درعا على صفيح ساخن….ما الذي يحدث هناك هذه اللحظات؟ / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الجمعة 22/6/2018 م …




بعد سبع سنوات من الحرب على سورية ما زالت سورية تمتلك إرادة الإنتصار على المؤامرة والمتطرفين، والأهم في الحرب أن الجيش العربي السوري إمتلك إرادة المواجهة، فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة هناك، والصفعة الكبرى كانت في مقابلة الرئيس الأسد الأخيرة التي كانت مليئة بالتحدي والإصرار، إذ أكد الأسد في مقابلته مع قناة العالم: “أن الجنوب السوري أمام خيارين إما المصالحة أو التحرير بالقوة، وأن سورية لن تقبل بأقل من دحر العدوان والإنتصار” ويبقى التساؤل هنا مفتوحاً: هل يستطيع شركاء الحرب على سورية فتح معركة الجنوب الخاسرة سلفاً؟ وهل تكون فزّاعة هذه المعركة بوابة لتحقيق ما لم يحققه المسلحين وحلفائهم خلال السنوات الماضية ؟

مع انطلاق معركة درعا بدأت تأثيرات هذه المعركة تظهر على أرض الواقع من خلال تصريحات وتحليلات “شركاء الحرب على سورية “وذلك باهتمام ملحوظ منهم بمجريات وأحداث هذه المعركة، فتحرير درعا هو الأمر الأكثر إيضاحاً في تثبيت حقيقة الإنتصارات ونهاية الارهاب واجتثاثه، كما يعد مكسباً كبيراً للدولة السورية وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سورية، ومن خلال ورقة درعا ستفرض الدولة السورية شروطها على الجميع، ومن الجانب الأخر يعمل أعادء سورية على التدخل في هذه المعركة من خلال تفعيل غرف عمليات عسكرية جديدة ودعم المسلحين بالسلاح والمقاتلين، ولا أستبعد هنا أن تتدخل إسرائيل بشكل مباشر في هذه المعركة وبغطاء أميركي وذلك لحساسية مناطق الجنوب السوري خاصة كونها تقع بين دمشق من جهة والحدود الأردنية والإسرائيلية من جهة أخرى. وبالتالي من شأن أي عمل عسكري أن يمس بالأمن القومي للدول الثلاث، فسقوط درعا يعني كسر المعايير المتعلقة بالتوازن, وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية.

مجملاً… اليوم تتخطى سورية الظروف المعقدة إذ أصبحت الكرة الآن في ملعب الجيش السوري، وباتت بيده أي مبادرة هجومية قادمة على الإرهابيين، في إطار ذلك واهم من يفكر ولو لحظة من الوقت أن بإمكانه الإنتصار على إرادة الشعب السوري، وواهم من يحلم بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، فهناك رسائل أرسلها إنتصار الجيش السوري في ريف دمشق وحلب و…و… الى العالم أجمع مفادها إن الشعب السوري على موعد مع إنطلاق عمليات تحرير كبرى مقبلة، وهنا أرى ان معركة درعا هي بيضة القبان التي ستقرر مصير المسلحين في سورية والمنطقة بأكملها، لأنها معركة مصيرية، وهي الإستراتيجية التي أعلنها مؤخراً الرئيس الأسد، إن إقتحام درعا من عدة محاور يعد إنجازاً كبيراً للجيش السوري وحلفاؤه، لذلك فإن الذي يدور على الارض يجعلني متاكداً إن حسم المعركة لم يعد إلا مسألة وقت ليس أكثر.

أخيراً….ان معركة الجنوب هي بوابة النصر وما هي إلا محطة جديدة من محطات النصر السوري المتواصل والذي يبعث برسائل مباشرة للمسلحين وكل من يقف وراءهم بان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن معارك المسلحين تشارف على نهاياتها، فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين بأن هذه المرحلة ستكون مليئة بالمغامرات والمفاجآت، فالمنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة ستؤسس توازنات وتحالفات جديدة، وها نحن نعيش إنتصارات سورية وتراجع أعدائها بعد سنوات من الفشل والهزائم المتكررة.

[email protected]

قد يعجبك ايضا