة عسكرياً بعد أن نجح الجيش السوري بإسناد من حلفائه في تأمين المناطق المتاخمة لمدينة إدلب وسط استعدادات مكثفة للمعركة الكبرى والدفع بآليات وتعزيزات عسكرية وبشرية مدربة والتقدم الواسع لقوات الجيش السوري جنوب إدلب بشكل متسارع وفق الخطط العسكرية الموضوعة وتهاوي دفاعات وتحصينات المسلحين، وعلى الجانب الأخر تتجه الأنظار العسكرية نحو الطرق الرئيسية التي تربط حماة بإدلب وحلب كما يعد طريق اللاذقية – حلب الجديد والذي يشق جسر الشغور أحد أهم المفاصل التي تحدد مستقبل هذه المعركة، بحيث أنجزت قيادة الجيش  خطة عسكرية متكاملة تقوم على قضم المناطق الواسعة جغرافيا التي تتمركز فيها المجموعات الإرهابية بعد تقسيمها إلى مربعات أمنية، كما فعلتها سابقا في تفكيك تنظيم “داعش”  الإرهابي وشرذمته في مختلف المناطق السورية .

في نفس الوقت يبحث الجيش السوري عن مفاتيح بقية الملفات في الشمال عبر التحضير لإغلاق أبواب أرياف اللاذقية وحتى الحدود التركية، ومن مورك وخان شيخون في حماة وحتى عمق المدينة، فيما ستعمل وحداته لوصل ريف حلب الجنوبي الغربي بإدلب، وكل هذا يعد ضمن التمهيد لاقتحام عمق المدينة التي تعج بالتنظيمات المسلحة المتطرفة.

والحقيقة أن الانتصارات التي يحققها الجيش السوري بإسناد ودعم من حلفائه، بالإضافة إلى تحرير مواقع مهمة في مناطق الشمال يجعل إدلب”قاب قوسين” من تحريرها من الجماعات المسلحة ، وانهاء الأزمة في سورية بعد أن أصبحت الجماعات المسلحة في حالة من الهلع والانهيار الشديد جراء التقدم الميداني الكبير للجيش السوري في جبهات القتال .. وتدمير حصون المسلحين وتساقطهم واحدا تلو الآخر أسفر عن هروب عدد كبير من قادتهم الميدانيين ممن يديرون المعارك بإدلب في ضربات قاصمة أربكت صفوفهم، إذ أصبحت داعش ومرتزقتها في مأزق حقيقي إذ أصبحت في حالة من التشظي والتخبط والانقسام والتناحر، بالتالي تؤكد  هذه الإنتصارات قرب انتهاء المشروع الغربي- الإسرائيلي في سورية ودحر جبهة النصرة وسائر التنظيمات الإرهابية في مواجهة النهاية المحتومة.

مجملاً…. أنّ تحرير إدلب من قبضة التنظيمات المسلحة المتطرفة باتت مسألة وقت، ورهن حلّ بعض الإشكالات الميدانية على رأسها تفكيك آلاف الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها التنظيمات في طريق الجيش السوري بعد أن أيقنت من تفوّق الجيش وجهوزيته، وتأكدت من استحالة مواجهته، كما تمثل نهاية مرحلة اتسمت بتمدد الجماعات المتطرفة في سورية، وفرْض مخرج  للأزمة السورية يستفيد من تحوّل موازين القوى بشكل حاسم لصالح الجيش السوري وحلفائه، وانحسار إمكانات الدعم الغربي- التركي للجماعات المسلحة، واضطرار هؤلاء عاجلا أو آجلا لقبول التنازلات كنتيجة حتمية لهزائمهم العسكرية المتكررة.

وأختم بالقول إن تحرير إدلب سيمثل منعرجا كبيراً وهاماً في سير الحرب باتجاه كسر العمود الفقري للتنظيمات المتطرفة وإجبارها على الإستسلام والانخراط في مسار السلام ، فالمتتبع للتصريحات الأمريكية الخاصة بنتائج المعارك التي يخوضها الجيش السوري يدرك تماماً حالة التخبط والإحباط التي يعيشها الأمريكان، وحلفائهم ويدرك حالة الهلع التي تعرقل خطط البيت الأبيض من إحتمالات النصر السريع التي يحققها الجيش السوري وقواته الأمنية بكل فصائلها ، لذلك فإن الأيام المقبلة حاسمة، خاصة في الميدان الذي يميل لمصلحة الدولة السورية التي حسمت أمرها في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا