ليس هو الرد الايراني المرتقب بعد…! / د. محمد صادق الحسيني

د. محمد صادق الحسيني ( الأحد ) 13/5/2018 م …




كفى كذباً يا ترامب انت وربيبك النتن صاحب المسرحيات النووية ، فالضربة ليست مسجلة باسم الحرس الثوري الايراني بعد وايران تعرف متى وكيف واين سترد الرد الاساس…!

والاحسن لكم ان تعترفوا بانها ضربة سورية موجعة وهي رسالة قوية وقوية جدا بان زمن استباحة السماء السورية قد ولى..!

هذا مع العلم بانكم تقصفون من السماء اللبنانية او سماء فلسطين المحتلة وليس من السماء السورية التي لا تتجرأون على اقتحامها…!

ومهما كابرتي يا اسرائيل فقد شكلت الضربة نقلة نوعية بامتياز على صعيد التوازنات السياسية ومعادلات الردع الميداني…!

وهكذا تكون السنوات السبع السمان السورية قد بدأت…!

لا احد يقول لي بعد اليوم ان سورية لا تزال في موقع الدفاع…!

لقد انتقلت سورية الى موقع الهجوم ومعها كل محور المقاومة منذ معركة تحرير حلب واستكمالا معركة العلمين السوري والعراقي على الحدود في دير الزور ….!

لابد انكم تتابعون اطفال وشباب غزة وهم يحرقون مزارع الصهاينة بطائراتهم الورقية ويسقطون طائرات العدو المسيرة بمقلاع غزة وقناصات المقاومين فيها تسرق النوم من عيون

جنر الاتها…!

كما انكم تابعتم نباهة وحكمة المقاومين اللبنانيين في ادارتهم للمعركة الانتخابية اللبنانية وكيف اسفرت عن نصر تاريخي جديد…!

ولاحظتم كما يفترض كيف ان اسقاط الاولين لصفقة القرن المشؤومة..!

والاخرين لامبراطورية البترودولار الخليجي الوهابي

هو من دفع ترامب ليستعجل اعلان الحرب الاعلامية الاقتصادية على الجمهورية الاسلامية…

وهنا بالذات نقول سيان لدينا خرج ترامب او لم يخرج من الاتفاق النووي الذي لم يدخله اساساً لا هو ولا حتى سلفه اوباما المنافق، فنحن باقون على ثوابتنا لا نغير ولن نفاوض احدا ً اي احد على قدراتنا النووية او الصاروخية او دعمنا المستمر والمعزز اكثر من اي وقت للمقاومة العربية والاسلامية ، لان هذا جزء لا يتجزأ من ديننا وسياسة قائدنا وديننا عين سياستنا كما ان سياستنا عين ديننا ..

من هنا لا تعديل لاتفاق يريدونه مقدمة لاوسلو ايرانية ، ولا ملحق اتفاق جديد يريدونه ليكبلوا به ايدي القيادة الايرانية التي يدها تقبض على الزناد وعينها كما قلبها صاحيتان تجاه ما يحضر للمنطقة…!

بعد خطوة ترامب الهابطة والسخيفة كما وصفها القائد الامام السيد علي خامنئي نحن

أمام مشهد جديد ستتبعه تداعيات إقليمية ودولية واسعة حتماً.

وقبل الدخول في تفاصيل مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، لا بدّ من سرد مقدّمة صغيرة لواقع التعامل الأمريكي مع إيران منذ أيام الشاه الابن حتى يومنا هذا لكي يطلع عليها بعض من يتهمنا بالاصرار على معادات امريكا لمجرد حبنا بالعداوة …!

دخلت واشنطن إلى الساحة الإيرانيّة بقوّة بعد إخراجها لبريطانيافي نهاية الحرب العالمية الثانية كما هو معروف…!

أرشيف السفارة الأمريكية في طهران كشف مراسلاتها مع وزارة الخارجية بواشنطن وأظهر مستوى الازدراء الذي كان يتعامل به الأمريكيون مع محمد رضا بهلوي وهو الذي لم يرفض لهم طلبا …!

وهذا ما كتبته زوجته فرح في مذكّراتها كيف كان يدخل غاضباً إلى الغرفة ويخبرها أن الأمريكيين يتواصلون مع جنرالاته دون علمه، ويستخدمون طائراته العسكرية في حرب الفيتنام دون علمه أيضاً…!

