سر العودة لاتفاق ١٩٧٤ بين سورية والكيان الصهيوني / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 5/7/2018 م …




لقد وفر تحرير الغوطة والحجر الاسود ومخيم اليرموك ومحيط دمشق والقلمون الغربي والشرقي وتطهير دير الزُّور فائض قوة عسكرية ، وفائضاً بالروح المعنوية للمقاتلين السوريين ، وشحنهم بقدرات ومنسوب إرادة وتصميم حسمت ميزان القوى لصالحهم ووفرت على الارهابيين وعليهم العديد من المجابهات وحقنت الدم .

ان استخدام فائض القوة في احد اوجهه هو ( تجنب استخدام القوة ) فمن البديهي نكوص العدو عن المواجهة التي يميل بها ميزان القوى لصالح خصمه فهل يمكن للقطة مقارعة الاسد ؟

اضافة لرسالة القوة المتفوقة للخصم كان هناك رسائل متعددة الاتجاهات بعثها الحشد العسكري السوري الكبير :

  • رسالة للعدو الصهيوني الذي لا زال يرمم جراح اسقاط ال F16 ، ووجبة الصواريخ التي استهدفت قواعده العسكرية بالجولان ودفعت سكان شمال فلسطين المحتلة للملاجئ اي ان القوة المتوجهة للجنوب والتي لا تتناسب وحجم قوة الارهابيين هي لمجابهة احتمال تدخل عسكري من قبل العدو الصهيوني ( او اي جهة اخرى ).
  • ورسالة لواشنطن وقواعدها الواهنة لو سولت لها نفسها استخدام هذه القواعد او خوض معركة استنزاف ضد سورية لتحسين شروط تفاوضها بمؤتمر هلسنكي بوتين ترامب ب ١٦ تموز .
  • ورسالة للمدنيين السوريين المترددين في حسم موقفهم بأن المعركة محسومة ليحسموا خياراتهم بدورهم وبالطبع لا احد يختار المركب الموشك على الغرق ، وبالفعل اختار الغالبية المصالحات ومصداقية الدولة السورية التي قطعت الطريق على الارهابيين وشقت صفوفهم وكانت سبباً انحسار بيئتهم الحاضنة .
  • ورسالة للعدو بنهاية حلم المناطق العازلة بالجولان

وكان من المنطقي كما نوَّهنا في مقالات ىسابقة سابقاً ان تكون معركة الجنوب هي الاولوية التالية للجيش السوري الذي نفض غبار معركة محيط دمشق ومضى غير آبه بالضجيج الاميركي الصهيوني وخطوطه الحمراء ، وبسنوات القتال التي كانت سترهق اي قوة عسكرية مهما بلغ شأنها في انجاز عسكري سوري غير معادلات ومعايير وثوابت عسكرية أكاديمية وميدانية .

تعتبر معركة تحرير الجنوب احد اهم خطوط العدو الصهيوني الحمراء الذي يستعد لاعادة انتاجه ااطلاق دوره الجديد عبر ما يسمى صقفة القرن بعد انحسار دوره العسكري كراس حربة مشروع الهيمن الامبريالية الاميركية الاطلسية العسكري , فهو يعاني من حصار بين فكي كماشة محور المقاومة في الشمال , والمقاومة الفلسطينية في غزة بالجنوب وبالغرب الذي اصبح بحيرة روسية بعد ان كان بحيرة اميركية ومهدج بصواريخ المقاومة ارض بحر , ومن ازمة السيطرة على سماءه بفضل صوراريخ المقاومة التي ستخرج مطاراته العسكرية عند اول مواجهة والقنبلة الفلسطينية الديمغرافية التي تهدد الكيان بالانفجار وتمهد لهجرة عكسية ,

لذا فقد سعى العدو والدمى الرجعية العربية بقيادة اميركا وبدعم بريطانيا وفرنسا للسيطرة على البحر الاحمر وباب المندب مسبوقا” بتسليم نظام السيسي جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وهذا السبب الذي يكمن خلف استماتة اركان المؤامرة لاحتلال الحديدة لجعل البحر الاحمر بحيرة صهيونية وممرا بحريا بديلا للمتوسط لكن الهزيمة التي حاقت بهم اسقطت هذا المشروع ودفعت العدو لمسابقة الزمن لتنفيذ صفقة القرن والكونفدرالية الاردنية الفلسطينية الصهيونية :

للبدء بمد سكة حديد حيفا بيسان الشيخ حسين عمان بغداد ثم السعودية . وتنفيذ مشروع ناقل البحرين لاعمار النقب لاستيعاب هجرات صهيونية . وتفعيل قانون الاستثمار المسبوق بقانون التعديلات الدستورية الاردني الذي يمكن العدو من الاستثمار والاستيلاء على اي قطعة ارض اردنية والذي يعتبر اكثر خطورة من دور الوكالات اليهودية ويمكن مزدوجي الجنسية من تسلم مناصب اردنية لكن خسارة العدو الصهيوني الاميركي معركة جنوب سورية تعني ان الاردن امام خيار وحيد هو سورية ومحور المقاومة والتلاحم وتعبئة شعبنا الاردني والا فهو يطلق الرصاص على نفسه .

ان معركة جنوب سورية التي تعتبر من وجهة النظر العسكرية محسومة سلفا” والتي سبقت تنفيذ المشروع واضطرت العدو للمطالبة بتنفيذ اتفاق سنة 1974 مع سورية غيرت المعادلات واعادت العدو واميركا والرجعية العربية لمربع قبل ال 2006 ومهدت لسيناريوهات بديلة قادمة .

قد يعجبك ايضا