سُوريّة والكُرد:بين المُواجَهَة والحوار، أي أَجِندة مُمكِنَة؟ / د. عقيل سعيد محفوض

نتيجة بحث الصور عن د. عقيل سعيد محفوض

د. عقيل سعيد محفوض ( سورية ) الأحد 15/7/2018 م …




حينما يرفض الكرد أن يكونوا ورقة بيد واشنطن، فهذا هو رهان الرئيس بشار الأسد، بل هو شرطه الرئيس، ومنه يبدأ الحوار بين دمشق وكردها، وصولاً إلى توافق على كل أو معظم القضايا الخلافية بينهما، بدءاً من الهوية الثقافية واللغوية والاعتراف بالتعدد الإثني وصولاً إلى نمط الحكم وطبيعة العلاقة بين المجتمع والدولة.

وقد مثلت الأزمة السورية منذ آذار/مارس 2011 عاملاً أو سبباً كاشفاً لوجود أنماط من الأزمات المركبة داخل الاجتماع والاجتماع السياسي في سورية، وفي طبيعة العلاقات بين المجتمع والدولة؛ بل وفي طبيعة “العقد الاجتماعي” المؤسس للدولة وللحياة السياسية في سورية. وعندما “اهتزت” الدولة وجد الكرد وفواعل أُخرى الفرصة سانحة للتعبير عن اندفاعة كبيرة للمخيال السياسي والمطالب الإثنية والكيانية، كما برز “الكرد” قوة سياسية واجتماعية وفاعلاً يمكن التعويل عليه في الأزمة، وجاءت الولايات المتحدة وروسيا، ثم تركيا وإيران، في مقدمة المتطلعين لاستخدام “الورقة الكردية” في تجاذباتهم ورهاناتهم.

وإذا ما تتبعنا تحولات العلاقة بين دمشق والكرد، منذ آذار/مارس 2011، مُسالَمَةً ومُواجَهَةً، تقارُباً وتنافُراً، تحديداً تصريحات الرئيس بشار الأسد ، واستجابات الكرد لها، أمكن الحديث عن إطار ممكن لـ “أجندة ممكنة” للحوار بين الطرفين. وهو حوار قد لا يصدر عن قناعة أحد الطرفين أو كليهما بمطالب الآخر، وإنما عن إدراكه لضرورة الحوار، وأنه خير لهما وأقل تكلفة وأكثر عائدية من المواجهة والحرب. ويُفترض أن يتوصل الطرفان إلى “نقطة توازن” ما في العلاقة بينهما، حتى لو نهضت في وجه حوارهما عُقد وعقبات وإكراهات كثيرة.
تتألف هذه الورقة من مقدمة وثمانية محاور، أولاً علاقة ملتبسة، وثانياً خيارات حرجة، وثالثاً الأسد: الحوار أو الحرب، ورابعاً الكرد: التلقي الحسن؟ وخامساً الخيبة، الحكمة! وسادساً رفع الغطاء، وسابعاً أي أجندة ممكنة للحوار؟ وثامناً الإشارات والتنبيهات، وأخيراً الخاتمة.
ولا بد من الإشارة إلى أن اسم “الكرد” في هذه الورقة يحيل إلى الفواعل والقيادات الكردية، تحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي والتنظيمات المرتبطة به أو المتحالفة معه مثل “مجلس سوريا الديمقراطية” و”الإدارة الكردية”، إلخ، وهو لا يُحيل إلى الجماعة الكردية ككل، ولا إلى جميع فواعل السياسة لدى الكرد في سورية.

قد يعجبك ايضا