تحليل سياسي … اربعة اهداف ارادت “مجزرة السويداء” الدموية تحقيقها.. ما هي؟

 الخميس 26/7/2018 م …




الأردن العربي –

* لماذا تتهم الحكومة السورية والناطقون باسمها أمريكا بالوقوف خلفها؟

* كيف ستكون انعكاساتها على أبناء الطائفة الدرزية حاضرا ومستقبلا؟

كان واضحا ان الهدف الأبرز للمجزرة التي نفذتها وحدات انتحارية تتبع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سبع قرى تابعة لمحافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، واسفرت عن مقتل 250 شخصا، واصابة ضعفي هذا الرقم بجروح خطيرة فجر الأربعاء، هو محاولة التقليل من شأن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في محافظتي درعا والقنيطرة، والسيطرة على الحدود مع الأردن، وتخفيض الضغط على التنظيم في حوض اليرموك حيث يتواجد فصيل خالد بن الوليد، وإشاعة جو من الخوف والرعب لإعاقة عودة اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن، وأخيرا دفع الدروز في “جبل العرب” للاستعانة بالحماية الإسرائيلية.

المذهب الوهابي المتشدد الذي يشكل العقيدة الأساسية لتنظيم “الدولة الإسلامية” يعتبر الموحدون الدروز، احد الفرق “المنشقة” عن الجماعة الإسماعيلية كفارا يجب ابادتهم باعتبارهم مرتدين عن الدين الإسلامي، وان قتلهم احد اقصر الطرق الى الجنة، ويحرم التعامل معهم، ويقول عنهم “لا تؤكل ذبائحهم، ولا تُقبل شهادتهم، ولا تُنكح نساؤهم” استنادا الى فتاوى الشيخ ابن تيمية، وهي الفتاوى التي رد عليها شيخ الازهر محمود شلتوت قبل خمسن عاما بأخرى اثبتت إسلامية الدروز واكد فيها “ان الدين عند الله هو الإسلام والقرآن هو كتاب الله العزيز عند الموحدين”، بالإضافة الى “ان الاجتهاد الذي يميز طائفة الموحدين لم يعن ابدا خروجها عن الأصول الإسلامية”، وهو موضوع طويل ليس هذا مكان التعمق فيه.

ادى تبني تنظيم “الدولة الإسلامية” رسميا لمجزرة السويداء واصداره بيانا يؤكد فيه ان “جند الخلافة” هم الذين شنوا هجمات على سبع قرى درزية على موقعه الرسمي الى قطع الطريق على بعض الاصوات في المعارضة اتهمت السلطات السورية بالوقوف خلف هذه المجزرة، خاصة انه، أي التنظيم، ارفق البيان بصور تظهر مقاتليه يذبحون شخصين على الاقل قال انهما من الجيش السوري والموالين له في ريف السويداء.

الرئيس السوري بشار الأسد رأي أيضا في جريمة السويداء “دليلا على ان الدول الداعمة للارهاب تحاول إعادة بث الحياة الى التنظيمات الإرهابية لتبقى في يدهم يستخدمها لتحقيق مكاسب سياسية”، اثناء اجتماعه بوفد روسي، بينما رأى متحدثون رسميون سوريون “ان الولايات المتحدة التي تتواجد قواتها في قاعدة التنف العسكرية القريبة تقف خلف هذ الهجوم لخلق ذريعة لاستمرار القوات الامريكية وبقائها على الأراضي السورية والايحاء بأن تنظيم “داعش” ما زال قويا ويتطلب القضاء عليه استمرار الوجود الأمريكي”.

أبناء الطائفة الدرزية نأوا بأنفسهم عن “الفتنة” التي ضربت سورية على مدى الاعوام السبعة الماضية، واظهر معظمهم ولاءا للدولة السورية، كما ان اشقائهم في هضبة الجولان المحتل تمسكوا بهويتهم العربية السورية، ورفضوا الضغوط الإسرائيلية لتجنيسهم، وربما هذا ما يفسر استهدافهم من جانب الجماعات “الجهادية” المتشددة وخاصة “الدولة الإسلامية”.

انها مجزرة بشعة بكل المقاييس راح ضحيتها الكثير من المدنيين الآمنين، والامر المؤكد انه ستعطي نتائج عكسية، من حيث تعزيز انتماء أبناء الجالية الدرزية للعروبة وولائها للدولة السورية.

قد يعجبك ايضا