صفعة أرجنتينية لإسرائيل / د. فايز رشيد




د. فايز رشيد ( الخميس ) 14/6/2018 م …

” … القرار الارجنتيني سيشّجع دولا أخرى كثيرة على إلغاء نشاطات مشتركة مع دويلة الكيان الصهيوني في القدس المحتلة. لذلك فإن الرّعب اجتاح إسرائيل فورا بعد قرار الإلغاء, ذلك بالنسبة لإمكانية رفض أوروبا لإجراء مسابقة الأغنية الأوروبية, “اليوروفيجين” في العام المقبل 2019 في إسرائيل , إذ أنها ستستضيف العام المقبل هذا المهرجان, بعد أن فازت بمهرجان العام الجاري, الذي جرى في منتصف الشهر الماضي.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيتواصل الغضب الإسرائيلي العارم, بسبب قرار الأرجنتين إلغاء مباراة كرة القدم “الودّية” مع المنتخب الإسرائيلي, التي كان من المفترض أن تجري يوم أمس السبت في القدس المحتلة. لقد تم الإلغاء بسبب قرار حكومة الاحتلال الصهيوني, نقل المباراة الى القدس. هذا, وتتخوف إسرائيل, أن تطلب جهات عالمية أخرى من دول كثيرة, عدم قيام نشاطات لها في القدس, من تلك التي ستجري في إسرائيل في العام المقبل 2019.نعم, كان من المفترض أن تجري المباراة مساء السبت في القدس المحتلة (مثلما ذكرنا), إلا أنه في الأسابيع الأخيرة جرت اتصالات مكثفة, خاصة من الجانب الفلسطيني مع الأرجنتين, لعدم السماح بإجراء المباراة في القدس المحتلة. وحسب تقارير صحفية كثيرة, فإن المباراة كان مقررا أن تجري في حيفا, إلا أن حكومة الاحتلال الصهيونية السوبر فاشية الشايلوكية, أصرت على أن تجري في القدس المحتلة لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة,أبرزها: وضع الارجنتين تحت سياسة الأمر الواقع من خلال الاعتراف بضم القدس (شرقيها وغربيّها) لتكون عاصمة لإسرائيل, لكن الإلغاء الإرجنتيني أفشل هذا المخطط الصهيوني البشع والقمىء.
عدا عن كلّ ما سبق, فقد تكشفت في الأيام الأخيرة, عمليات فساد كبيرة في بيع التذاكر, وقد تكون وزير الثقافة والرياضة, اليمينية الصهيونية الأكثر تطرفا ميري ريغيف متورطة في هذه العمليات القذرة, ومستفيدة منها مالياً, أسوة برئيس حكومتها نتنياهو, الذي تظهر في كلّ أسبوع قضية فساد جديدة له, حتى أصبح غارقا في فضائح الفساد حتى أذنيه. نعم, تتواصل العاصفة في دولة الكيان الصهيوني بسبب قرار الإلغاء الأرجنتيني. هذا, ولقد حمّلت غالبية وسائل الإعلام الصهيونية, المسؤولية كاملة لوزيرة الثقافة والرياضية العنصرية المتطرفة ميري ريغيف, لإصرارها على نقل المباراة الى القدس, وأتبعت خطوتها بخطاب صهيوني متعجرف تقول فيه: إن المباراة ستكون جزءا من “احتفالات إسرائيل بمرور 70 عاما على قيامها”. وكانت مصادر في محيط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو, قد حمّلت هي أيضا ريغيف المسؤولية عن القرار الأرجنتيني, وذلك نتيجة قرارها نقل مباراة كرة القدم إلى القدس المحتلة.
بالتأكيد, فإن القرار الإرجنتيني سيشّجع دولا أخرى كثيرة على إلغاء نشاطات مشتركة مع دويلة الكيان الصهيوني في القدس المحتلة. لذلك فإن الرّعب اجتاح إسرائيل فورا بعد قرار الإلغاء, ذلك بالنسبة لإمكانية رفض أوروبا لاجراء إجراء مسابقة الأغنية الأوروبية, “اليوروفيجين” في العام المقبل2019 في إسرائيل , إذ أنها ستستضيف العام المقبل هذا المهرجان, بعد أن فازت بمهرجان العام الجاري, الذي جرى في منتصف الشهر الماضي.
نعم, امتلأت الصحف الإسرائيلية بمقالات حول هذا الموضوع, وبعضها هاجم الفلسطينيين, باعتبارهم سبب الإلغاء, ولكن كل الصحف باستثناء صحيفة “يسرائيل هيوم” المقرّبة من نتنياهو, هاجمت بحدة الوزيرة العنصرية ريغيف, واليمين الاستيطاني. فقد قالت صحيفة “هآرتس” في مقال هيئة التحرير, إن “النشوة والغرور اللذين تبثهما الحكومة منذ نقل السفارة الأميركية إلى القدس جبتا هذا الاسبوع الثمن”, وقال محلل الشؤون الحزبية في الصحيفة يوسي فيرتر, إن “الفشل كله من نصيب الوزيرة ريغيف. في المعركة الدعائية امام الفلسطينيين , وقد خسرت المعركة, وهذا أكثر ما يغضب الإسرائيليين, ولا سيما الليكوديين”.
من جانبه, قال الصحفي والإعلامي أودي سيغل, في صحيفة “معاريف”, إن التحرك الفلسطيني “لا يقلل من المسؤولية الاسرائيلية عن هذه الهزيمة السياسية. فامام جبن اميركا الجنوبية هناك الغرور والاعتداد الاسرائيلي بالنفس, واللذين هما الاصل الذي أدّى الى تفجير المباراة. على رأس الوقحين – وزيرة الرياضة والثقافة ميري ريغيف ….وأضاف سيغل: “على موجات الغرور كانت ريغيف شريكة في التبجح التي تقول ان هذه المباراة هي ضربة لحركة المقاطعة على اسرائيل. لقد كانت الرسالة بسيطة, رفعنا القدس على رأس فرحتنا وثمة لهذا آثار. كل من يريد أن يجعل العاصمة انتصارا سياسيا – يمينيا امام هزيمة فلسطينية, يجب أن يتوقع ردود فعل مضادة”. وقال الكاتب عوزي دان في مقال في صحيفة “هآرتس”, إن “ما قامت به ريغيف عن طريق النقل القسري للمباراة الى القدس, الى جانب تبذير الملايين من اموال الجمهور, كان تدخلا فظا وزائدا, وفي نهاية الامر كان ضارّا جدا”. وأضاف أن “نقل المباراة الى القدس كان هدفا سياسيا بامتياز, وربطها باحتفالات السبعين للدولة هي التي أعطت الشرعية لمعارضي إسرائيل”.
سلاح المقاطعة هو سلاحٌ مهم في الصراع العربي – الصهيوني, وحركة المقاطعة B.D.S قوية عالميا وتتنامى يشكل متزايد! مجرّد مباراة مع إسرائيل ألغتها الإرجنتين , ولها منّا كل التحيّة والتقدير والإجلال. نسوق ذلك للأعراب ( وليس العرب) الذين يجاهرون بالتطبيع مع العدو الصهيوني.

قد يعجبك ايضا