الحراك السياسي في العراق … شهران من اللاشيء / حسين نعمة الكرعاوي

 




حسين نعمة الكرعاوي ( العراق ) الخميس 12/7/2018 م …

فجر التحالفات لن ينتظر صياح نتائج العد والفرز اليدوي ليعلن موقفه النهائي، لانه يعلم أن الفجر أتٍ لا محالة حتى وأن طال الليل، ولكن هذا الفجر تائهٌ بين المطامح والمكاسب، لنصل الى شهرين من بعد الانتخابات بلا نتائج على أرض الواقع، ومن المتوقع أن نصل لاربعة أشهر قبل عقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، فما أن هدأت عاصفة الأنتخابات حتى ظهرت ملامح اجواء الغبار على خطوات مسير التحالفات التي لم تصل الى الشكل النهائي الى الان ، لنصل بتلك المسيرة لجوٍ غائم ممطر ، الا ان تلك الامطار منقسمة فيما بينها ، فبعض القطرات تسعى لتلطيف الجو باجواء الوطنية ، فيما يتجه الطرف الآخر الى الجهة المعاكسة لتقود دفة القرار الى طوفان طائفي ممزوج بلغة المصالح الشخصية رغم الجفاف الداخلي الحاصل في لغة الحوارات.
يتجه البعض لاشراك اطراف خارجية للعب دور الوسيط لكسب المغانم في الحكومة القادمة، وتمزيق قميص الوطنية، بدل سعيهم لخلق طاولة حوار داخلية تجمع المكونات بلا عناوين او مسميات.
الكتل الشيعية حسمت امرها بين مؤيدٍ للقرار الوطني ولكن بحلته الجديدة المسماة بالفضاء الوطني في صياغة ملامح الحكومة القادمة، وبين من يحاول العزف على الحان التدخلات الخارجية لارجاع نبض الحياة الى التحالف الوطني ، في حين نجد ابتعاداً واضحاً وملموساً عن الواقع من قبل معظم الاطراف السنية التي تجتمع في أربيل تارة وفي أسطنبول تارة اخرى ، والغاية تشكيل الكتلة الاكبر للقوى السنية، والعنوان لا يتغير كثيراً عند المكونات الكردية التي لا تنوي أن تخطو خطوة باتجاه اي تحالف بلا جمع كافة اعضاء الفريق وأن كانت بعض الاطراف المعارضة غير راضية ، لنجد ان الوضع يتجه بنا مرة اخرى الى تخندقات طائفية لن تصل بالحكومة الى بر الامان والازدهار بقدر سعيها الوصول الى بر التفرقة والمحاصصة ، فالجميع يريد الأشتراك في الحكومة ولا مجال للمعارضة داخل اروقة البرلمان فيتمخض لنا دور اللاعب والحكم في نفس الوقت، خصوصاً وأن ما سيتم الاعلان عنه من نتائج مطابقة للعد والفرز اليدوي لن يغير الكثير في الاستحقاقات القادمة والا فكيف يسير الاعمى في وسط الطريق، الا اذا كان واثقاً من ان السيارات لن تدهسه، خصوصاً وان المسافات المقطوعة ليست قليلة ولا متقاربة، بل ان البعد السياسي طغى على البعد الجغرافي، لتكون مخاطر المرحلة مرجحة للرجوع لمعترك المطالب الموقعة على بياض كما حدث في سيناريو 2010 خصوصا وأن بعض التكتلات التي شاركت في تلك الانتخابات تحت قائمة واحدة، تجردت من القائمة الام في 2018 ولكن تجردها كان مؤقتا لقبل الانتخابات فقط، ولا بد للأم من لملمة ابنائها بعد الانتخابات لتضمن الاستحقاقات.
جمهور تلك الاطراف بين خيارين لا ثالث لهما، أما القبول بالأمر الواقع، أو خلق واقع مقبول…

قد يعجبك ايضا