من الشبيقة الى ام قيس … خبز، و هوية، و تحرير بيت المقدس / ديانا فاخوري

نتيجة بحث الصور عن ديانا فاخوري الاردن العربي

ديانا فاخوري ( الأردن ) الخميس 19/7/2018 م …




.. تعالى الله و الأردن .. وليبق الأردن، وقف الله – وطنا صنع أهله االخبز و قدموه للإنسانية على هذه الارض قبل 14 الف عام .. سيبقى الأردن أرض العزم، وطنا بهيا شريفاً لا نبغي و لا نرضى عنه بديلا، و لا نرضاه وطنا بديلا!

يوم الاثنين ١٦ تموز الحالي، أعلن عن اكتشاف أقدم رغيف خبز في العالم ليشكل دليلًا على أن الأردنيين  كانوا يصنعون الخبز قبل آلاف السنين على ميلاد الزراعة.

فقد عثر فريق من علماء الاثار و الباحثين الأوروبيين من كلية لندن الجامعية وجامعة كامبردج و جامعة كوبنهاغن على بقايا رغيف متفحم في موقع الشبيقة الأثري شمال شرق الاردن يعود تاريخها إلى 14400 سنة.

وقال الباحثون إنه أقدم دليل على الخبز ويسبق تاريخه ظهور الزراعة بما لا يقل عن 4000 سنة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور دوريان فولر من معهد علم الآثار في كلية لندن الجامعية قوله إن صنع الخبز عملية تتسم بكثافة العمل الذي تتطلبه بما في ذلك فصل القشور وطحن الحبوب وعجنها ثم خبزها.

وقالت عالمة الآثار أمايا أرانز اوتيغيو من جامعة كوبنهاغن ورئيسة الفريق إن وجود مئات من قطع الطعام المتفحمة في مواقد في موقع الشبيقة الأثري اكتشاف استثنائي واعطى العلماء فرصة لتحديد طابع ممارسات غذائية عمرها 14 الف سنة.

وإلى جانب قطعة الخبز التاريخية التي تم العثور عليها، اكتشف العلماء اثنين من المباني، يحتوي كل واحد منهما على موقد حجري دائري كبير، عثر بداخلهما على فتات خبز متفحمة، وكانت قد أظهرت عينات الخبز التي تم تحليلها تحت المجهر علامات على وجود عمليات طحن ونخل وعجن، إذ يعتقد الباحثون أن صانعي الخبز في العصر الحجري، أخذوا الدقيق المصنوع من القمح والشعير البري وخلطوه بالجذور المسحوقة للنباتات وأضافوا إليه الماء، ثم خبزوه.

جاء هذا الاكتشاف ليحرك الذاكرة فتستدعي بعضا من منشوراتي السابقة يوم دخلنا “أم قيس” و الأصيل له ائتلاق لحظة تسليم الشمس روعة الامانة الی القمر .. يومها تمكنا، و بالعين المجردة، من رؤية بحيرة طبريا من جهة و هضبة الجولان من الجهة الاخری ..

يومها تذكرنا أنه هنا انعقد مؤتمر تأسيس الدولة و الكيان منذ نحو مئة عام: حوران الكبری/ شرق الاردن بجناحيه – فلسطين الی الغرب و بغداد العراق الی الشرق .. أما الرأس فشامي شامخ يمتد نحو دمشق و ما بعد بعد دمشق في الشمال ..

هذا حيز استنبطته الجغرافيا خدمة للتاريخ فاستخدمه صلاح الدين الايوبي (احد مؤسسي الكيان الأول) و نذر هضابه لتحرير بيت المقدس ..

هذا اقليم يفقد هويته بالانفصال ولا يجدها الا بالاتحاد .. و “جند الاردن” الذين لم يخلعوا الشام ابدا فقد عاشروها و خبروها و عرفوها و لذا فهم لم و لن يخلعوا الشام ابدا ..

ساهم جيشنا منذ النشأة الأولی في هزيمة البيزنطيين و تحول بعدها تقسيما اداريا علی يدي أبي بكر الصديق! وكان التداخل و ما زال مع فلسطين و باقي بلاد الشام ثابنا و مستمرا .. كانت منطقة “جند الاردن” تتوسط حدود منطقة “جند الشام” من الشمال و حدود منطقة “جند فلسطين” من الجنوب ..

و يتجلی هذا التداخل في كون مدينة طبريا عاصمة ل “جند الاردن” .. كما شملت مدن “جند الاردن” بيسان و صفوريا و عكا و حيفا و صفد و الناصرة و جنين الی جانب اربد و طبقة فحل و جرش و بيت راس و ابل الزيت و حرثا و ام قيس بالاضافة الی مدينة صور (لبنان) و مدينة درعا (سوريا) .. و بالمقابل كانت العديد من مدن شرق الاردن ضمن “جند فلسطين” كالكرك و السلط و مادبا و عمان و معان و الطفيلة!

من هنا ترون ان الاحتلال الصهيوني يجثم علی “جند الاردن” و “جند فلسطين” في ان معا .. لنصوب البوصلة اذن، و نكثف الجهود و الطاقات العلمية النضالية التحريرية الی تل ابيب و نقرأ: “نصر من الله، و فتح قريب”!

قد يعجبك ايضا