انتخاب اردوغان وصفقة القرن؟ / شاكر زلوم

شاكر زلوم* ( الأردن ) الثلاثاء 26/6/2018 م …




كنت واثقاً وانا أتابع نتائج الإنتخابات التركية أن أردوغان سيعاد اننتخابه مجدداً فدوره لم ينتهِ بعد, صفقة القرن تُطبخ ولكي تُستكمل لا بد لها من أردوغان, أردوغان وصل للحكم بموجب عقد بينه وبين الحركة الصهيونية العالمية, هذا ليس قولي بل قول رئيسه السابق المرحوم نجم الدين أربكان, أقوال أربكان عن اردوغان مدونة ومسجلة بالصوت والصورة, اليكم ماقاله أربكان

قال نجم الدين أربكان، أستاذ أردوغان قبل انفصاله عنه، في مؤتمر خاص عقد في2007 بمركز أبحاث الاقتصاد والاجتماع في تركيا: “إن أردوغان حصل عام 2002 على منصب رئاسة مشروع إسرائيل الكبرى، وكذلك رئاسة مشروع الشرق الأوسط الكبير من الرئيس الأمريكي الأسبق “بوش الابن”، وبعد ذلك حصل على ميدالية الشجاعة اليهودية من اللوبي اليهودي في أمريكا”.

وقال الراحل نجم الدين أربكان،أستاذ أردوغان، في حوار صحفي مع جريدة“Die Welt” أحد أشهر الصحف الألمانية، خلال فترة رئاسته  لحزب “السعادة” عام 2010، عن رئيس الوزراء في ذلك الوقت أردوغان ورئيس الجمهورية السابق عبد لله جول: “هناك بعض القوى الخارجية جاءت بهم إلى السلطة.. القوى التي تتحكم في النظام العالمي وتتبنى سياسات عرقية وتتميز بتوجهاتها الصهيونية الإمبريالية وتحول الأشخاص إلى عبيد. الغرب يدعم هذا النظام الصهيوني العالمي دون أن يدرك. وأغلب ما يقومون به خطأ. وهو يزيد أرباح ومكاسب الصهيونية حول العالم من خلال الضرائب والديون”.

وفيما يلي: تصريحات الراحل نجم الدين أربكان، مؤسس حركة “ملّي جوروش” (الرؤية الوطنية) الإسلامية في تركيا، والمعروف بأنه أستاذ أردوغان الذي انفصل عنه ليؤسس حزب العدالة والتنمية الحاكم حول علاقة أردوغان بإسرائيل الكبرى ومشروع الشرق الأوسط الكبير:

حزب العدالة والتنمية كان من طلابنا

لقد تربى على أيدينا على مدار 30 عاما

ولكن ما الذي حدث حتى تغير اليوم؟

سأسرد لكم القصة بالصور والرسوم…

ماذا حدث؟ قبل الانتخابات كان (أردوغان) يردد “نحن طلاب الأستاذ أربكان” في كل الحانات والمقاهي, وزعموا أن الحزب تأسس بأمر من أربكان وأنهم يريدون تعيين أربكان رئيسًا للبلاد

وقالوا: نحن كذلك من تيار الرؤية الوطنية “ملّي جوروش” هكذا حصلوا على أصوات الناخبين في انتخابات 2002 وبعد وصولهم إلى الحكم بدلوا قميصهم على الفور !

كيف تحقق ذلك؟ انتبهوا, ما سأقوله الآن هو بيت القصيد.

أولًا: (أردوغان) توجه إلى أمريكا والتقى بالرئيس بوش, في هذه الزيارة تسلم من بوش منصب “رئاسة مشروع إسرائيل الكبرى” ومنصب رئاسة مشروع الشرق الأوسط الكبير

فأصبح مساعدًا لبوش, بعد ذلك حصل على قلادة الشجاعة اليهودية من اللوبي اليهودي في أمريكا

ها هي القلادة !

يا له من شرف عظيم !

يا له من شرف عظيم !

هل تدركون معنى هذه الوقفة؟

انظروا إليه كيف يقف ؟!

ثم ماذا فعل ؟

حصل على دكتوراة فخرية من جامعة جون وهنا ألبسوه قميصه الجديد !

هذا هو قميصه الجديد !

هل تعرفون معنى هذا القميص ؟

هذا هو قميص طيّب الثاني !

لقد خلع قميص الرؤية الوطنية

ولبس هذا القميص الجديد

انظروا إلى القميص

ففيه رموز وإشارات على الصدر

لو فسرت لكم دلالاتها ومعانيها لبكيتم كثيرًا, هذا هو قميصه الجديد

أما تصريحات أردوغان فهي تصدِّق مزاعم أربكان بحقه!, صرح في مدينة ديار بكر (ذات الأغلبية الكردية), قال:

تتمتع (ديار بكر) بمكانة خاصة عندي فأنا أرى أنها من الممكن أن تكون نجمًا في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير لأمريكا ومن الممكن أن تكون مركز جذب في المنطقة واضاف تركيا لها مهمة في الشرق الأوسط

ما هذه المهمة؟

نحن من رؤساء مشروعي الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا ونحن نقوم بهذه المهمة. اليكم رابط الفيديو,

في بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ابتدات أمريكا محاولاتها لاعادة الهيمنة على العالم من جديد وليتم ذلك كان لا بد من تفكيك دول عربية واسلامية وفقاً لمخطط ” برنارد لويس”, برنارد لويس صهيوني يهودي عجوز,وضع مخططا لتقسيم دول العرب والمسلمين,إعتمد الكونغرس مخططه بغرفتيه (مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب الأمريكي ) في عام 1983 وبقي المخطط طيَّ الكتمان حتى كشفته مجله وزارة الدفاع الأمريكيه في عام 1995  صرح برنارد لويس لمجلة وول ستريت جورنال : (يجب تفكيك الدول العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا ) وليتحقق ذلك فكان لا بد أن يُستحضر زعيم سني مسلم يواجه ايران المسلمة الشيعية فيتبنى شكلاً قضية فلسطين وجوهراً ليؤمن أمن إسرائيل وليقوم بتنفيذ مخططات الغرب في تفتيت الدول العربية والاسلامية فاختار الغرب رجب طيب اردوغان الخارج من عباءة “حزب الرفاه” ,فكما كان تعريب الآذان العربة التي قادت عدنان مندريس الى السلطة كانت قضية فلسطين هي العربة التي ستجعل من أردوغان قائداً أوحداً للسنة بعدما قرفت كل الشعوب العربية والإسلامية من نظمهم بعدما انفضح امرهم وبان عوارهم.

فكما قامت المخابرات الأمريكية بتسليم السلطة في تركيا الى عدنان مندريس في الخمسينات ،قامت بتسليم رجب طيب أردوغان الحكم في تركيا في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين , الهدف يتصل بتحقيق الأهداف الغربية فليتم ذلك كان لا بد من تهيئة الأجواء الخارجية بعدما هُيِّأت داخلياً :

أولاً : اختراق الدول العربية والإسلامية ولهذه الغاية كان شعار “صفر مشاكل” مع دول الجوار وتبنى قضية فلسطين شكلاً بالانتصار لمظلومية الفلسطينيين بداية و بالمشاركة بقوافل فك الحصار عن غزة, ارسل اردوغان سفينة مرمره لغزه , قام الصهاينة بقتل بعض المتضامنين الأتراك على متنها ومتن السفينة يعتبر أرضاً تركية حسب قوانين البحار والأعراف الدولية , أزبد وأرعد اردوغان متوعداً الصهاينة بينما كانت حكومته تمرر أخطر القوانين التي تخدم الصهاينة , قام وزير زراعته خلال أزمة ماوي مرمره “سامي غوتشلو” بالطلب إلى الصهاينة الاستثمار في منطقة ” قونية” وفعلاً امتلكوا 40 ألف دونم فيها وقونية هي معقل الاسلاميين الأتراك و كما مكنتهم حكومة أردوغان من مساحات شاسعة من الاراضي في الجنوب الشرقي في تركيا لإنشاء قواعد للتنصت على سوريا وايران .

