عمان وعجائب البرلمان الأردني / ناجي الزعبي

 ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 22/6/2018 م …



لن نتوقف كثيرا عند موقف بذاته كما حصل مع النائب الذي تحدث باستخفاف واستهانة معتادة ومتوقعة عن مآسي وعذابات مرضى السرطان وحق الانسان المقدس بالعلاج وعن دوره ومهامه المفترضة تحديدا” في الدفاع وتبني قضايا المضطهدين وعذاباتهم .
وإنما سنتوقف عند تشكيلة مجلس النواب الذي لا يحمل من نيابته للجماهير سوى اسمه المزيف كتشكيلته ، وسنتوقف عند المجلس نفسه الذي عُين أعضائه من قبل حكومة – معينة تعيين – اي غير شرعية تفتقر للتفويض الشعبي وبداهة، فإن ما بني على باطل فهو باطل.
كما ان كل قوانين الانتخاب لم تنل تفويضاً شعبياً نزيها حراً وتم فبركتها من قبل اجهزة وقوى معينة ايضاً تعييناً ولم تعبر عن إرادة ولا تحمل تفويضاً شعبيا . ً
ثم ان كل الحالة السياسية الاردنية هي محض اكسسوارات ومساحيق تجميل لنهج الحكم الشمولي الاستبدادي ولا يمكن التعويل عليها لبناء الوطن ولخدمة شعبه .
واذا كانت النتائج هي معيار الحكم على اداء السلطة بالاردن فالاولى تقديم من تولّوا المسؤولية فيه خلال العقدين الأخيرين للقضاء لنتائج أدائهم الكارثية .
فالاردن دولة مفلسة عن سابق عمد واصرار وتصور , تحسن التسول وتتقن فنونه وتتراوح كمثال من خطب لوزير اوقاف يذرف فيها الدمع باسفاف وهدر للكرامة والعزة الوطنية يتسول بها  , لفبركة هبة مخترقة رسميا ( بأوتوبور) اردني.
AUOTO POWER وهي ايضاً كلمة صربية تعني مقاومة pylori
الاوتوبور وهي كلمة تعني الادارة او القوة او الطاقة الذاتية حيث يحرك الشعب نفسه بنفسه هم مجموعات شبابية جرى اعدادها بصربيا لاختراق الانتفاضات الجماهيرية وامتطائئها وتوظيفها لصالح الحكام والسلطات الرسمية بتمويل من الملياردير الصهيوني جورج سوروس عبر الصندوق الوطني للديمقراطية .
فقد فرطت السلطة بثروات الوطن ومقدراته وممتلكاته ونهبتها دون ان تظهر اين ذهبت عوائد النهب.
والمدهش ان المديونية قفزت من 7 ملياردولار قبل نهب المقدرات وبيعها الى 40 مليار دولار ولم يجب احد عن السؤال الكبير الخطير اين ذهبت عشرات مليارات الخصصة ومليارات المديونية برغم وجود 150 نائب ؟؟
كما فرطت السلطة بميناء الوطن البحري ، والبري ، وكهرباءه ، ومياهه ، واتصالاته ، وفوسفاته وبوتاسه ، وحرمته من التنمية الوطنية واستثمار ثرواته الكامنة ، وهبطت بتعليمه وثقافته ( ودينه) وجرفت حياته السياسية ، وعقدت اتفاقيات مذلة مع عدونا الصهيوني كاتفاقية وادي عربة ، والغاز ( ففي الوقت الذي يعتدي به العدو على شعبنا الاردني ويحتل فلسطين كلها منذ 70 سنة ويرتكب المجازر بغزة وينتهكك المقدسات بالاقصى والقدس تشتري السلطة الغاز منه ب 15 مليار دولار لتتحول مليارات فقراء الاردن لاسلحة ومعدات وذخائر يقتلنا بها ) ، وناقل البحرين المشروع الذي سيعمر صحراء النقب ويسستقطب الهجرات اليهودية اليها ) ، وقانون الاستثمار الذي يمكن اليهود من استملاك الاراضي الاردنية ، وأمنت الحماية المطلقة للعدو على طول الحدود معه على مدار خمسة عقود تقريباً ، وعادت محيطنا العربي فدربت وارسلت الاف الارهابيين لسورية والعراق وأدارت عملياتهم الارهابية ضد العراق ، وسورية .
ومكنت القواعد الاميركية ، والفرنسية والبريطانية من استباحة التراب الاردني وسمحت بجعل الاردن مسرحاً للمخابرات الغربية ، وأجرت وتاجرت بدماء الاردنيين حين أرسلت قوات الجيش الى دول العالم خلافاً للدستور , وقلصت قواته المسلحة في الوقت الذي هو بأمس الحاجة لها.
ثم جرى تعديل الدستور الاردني وتشويهه ليختزل كل السلطات ويلغي التشاركية وتداول السلطة ويكرس نظام الحكم الشمولي .
كل هذا واكثر جرى ومجالس النواب المتعاقبة تشرع معظم او كل انواع الفساد وتغيب عند المواقف السيادية ، او تُغَيَّب دون ان يكون لهذه المجالس اي رأي او موقف او وزن من اي نوع .
ثم ان ان الكيفية التي تُفبرك بها المجالس تفرزكماً من الفاسدين الذين يعتبرون المجلس ممراً او منصة وموقعاً لعقد الصفقات مع السلطة وتعويض نفقات الحملة الانتخابية والاثراء والابتزاز والاستعلاءعلى جماهير شعبنا والانفصال عنها موضوعياً وذاتياً ووجدانياً , لقد بلغ عدد المطلوبين للقضاءفي احد المجالس ما يناهز ال ٨٥ نائب .
ان اي حياة سياسية او انتخابات تجري تحت هيمنة الاستعمار والانتداب الاميركي هي محض مسرحية هزلية تفرز ادوات ودمى في خدمة الاستعمار والسلطة والمصالح الشخصية للدمى المسمين نواب .
فلا غرابة ان يستخف نائب بعذابات المرضى , ويطالب اخر( بتشليح ) المواطنين ثيابهم ويمرر قوانين واتفاقيات العمالة والرضوخ للعدو واستباحة الوطن والتآمر على الاشقاء لان اعضاء المجلس يعلمون انهم موجودين للعب هذا الدور بهذا الحجم وهذه الكيفية .
قبل ان نخوض معركة انتخابية لاختيار نواب شعب يمثلون مصالح الوطن ينبغي اولا” ان نستقل وطنيا” ونتخلص من الوصاية الاميركية الاستعمارية وهيمنة صندوق النقد ونسترد ارادتنا السياسية وقرارنا الوطني المستقل وبعكس ذلك سنستمر بمراكمة اعباء شعبنا بايدينا ونختار اعدائنا الذين سيشرعون كل ما شانه الاضرار بمصالحنا وخدمة مصالح الطغم الحاكمة .
الاردن الان يعد للعب دوره في صفقة القرن ويتاهب لاستقبال فلسطيني ال 48 لتحقيق الدولة اليهودية الخالصة وتنفيذ الكونفدرالية مع العدو الصهيوني لاعادة انتاجه فهل يعلم النائب الذي طالب بحرمان مرضى السرطان من العلاج وزملائه ان الاردن كله سيصاب بالسرطان ولن يجد وزملائه وشعبنا كله العلاج ؟؟
ناجي الزعبي
عمان 22/ 6/2018

قد يعجبك ايضا