هنا القدس – السلام يمر بتحرير فلسطين .. من “عرار” الى “ابراهيم طوقان”! / ديانا فاخوري

 
نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري الاردن العربي



ديانا فاخوري ( الأردن ) السبت 11/8/2018 م …

واهم ترامب، و مغرورون صحبه في المحور الصهيوأعروبيكي بما فيهم “زمرة الهواة بزعامة جاريد كوشنر” اذ يظنون – و بعض الظن اثم – أنهم باعلاناتهم الموتورة و ادعائاتهم المتواترة انما يمهدون لصفقة القرن الكبرى .. أما في الواقع فانهم – اعتي ترامب و صحبه –  إنما يصادقون عَلى الاعتراف بشرعية المقاومة مسقطين اوراق التوت و معرين أصدقائهم/ أنظمة التطبيع و التسوية السلمية معهم!

لا شلالات الدولارات (3 تريليون دولار لحرب أفغانستان و العراق فقط)، و لا الماكينة الاعلامية الأيديولوجية الصهيوأعروبيكية، و لا الربيع العربي، و لا “الأخ الأكبر”، و لا “الدب الداشر”، و لا الغارات الهستيرية، و لا معمارية كوشنر الجديدة .. و لا .. و لا .. قادرة على تقديم ايران باعتبارها العدو و الخطر الداهم فيتم بهذا ازاحة “إسرائيل” و مشروعها الاستعماري من المشهد!

وفي هذا السياق لا بد من  رسائل

عرار (مصطفى وهبي التل)، شاعر الأردن و ابراهيم طوقان، الشاعر الفلسطيني – صاحب “الفدائي”!

من “عرار” الى مؤسس “شركة حرق أنفاس أهالي شرق الأردن – ليمتيد” .. و يوم استشهد “عرار” بكلمات شريف مكة، الحسين بن علي ..

كان “عرار” قد وصف “علي رضا الركابي” بمؤسس “شركة حرق أنفاس أهالي شرق الأردن – ليميتد” و يذكر ان الركابي ترأس يومها الحكومة الفيصلية و أعلن العجز عن محاربة دولة عظمى خرجت من الحرب منتصرة .. فجاء رد “عرار”، عبر جريدة الإخاء الدمشقية، على النحو التالي:

“الى الذين يلبسون عباءة الخوف، أذكرهم بقول الشريف الحسين بن علي أن أمة منها الرسول العربي لن تهزم بإذن الله، فالجهاد ولو بكلمة صادقة أنفع للعباد من الصمت و السكينة ولنا برسول ألله القدوة الحسنة” .. ولعل رسالة عرار هذه تصلح لكل “ركابي” من مرتدي عباءات الخوف!

و من “عرار” الى خونجة و قاعديي و دواعش و نصرة هذه الامة بمسيحييهم و مسلميهم:

“إنجيل عيسى أو كتاب محمد سيان عندي فـ العروبة محتدي

إن كان عيسى للسلام يقودني فكـذاك أحمد للسعادة مرشدي

خوري الكنيسة لا يقول لنا افسقوا والفحش ينهي عنه شيخ المسجد

فعلام يبغون الضـلال بقولهم هذا مسيحي وذاك محمـدي”

اما صاحب “الفدائي” – الشاعر الفلسطيني، ابراهيم طوقان –

فأخاله يثني (بالشدة و من غيرها) على تساؤلنا ان كيف للعرب أن يسعدوا – بل حتى كيف لهم أن يتوسدوا المخدات .. كيف للعرب أن يسعدوا و فلسطين تحت الاحتلال، و ترامب يعلن القدس عاصمة لاسرائيل، و الكنيست الصهيوني يصادق على قانون يؤكد تهويد القدس، بل فلسطين كاملة؟!

ثم يستحضر صاحب “الفدائي” ما قاله اثر وقف إضراب عام 1936 استجابة لطلب الزعماء و الرؤساء العرب و ثقتهم بوعود و حسن نوايا “الصديقة” بريطانيا:

“ما جحدنا أفضالكم غير أن لم تزل في نفوسنا أمنية//

في يدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقية” ..

نعم هذا هو لسان حال الشاعرين المقاومين: استريحوا، و اتركوا الأمر لقوى المقاومة و التحرير اصحاب المشروع التحرري الوطني القومي و الدولة الاشتراكية الديموقراطية .. لن نسمح، كما أسلفنا في مقالات سابقة، بتحويل مئوية سايكس بيكو ووعد بلفور الى محطة لمزيد من تشظية و تفكيك الحواضر العربية الاساسية (دمشق، بغداد، القاهرة)  و “كنتنة” الدول المستهدفة و “تطييف” الدساتير و “مذهبتها” بتوسل نعومة الخصخصة و “الصندقة” حيثما و حينما تخفق آليات التمزيق الداعشية والاسلام الصهيواعروبيكي مثلا! لن نساوم فالزمن لنا و فلسطين لنا – من النهر الى البحر و من الناقورة الى ام الرشراش – و القدس عاصمتنا و هي القبلة و البوصلة .. اما التاريخ فيكتبه صناع الغد من قوى المقاومة و التحرير و رجال الله في الميدان .. و نحن امام احد خيارين لا ثالث لهما: فأما النصر و اما النصر!

هنا القدس – السلام يمر بتحرير فلسطين .. كل فلسطين من النهر الى البحر، و من الناقورة الى أم الرشراش!

ديانا فاخوري

قد يعجبك ايضا