العلاقات الأردنية – السورية أعمق من فتح معابر حدودية / فارس الحباشنة

فارس الحباشنة ( الأردن ) الخميس 9/8/2018 م …



سوريا تقترب من تطهير أراضيها من الجماعات الأرهابية، ومعركة الجنوب والهزيمة المدوية للجماعات المسلحة أوصلت الحرب الى النهايات. وتبدوالانعكاسات ميدانيا وعملياتيا واضحة على الأرض، وقد امتدت الى الشمال الغربي السوري «جبهة أدلب».
الدول المتصارعة على الأراضي السورية بدأت بمفاوضات جادة مع دمشق بواسطة الروس وإيران لانتاج تسوية لربما تكون قادرة على تجاوز معطيات المرحلة السابقة. وفي الوقت نفسه فان الأكراد الحليف الرئيس للامريكان يضع بين خياراته الذهاب لدمشق بحثا عن فرصة سياسية لتوافقات تضع الاكراد على الخريطة بعدما ذاقوا مرارة العلاقات مع الدول الحليفة لهم.
كلمة السر في معركة الشمال السوري لربما ستكون أقل كلفة عسكريا ولوجوستيا على الجيش السوري وحلفائه. وحتى الان لم يأخذ الجيش الضوء الأخضر للانطلاق في المعركة، بانتظار مفاوضات ومشاورات روسية وايرانية وتركية حتى تنهي المعركة قبل انطلاقها تحت ضغوط خيار التسوية لصالح وحدة الاراضي السورية تحت سيطرة الجيش
السوري.
أردنيا المعركة القادمة مع سوريا سياسية ودبلوماسية، ودول المحيط السوري جميعها بدأت في فتح قنوات اتصال وتواصل مع دمشق، وجولات الانفتاح الأردني -السوري يمكن أن تشهد توسعا أكبر في الفترة المقبلة وتحديدا في مجالات أمنية وعسكرية وتجارية واقتصادية ودبلوماسية.
الحسابات لربما تكون تغيرت، وخط عمان-دمشق قد يكون الاقوى والاصلب لبناء حلف استراتجي وسياسي مداه الاقليمي أبعد من المصالح التجارية والاقتصادية. ولا بد للأردن من البحث عن مسارات استراتيجية سياسية واقتصادية مع السوريين.
إعادة وصل ما انقطع مع دمشق حان وقته، ولا بد أن يتم الالتفات اليه بعناية وحكمة ورشد، وقد يكون الأردن اليوم بأشد الحاجة الى فتح الطرق نحو دمشق، وبالعكس. وما لا يعرفه كثيرون ويحسبون حسابه السياسي أن عودة العلاقات تعني تسهيل عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم.
قطاعات أردنية كثيرة تطل برأسها مع أي مباحثات أردنية -سورية بحثا عن فرصة استثمارية وحصة بعملية إعادة الإعمار السوري. رجال أعمال ومقاولون وتجار ومصرفيون، يبحثون عن موطىء قدم في عملية البناء السوري.
وأذا ما أضعنا فرصة إعادة الإعمار السوري، كما جرى في العراق، فالاضرار ستكون كارثية على قطاعات اقتصادية كثيرة أردنية. ولكن ثمة ما هو لافت ويثير المخاوف حيث إن الحكومة السورية خصصت لشركات روسية وايرانية وتركية وعراقية حصصا من عطاءات ومقاولات إعادة البناء، فيما لم يشر من قريب أو بعيد لأي شركة أردنية.
ثمة منطق من الواجب أن يتعمق بالسياسة الأردنية أن سوريا بعد الحرب فرصة على كل المستويات الاستراتيجة، ومن الضروري استثمارها سياسيا واقتصاديا، واعادة توجيه العلاقة في ضوء الاستقرار الجاري تثبيته على الأرض نحو تحقيق انفتاح واسع في العلاقات الاقتصادية والازدهار والعمل والانتاج، ولتكون علاقة عروبية أولا، فليس أقرب لدمشق من عمان والعكس.

قد يعجبك ايضا