ثانياً : احياء فكرة الامبراطورية العثمانية بتمكين أحزاب الإخوان المسلمين من الحكم في البلاد العربية لتسهيل التحكم في البلاد العربية وبهدف محاصرة روسيا والصين , ففي العقد الأول من هذا القرن صعد نجم الاخوان المسلمين في الدول العربية بسبب ظاهرة “حماس”, حماس هي تلك الحركة التي أنشاها الإخوان المسلمون بفلسطين بينما صنعتها على أرض الفعل والواقع إيران وسوريا , دعمت ايران وسوريا حماس بالاموال وبالسلاح وبالخبرات القتالية و وزودوها بالتقنية ودربوها على صناعة الصواريخ والأسلحة .

كان أول المنادين باحياء فكرة الخلافة العثمانية اليهودي الصهيوني” نوح فيلدمان ” ومفكرين غربيين آخرين,للعلم نوح فيلدمان هو من كتب الدستور العراقي الذي كرس فيه المذهبية والعرقية بنصوص قانونية مقيته ومرر بظل أجواء شحن طائفية ,هذا الدستور الذي جلب كل البلاء للعراق بحاضره, لمن يرغب بالتوسع في القراءة فعليه قراءة تقرير نوح فيلدمان بعام 2003 حول “بعث فكرة الدولة العثمانية” وكتابه (سقوط وقيام الدولة الإسلامية ) والذي صدر كأحد إصدارات مجلس العلاقات الخارجية عام 2008 عن دار النشر التابعة لجامعة برينستون الأمريكية, ولمن يرغب في التوسع أكثر فعليه قراءة تقرير وولفتز المنشور في نشرة واشنطن التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية .و كما عشرات الكتابات التي طالبت باستخدام الاسلام السياسي المذهبي لخدمة المخططات الاستعمارية,, أسفي على حالنا فلقد تحول إسلامنا السياسي لخادم أمثل للمخططات الإستعمارية .

قام اردوغان تيمناً بوعود احياء الخلافة العثمانية ببناء قصر الخلافة العثمانية الجديدة “القصر الابيض” او “اك سراي” بالتركية الذي يحل محل القصرالرئاسي الجمهوري ويضم القصر الجديد الذي يجمع بين طرازي العمارة العثماني والسلجوقي الجديد (اول سلالة تركية حاكمة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر) نحو الف غرفة ويحتل مساحة 200 الف متر مربع وتجاوزت كلفة انشاءه 600 مليون دولار ,لقد ألبس اردوغان حرس قصره اللباس العثماني ورفع صورة السلطان سليم الأول وهو الغازي العثماني لبلاد العرب في العام 1516 بمعركة مرج دابق بدءً من حلب , اذكر القارئ بان مسمى صحيفة داعش الرسمية هو “دابق” .

مع بدء الربيع العبري ابتدا الغزل العلني بين االإخوان واسرائيل ,فكان اللقاء الودي بين البيانوني “المرشد العام لأسبق للاخوان المسلمين السوريين” والتلفزة العبرية وكان لقاء راشد الغنوشي مع الإيباك الصهيوني والذي تعهد فيه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني, حزب النهضة التونسي رفض تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في البرلمان التونسي ولا يزال ليومنا هذا وكانت رسالة مرسي الحميمية لصديقه الوفي شمعون بيرز بعد ذلك , كانت الرسالة دلالة على طبيعة علاقات جديده بين الاخوان المسلمين والكيان الصهيوني , أما محاولة البعض وصفها بالزلة فهو نوع من الغباء أو التغابي أو السقوط السياسي والأخلاقي, اتت الرسالة بسياق سياسات متفق عليها.وكان عنوانها إتمام صفقة القرن, لقد وافق مرسي على إعطاء شمال سيناء لتوسيع غزة, كتبت مقالاً بتاريخ 28\\4\\2016  حول هذا الموضوع حين تم تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وعن لقاء العقبة بين بن سلمان ونتنياهو , كان عنوان المقال (تيران وصنافير والأمن القومي العربي المستباح) , هذا رابط مقالي:

