عتب ومرارة في دمشق / غالب قنديل




leb syr

غالب قنديل ( لبنان ) الخميس 9/8/2018 م …

يشعر السوريون بمرارة شديدة ازاء السلوك اللبناني الرسمي في التعامل مع الدولة السورية وحيث تصمم القوى المشاركة في الحرب على سورية على منطقها العدائي وسط مسايرة الحلفاء الموثوقين لسورية وصمتهم على فجور واستفزاز المتورطين الذين دعموا ويدعمون عصابات الارهاب لدرجة أن سورية ورغم قوة حلفائها وأصدقائها تشعر بأنها مستباحة لطعنات كثيرة في لبنان اعلاميا وسياسيا .

الخط الوحيد المفتوح رسميا هو مع اللواء عباس ابراهيم الى جانب امين عام المجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري وما يتصل بحركة ونشاط السفير الديناميكي علي عبد الكريم.

يقدر المسؤولون السوريون عاليا مبادرات حزب الله شريك المصير والصمود وزيارات الوزيرين حسين الحاج حسن وغازي زعيتر التي كسرت جدارا من التجاهل والسلبية.

لكن هل يجوز ان يكون لبنان الجار القريب والشقيق التوأم آخر الواصلين الى دمشق بينما تتسابق دول حلف العدوان في الغرب والخليج على طرق الأبواب وايفاد المندوبين والوسطاء بمن في ذلك الدول التي تفرض وصايتها على القرار اللبناني بمنع التواصل مع سورية؟ اي السعودية وفرنسا والولايات المتحدة التي لم توفر جميعها وسيلة او وسيطا أمنيا أو دبلوماسيا لتوجيه رسائل استعطاف وندم الى دمشق ولجس النبض حول استعادة العلاقات وقوبلت بدفاتر شروط التأهيل السورية الصعبة ولن يقل الدفتر اللبناني صعوبة فللزمن ثمن.

يتساءل السوريون العاديون ماذا يفعل حلفاؤنا في لبنان ولم يصمتون على الخطب العدائية وهل باتت مساكنة الوصاية الاميركية السعودية الفرنسية داخل الحكم اللبناني تتقدم على العلاقات والمصالح المشتركة التي يطلب تلبيتها اعداء سورية والمتحاملون عليها بكل وقاحة وهم يكيلون الشتائم لسورية ولرئيسها وما يزال بعضهم يتدخلون بإثارة الفتن بين السوريين لحساب العدو الصهيوني؟

الثقة السورية كبيرة بالعديد من الاصدقاء والحلفاء ومنهم عدد من كبار المسؤولين في الدولة لكن العتب كبير أيضا على الحاصل السياسي النهائي الذي يتسبب بتأخير عودة العلاقات الى طبيعتها بين الدولتين.

يحظى اللواء ابراهيم بثقة عالية في ادارة الملفات المشتركة وكذلك الأمين العام نصري خوري لكن ذلك يسمح بالحد الممكن من التنسيق والتواصل وهو كناية عن صيغة التفافية لتجاوز التصدي للمعضلة السياسية المتمثلة بمواقف الحريري وجنبلاط وجعجع الذين جاهروا برفض استئناف العلاقات الرسمية وضغطوا وابتزوا رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي اللذين يفترض المنطق السياسي ان لديهما الرغبة في زيارة سورية واستعادة مظاهر ومستويات التنسيق بين بيروت ودمشق.

لا مبرر مقبولا لتلك السلبية اللبنانية التي ستعطل كثيرا من المصالح المشتركة ولن ينفع التذاكي مع الأشقاء السوريين الذين فتحوا سجلات خاصة للشركات التي تحاول التسلل الى سورية وهي واجهات لخصوم سورية في لبنان ولمشغليهم في الخليج.

اذا كانت الصادرات الزراعية والصناعية اللبنانية المطلوب عبورها من سورية تحت حراسة الجيش العربي السوري وبتسهيلات الجمارك السورية تقدر بملياري دولار فعلى المستفيدين اللبنانيين وما أكثرهم أن يرغموا المسؤولين السياسيين على خطوات بوزن مصالحهم وعليهم ان يتحركوا لإسكات أبواق العداء لسورية بعدما ذاقوا نتائج القطيعة والكراهية والتآمر على سورية من لبنان.

الأكيد لمن يريد ستبقى دمشق أقرب من موسكو وواشنطن والرياض وباريس ولا نفع للخطوات الالتفافية البليدة المعتوهة والمواقف المتحجرة البلهاء القاصرة عن فهم التحولات العالمية العاصفة حول دمشق وانطلاقا منها.

سورية تتأهب لانتصارها وعلى من تورطوا في التآمر عليها تلاوة أفعال الندامة وقبول هزيمة رهاناتهم المشبوهة اذا شاؤوا التكيف مع المرحلة الجديدة في المنطقة وفي لبنان أيضا ويجب اخضاعهم في لبنان لمحاسبة قاسية قبل ادخالهم اختبارات التأهيل السورية اذا استجابوا لمصلحة البلد التي داسوها وخربوها لأجل ارتباطاتهم ورهاناتهم المهزومة والحمقاء.

قد يعجبك ايضا