في ذكرى استشهاد غسّان كَنَفَانِي / الطاهر المعز

نتيجة بحث الصور عن كنفاني

الطاهر المعزّ ( تونس ) الإثنين 9/7/2018 م …

كتب رفيقي محمد العبد الله (فلسطيني من دمشق)




لن ننسى … لن نغفر

غسان كنفاني: الولادة عَكّا 8 نيسان / أبريل 1936 ـ الشهادة بيروت 8 تموز / يوليو 1972

46 عاماً على سقوط الجسد، لكن الفكرة باقية. فما زال غسان حاضراً ومقيماً فينا. كان ومازال الشهيد غسان التجسيد المباشر للمثقف والسياسي والمشتبك مع العدو القومي والطبقي ومع كل أشكال التنازلات والمساومات مع الأعداء. مؤلفاته في الرواية والقصة يزداد انتشارها على يد الأجيال الجديدة. غسان : مازال أبو الخيزران يتكرر بأسماء عديدة، لكن رجال ونساء فلسطين لم ينتظروا الموت على طريقة أبو قيس ومروان وأسعد داخل خزان الصهريج في صحراء التيه العربية ر(واية غسان : رجال في الشمس ) بل إن الأجيال الجديدة من هذا الشعب لم تدق جدران الخزان ، فقط، بل كسرت الجدران والحواجز والأسلاك الشائكة التي أقامها المحتل على أرض وطننا. أفكارك ، وجدها الغزاة القتلة مع كل من قاومهم ، ويكفينا الاستدلال بما كان يحمله من كتبك وعباراتك الشهيد المثقف المشتبك باسل الأعرج. خالدٌ في عقل ومشاعر أبناء شعبك وأمتك ياغسان .

محمد العبد الله

من أقوال غسّان كنفاني:

“إذا كُنّا مُدافِعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نُغَيِّر المُدافعين لا أن نغير القضية”

“يَسْرِقُون رَغِيفَكَ ثم يعْطُونك منه كسْرَةً، ويأمرونك أن تَشْكُرَهم على كَرَمِهِم… يالوقاحتهم !

إن اليساري هو من يتقن القدرة على التحليل العلمي للظواهر وليس الذي يتقن فن لحس حواف الكتب الثورية”

كتب غسّان كنفاني في مُقَدّمة أوّل كتابٍ نشره (سنة 1961)، وهو مجموعة قصصية بعنوان “موت سرير رقم 12”: “أنا أؤمن أن الكتاب يجب أن يقدم نفسه، وإذا عجز عن إحراز جزء من طموح كاتبه، فعلى الكاتب أن يقبل ذلك ببساطة…”

*****

كان إسم غسان كنفاني ضمن “قائمة غولدا مائير” وهي قائمة لشخصيات فلسطينية في معظمها، مع بعض العرب، بهدف اغتيالهم، وأشرفت رئيسة حكومة العدو شخصيًّا على إعداد القائمة ومتابعة تنفيذ الإغتيالات، وتم تفجير سيارة غسان كنفاني (36 سنة) في بيروت يوم الثامن من تموز/يوليو 1972، وتُوفيت معه ابنة أُخْتِهِ الطفلة “لميس نجم”، أما أسباب اغتيال غسان كنفاني فهي عديدة (من وجهة نظر العدو)، فهو بارع في التعريف بالقضية للعرب والأجانب، واشتهر بسلاسة حديثه مع الصحافيين الأجانب، وكان له الفضل في ربط علاقات متينة مع حركات اليسار العالمي، في ألمانيا واليابان وأمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى وضوح مقالاته السياسية… نَبَّهَهُ رفاقه مثل وديع حَدّاد وأبو علي مصطفى إلى صورة التُقِطَتْ له مع يابانيِّين (ظهر فيما بعد أنهم من “الجيش الأحمر” الذي نَفَّذَ عمليات عديدة ضد الكيان الصّهيوني)، وطلب منه وديع حداد اتخاذ بعض الإحتياطات الأمنية، لكنه لم يُبالِ بذلك…      