: http://lebanon2day.com/%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B5%D9%86%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

للولوج في الموضوع فلا بد من المرورعلى أهم الوقائع السياسية في العقد الأول من هذا القرن :

– في العام 2002 , جيئ بحزب العدالة والتنمية من قبل المخابرات المركزية الآمريكيه بهدف تحقيق الهيمنة الاستعماريي على بلادنا واردوغان من أخلص المخلصين للكيان الغاصب والأمريكان , صدق ما قاله نجم الدين اربكان حين قال بأن اردوغان وعبد الله غول بانهما «أداة بيد المؤامرة الصهيونية» , لقد استشهدت بتصريح اربكان على سبيل الإستئناس فقط , فالعلاقة بين اردوغان وأمريكا واسرائيل لا تغطيها كل غرابيل الأرض , لكنني وعلى سبيل الاستئناس ايضاً ساستشهد بتقرير للكاتب الجيواستراتيجي “توني كارتالوتشي” بعنوان ” الإخوان عملاء الغرب الجدد” (Muslim Brotherhood are Western Proxies) ولمن يرغب قراءة التقرير فهذا هو رابطه http://www.informationclearinghouse.info/article31458.htm وما هذا البحث الآ نموذج من مئات الابحاث التي توثق دور الإخوان المسلمين وعلاقاتهم مع أمريكا وغلاة الصهاينة في العالم ,فعلاقتهم ممتده من اليهودي برنار هنري ليفي راعي ربيعهم العبري ومروراً بسلمان رشدي “صاحب كتاب آيات شيطانية” المنتصر “لثورة ” الإخوان المسلمين السورية بباريس ووصولاً للمحافظين الجدد بأمريكا, من الضروري ايضاً عدم اغفال علاقة الاخوان المسلمين الوثيقة مع منظمات المجتع المدني الممولة من المخابرات المركزية الأمريكية.

– في العام 2002 وقع حزب العدالة والتنمية على اتفاقية مرور خط نقل الغاز نابوكو عبر الأراضي التركية ونابوكو هو اسم لعمل اوبيرالي للموسيقار فيردي يستحضر فيه ذكرى السبي اليهودي على يد نبوخذ نصر وما نشاهده اليوم من انتقام دواعش اردوغان من الآثار الآشورية ليس الآ دليل على طبيعة أردوغان ودواعشه.وارتباطاتهم العقدية مع الصهيونية .

– انيط باردوغان مهمة اختراق الدول العربية خدمة للمصالح الإستعمارية بالسيطرة على مكامن الغاز المكتشفة في شرق البحر المتوسط ولتسهيل مرور الغاز المنهوب من فلسطين المحتلة عبر الأراضي السورية لتركيا وعندما تعذر ذلك عمل أردوغان مع أمريكا والبرزاني على تسليم الموصل والأنبار لداعش وفق مسرحية هزلية لا تمر الآ على كل غافل وجاهل ,كان الهدف هو تسهل مرور غاز قطر وما سيتم استخراجه من مكامن الغاز في السعودية عبر العراق لتركيا ومنها للأسواق العالمية و الأهم هو تسهيل مرور الغاز الفلسطيني المنهوب عبر خط اربيل حيفا وصولاً لتركيا ومنها للأسواق العالمية .

– في ظل حكم أردوغان أنشأت أكبر قاعدة للناتو لإستهداف روسيا وايران ولتكون القاعدة الأخيرة درعاً واقياً للكيان الصهيوني من اي هجمات قد يتعرض لها من إيران.

في ظل حكم اردوغان وبرعايته تمت الحرب الكونية على العرب فكانت تركيا اردوغان ,المقر والممر للإرهابيين التكفيريين المحاربين للعرب.

مهما طال الزمن أو قصر, فعلى الباغي ستدور الدوائر.

قد يعجبك ايضا