محمود درويش لم يعتذر .. اما أنا فاعتذر! اعتذر عن خطيئة كولومبوس المميتة / ديانا فاخوري




ديانا فاخوري ( الأردن ) الخميس 21/6/2018 م …

انها امريكا زعيمة الدول المارقة “CRS – The Chief Rogue State” فتوقفوا عن استهلاك البروباغندا الغربية و الاستسلام لسرديانها الزائفة بعيدا عن السياقين التاريخي و الاستراتيجي!

سمها ما شئت – سمها امريكا، سمها اميركا، سمها الولايات المتحدة الامريكية، سمها الويلات المحتدة الاميركية، سمها روما الجديدة، سمها الامبراطورية العسكرية العالمية، سمها الولايات الجماهيرية الشعبية الاميركية .

انها هي هي بحدود تمتد من الشمس شرقا الی القمر غربا و من المشتري شمالا الی البائع جنوبا .. انها الامبراطورية العسكرية العالمية التي تتمدد علی أكثر من 700 قاعدة في كافة زوايا الكرة الارضية يرفدها 40% من الانفاق العسكري الدولي .. اقتصادها هو الاكبر في العالم حيث يقدم 6% من سكان الارض 35% من الناتج البشري .. لها ثلث زراعة الارض و ربع صناعة العالم .. تزهو بأعظم اقتصاد مالي و تجاري، و أعظم قوة تكنولوجية .. تنتج سنويا ضعفي براءات الاختراع التي تسجلها كافة شعوب الارض مجتمعة .. اليها ينتسب نصف حائزي جوائز نوبل .. أما قوتها الناعمة فتتجاوز هارفارد الی هوليوود تدعمها وسائل التواصل أمثال جوجل، فيسبوك، مايكروسوفت، امازون ..الخ .. وان ننسی، لا ننسی الجينز و البيج ماك!

هي الطاعون، و الطاعون هي من يوم التكوين الی يوم الدين .. فهل يعيدها دونالد ترامب (القذافي الجديد – وكنت أطلقت عليه لقب “قذافي البيت الأبيض” حال احتلاله او حلوله هناك) أرض ميعاد نقية صافية للامريكيين بلا مهاجرين ولا مسلمين و قد أحاط نفسه بشخصيات متصارعة، متنافرة- و في أحسن الاحوال – متنوعة و مختلفة؟! هل يطيح هؤلاء بمجموعة المصالح الاستراتيجية و المؤسسات المتنفذة؟! هو القذافي في تهجمه علی اوروبا و هجومه علی الاطلسي .. يغازل اسرائيل، يراعي روسيا، ينتقد ايران، و لا يكتفي بتحديد مسار امريكا، بل يتعدی ذلك لتحديد مسار العالم بأسره للسنوات القادمة!

 ونظرة الی السياق التاريخي تبين باختصار مايلي:

مرحلة التأسيس حيث تمت ابادة الهنود الحمر – اهل البلد الاصليين- ..

مرحلة التكوين التي اتسمت بالحروب الاهلية ..

مرحلة الامبراطورية التي اتسمت بالحروب الخارجية عبر العالم وصولا لقصف مطار الشعيرات ..

 هو السلوك العدواني الدموي المبدع في توظيف الارهاب الشامل سعيا لتحقيق الهيمنة الامركية الاممية و سحق أي مقاومة تعترض طريقها!

و كنت قد شبهت بعض مواقف الهيمنة و الغرور الامركيين بجملة اشتهرت عن المنتصر بالله احد نجوم الكوميديا المصرية: “ما أنا استغربت!”

امريكا، بمختلف قياداتها علی مر العهود: ما انا اعتذرت!

أبادوا 20 مليون من السكان الاصليين المعروفين بالهنود الحمر، ثم اعتذروا! .. فالولايات المتحدة الامريكية انما قامت علی ما غرسه البيوريتانز (الطهرانيون) الانجليز، وقد تمثلوا التوراة، في اللاوعي الامريكي من ثقافة الغاء الاخر علی طريقة داعش و ابن تيمية .. فأين ذهب أصحاب الارض الاصليون؟! الا يتماهی اغتصاب البيض لامريكا الشمالية مع اغتصاب الصهاينة لفلسطين؟!

أبحروا الی افريقيا و عادوا بالوف الافارقة فأسسوا أسواق النخاسة، ثم اعتذروا!

قصفوا اليابان بالنووي، ثم اعتذروا!

أبادوا قری عن بكرة أبيها في فيتنام، ثم اعتذروا!

دمروا العراق بحجة امتلاكه السلاح النووي و جعلوه يبابا، ثم اعتذروا!

و بالامس اعتدوا علی الجيش السوري الملتحم مع داعش في دير الزور، ثم اعتذروا!

 أما قصفهم مطار الشعيرات فما زال رهن الاعتذار!

كم كررت و أعدت التكرار أنها “الويلات المحتدة الأمريكية” .. أنها الطاعون و الطاعون هي .. انها البلاء و البلاء هي .. بالأمس قلت أنها استحقت عن جدارة لقب  “CRS – The Chief Rogue State”، و قدمت عينة قليلة قليلة من مئات المؤامرات و الأساليب القذرة التي حاكتها بحق شعوب و دول العالم على مدى قرنين من الزمن!

و اليوم أقدم، بدوري، اعتذاري عن خطيئة كولومبوس المميتة، حين ضل طريقه الی الهند لينتهي باكتشاف امريكا سيما و ان الرحلة تمت بتمويل عربي.. نعم كان التمويل عربيا حيث غطتها ايزابيلا بالجواهر التي تركها العرب في غرناطة لينعم العالم ب “الويلات المحتدة الامريكية” .. فأمريكا هي الطاعون، و الطاعون أمريكا كما سبقنا بألاشارة الى ذلك حقا محمود درويش، ولم يعتذر!

قد يعجبك ايضا