إدلب تنتظر الأخبار السعيدة د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الثلاثاء 8/8/2018 م …  

من حق إدلب أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث تشير الكثير من التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤه في مناطق حماة وإدلب وحلب لتطهير الأرض من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تعمل تحت رايته التكفيرية الظلامية. 




ويبدو من خلال قراءة المشهد الميداني، أنّ جميع الدول الداعمة للجماعات المسلحة أصبحت في وضع محرج وفاقدة للقدرة على منع قرار الجيش السوري في تحقيق هدفه الأساسي بتحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات المتطرفة بعد أن أصبح في وضع مَن يقرّر مسار الأمور في الميدان العسكري، في هذا الاطار باتت معركة نهاية الحرب الإرهابية على سورية في آخر مرحلة خاصة بعد تحرير الجنوب السوري، ولهذا فإن معركة استعادة ما تبقى من المناطق السورية قد إقتربت ليعلن بعدها الانتصار النهائي للجيش السوري، وكنتيجة طبيعية لهذا الإنتصار، بدأ الرئيس الأمريكي ترامب بالإنسحاب من سورية، وهذا يؤكد العجز الأمريكي في تقسيم سورية والمنطقة لحماية امن الكيان الاسرائيلي الإرهابي و أن خارطة القوى قد تغيرت لصالح الجيش السوري.

التوتر الجديد بين أنقرة وواشنطن بالتزامن مع قيام البيت الأبيض بنقل جزء من قواته المتمركزة في الريف الجنوبيّ لمحافظة الحسكة إلى القاعدة الأمريكيّة في رميلان تمهيداً لنقلهم إلى قاعدة عين الأسد في إقليم شمال العراق، ثم إعلان ترامب انسحاب قواته من المنطقة ، لم تعد أنقرة تستطيع الرهان على واشنطن فيما يخص الملف الكردي ، بذلك أصبحت تركيا أقل قدرة على تحقيق رهاناتها في إدلب وشمال سورية،خاصة بعد استعادة الجيش السوري وحلفاؤه زمام المبادرة في توسيع نطاق السيطرة في مختلف المناطق وخاصة في شرق حلب وباتجاه البادية والحدود مع العراق،  في هذا الإطار إن الوثائق التي سربت تتحدث بالتفصيل عن هناك تصريحات تؤكد تعاون بين موسكو وأنقرة يخص إدلب، والتي ستؤثر إيجاباً بدفع عجلة الحل السياسي في سورية.

في سياق متصل  الكل يبذل الكثير من الجهود في المشاورات والمباحثات الإقليمية والدولية لإيجاد حل سياسي في سورية، لذلك أرى نرى أن هناك تحول كبير بالساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية، خاصة بعد أن عدة دول غربية بدأت تعيد حساباتها وتغير موقفها من النظام السوري، وتتضمن الكثير من المدلولات والمواقف الجديدة والمفاجئات المختلفة، لانها تعكس تغييراً جذرياً في أولويات السياسة الغربية تجاه سورية. 

اليوم نجح الجيش السوري بمساندة حلفاؤه، بتثبيت سيطرته على معظم الجبهات الساخنة في إدلب، في الوقت الذي شهدت صفوف المسلحين تراجع متسارع وانهيارات كبيرة على إثر تقدم وحدات الجيش السوري في مناطق سيطرة التنظيم في مدينة إدلب، كما شهدت الأيام الأخيرة فرار أعداد كبيرة من المتطرفين باتجاه الحدود التركية خوفا من المعركة التي أعلنها الرئيس الأسد لتحرير محافظة إدلب، و قرر  قلب الطاولة على الجميع في المنطقة.

ببساطة، أن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات خاطفة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الدولة السورية، وأن الانتصارات ستتوالى في كل محافظات سورية وستكون إدلب النصر التالي وهي إنتصرت بفعل الإنتصار  في الجنوب السوري. 

مجملاً…. إن التوقعات التي خططت لها تركيا وحلفاؤها جاءت في غير صالحهم، لو تابعنا المسار الذي رسمته تركيا  في سورية والتي وضعت به كل إمكاناتها، نجد بأنها خسرت رهانها على أن تكون هي الراعية وبيدها الورقة الكردية، لذلك نرى إن سياسة أنقرة تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، والمأمول آن تدرك أنقرة حجم المغامرة التي يدفعها الأمريكي وحليفه العربي اليائس نحوها، وتبادر الى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري. وبإختصار شديد يمكن القول إن حسم معركة إدلب وتحريرها ستطوي آخر صفحة من كتاب الجماعات التكفيرية المسلحة في سورية بما فيها ملف جبهة النصرة الإرهابية وستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الإرهاب فبتحريرها الكامل ينفرط عقد الإرهاب بشكل متسارع، وسيعم النصر في كل  ربوع سورية.

[email protected]

قد يعجبك ايضا