في ذكرى اغتياله، نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية ملفًّا عن غسان كنفاني (07/07/2018)، كما نشر موقع “الهدف” ملفا قصيرًا، و”الهدف” هي المجلة التي أسّسَها وترأس تحريرها غسان كنفاني الذي كان من مؤسسي الجبهة ومسؤول الإعلام والناطق باسمها، وكان يُتْقِن الفرنسية والإنغليزية، ويُجِيد مخاطبة الأجانب لتعريفهم بالقضية، ومن أفضال غسان كنفاني على جيلنا أنه عرَّفَنا عن الأدب الصهيوني وعن نُصُوص حركة “ماتسبن” التي كانت تناهض الصهيونية، مع مقدمة طويلة، كانت أكثر أهمية من النصوص المُترْجَمة، ونَقَد غسان كنفاني ما كان خافِيًا عنّا من حُدُود الأدب الصهيوني الموصوف ب”التقدمي”، وحدود “تقدّمية” منظمات مثل “ماتسبن” التي اعتبرها الغرب “ثورية”، كما يعود الفضل لغسان كنفاني في التعريف بما سماه “أدب المقاومة في فلسطين المحتلة” في كتابة المنشور سنة 1965، وهو دراسية أدبيّة، عَرّفنا من خلالها على شعر توفيق زياد وسميح القاسم ومحمود درويش (قبل خروجه الطّوعي من فلسطين)، كما كان له الفَضْلُ في اكتشاف رسوم ناجي العلي على جدران مخيم “عين الحلوة” (لبنان) وتقديمها للعالم عبر نشرها في مجلة “الحرية”، التي كان يُشرف عليها…   

كان غسان كنفاني رَسّامًا ماهرًا وصَمَّمَ أشهر مُلْصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما رسَمَ وكتَبَ للأطفال، وأهدى كتاب “عالم ليس لنا” سنة 1965 إلى ابنه “فايز” وابنته “ليلى”، “وإلى كلّ أطفال العالم الذين يحلمون بعالم أفضل”، ونَشَرَ غسان كنفاني خلال حياته القصيرة عشرات القصص القصيرة والروايات والدّراسات الأدبية والسياسية والتاريخية (منها دراسة عن ثورة 1936)، بالإضافة إلى مئات المَقالات الصحفية، وكان عاموده الأسبوعي في الهدف بعنوان “موقفنا” نموذجًا للموقف الواضح فلسطينيا وعربيا ودوليا، في عامود واحد، ومن أشهر كُتُبِهِ الأدبية “عائد إلى حيفا” و “رجالٌ في الشمس” و”أم سعد”، و “أرض البرتقال الحزين”، وغيرها، وتوفي قبل أن تكتمل رواياته الثلاث بعنوان: “العاشق”، و “الأعمى والأطرش”، و “برقوق نيسان”، ونشرت مَعًا، كثُلاثية غير مُكتملة، بعد استشهاده

تزوّج غسّان كنفاني من المُمَرّضَة الدانماركيّة “آني هوفر”، والتي تعرّف عليها حينما جاءت لزيارة مخيمات اللاجئين ومساعدة سُكان المخيمات والتعرف على قضية فلسطين، وصرحت في لقاء صحفي إنه كان شديد الإهتمام بأبنائه، ويُخَصّصُ وقتًا للعب واصطحابهما خارج البيت… وعن علاقتها به قالت: “… عندما سألته أن يساعدني في زيارة بعض المخيمات صمت قليلًا، ثم علا صوته غاضبًا، وقال: “إنّ الفلسطينيين ليسوا حيوانات في حديقة. يجب أن تعرفي الكثير عن هذا الشعب أولًا”… أسّست آني كنفاني وابنتها ليلي “مؤسسة غسان كنفاني” للأطفال في مخيمات لبنان…

قد يعجبك ايضا