لم يتوقّف التورّط الأمريكي عند هذا الحدّ، بل كشفت وثائق وزارة الخارجيّة الأمريكية التي نشرتها صحيفة مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية بعد مرور ما يقارب الـ64 عاما، تورّط وكالة الاستخبارات المركزية في الانقلاب الذي حصل بإيران عام 1953، وأدّى إلى الإطاحة برئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً آنذاك محمد مصدق.

الثورة الاسلامية الإيرانيّة شكّلت علامة فارقة في العلاقات الأمريكية الإيرانية، ورغم أن أمريكا ساندت الشاه في محاولات وأد الثورة وقتل الشعب الإيراني عبر إرسال الخبراء العسكريين أمثال الجنرال روبرت هايز، إلا أن الإمام الخميني رضوان الله عليه أكّد حينها استعداد إيران للاستمرار في بيع النفط لأمريكا ولكن بشروط صحيحة، محذّراً واشنطن من مغبّة الخداع والمكر مجدّداً. لكن وبعد حادثة اقتحام السفارة الأمريكية وخروج أرشيفها للعلن اتضح تورّطها في اغتيال العديد من رموز الثورة وتواصل السفارة مع العديد من الشخصيات الإيرانية لتكرار تجربة انقلاب 1953.

فشلت أمريكا في صناعة انقلاب جديد، لتنتقل إلى مرحلة الحرب العسكرية غير المباشرة عبر الدعم السياسي والعسكري اللامحدود لصدام حسين، والحرب الاقتصاديّة المباشرة التي ما زالت مستمرّة حتى كتابة هذه السطور.

وبعيداً عن بقاء الاتفاق النووي على أرض الواقع كما يفترض كونه اتفاقاً دولياً متعدّد الأطراف، لا يُلغى بخروج أمريكا منه، تجدر الإشارة إلى ما يلي :

*أولاً:* لا شكّ أن أمريكا ستكون أحد أبرز الخاسرين من هذا الانسحاب الذي عزّز من عدم التزامها بالاتفاقيات الدوليّة لدى الرأي العام العالمي، مقابل التزام إيران التام بحذافير الاتفاق، وفق عشرات التقارير التي صدرت عن منظمة الطاقة الذريّة، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة أن تستعد منظمة الطاقة الذرية لتخصيب إيران السلمي غير المحدود، وبالتالي سنشهد عودة سريعة للدورة النووية السلمية.

*ثانياً*: الهيبة الأمريكية التي اهتزت على الصعيد العالمي مع وصول المرابي ترامب إلى البيت الأبيض، ستتلقى ضربة قاسية اليوم جرّاء تهوّر ترامب الأخير، وبالتأكيد سيؤدي هذا الأمر إلى تداعيات في الملف الكوري لا تحمد عقباها نظراً للسمعة الأمريكية ذائعة الصيت.

*ثالثاً:* من الناحية القانونية، فالأمر يبدو أكثر سوءاً للنظام الأمريكي بشكل عام الذي لم تسمح له إيران بالدخول عبر أي تفصيل لاتهامها بنقض الاتفاق، ما يؤكّد أن قرار واشنطن لا علاقة له بالنووي الإيراني بل تصفية حسابات سياسية مع طهران، وفق بيان الخارجيّة الروسيّة، والذي هو أحد أبرز أسباب انتقاد الجمهوريين والديموقراطيين لقرار ترامب يتعلّق في هذا الشقّ.

*رابعاً*: الخسارة الإيرانية تتلخّص في عملية التأخير التي تمّت في العجلة النووية، إضافةً إلى بعض المنشآت التي عملت على تعطيلها كمفاعل أراك، لكن العلم النووي ما زال موجوداً، وهناك توجّه إيراني واضح لتعويض هذه الخسارة بقفزة نوعية توازي القفزة العلمية للجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة.

*خامسا*ً: نجح ترامب، وبجدارة، في ترسيخ صورة المكر والخداع الأمريكي في عقول الجيل الإيراني الصاعد الذي سمع بها وقرأها في كتبه الدراسيّة. كذلك، مقابل انكسار الهيبة الأمريكية، مقابل تعزيز للهيبة الإيرانية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهذا أحد أبرز أسباب فيلم نتن ياهو الأخير الذي شبّهه الإسرائيليون أنفسهم بـ “جيمس بوند”….!

*سادساً:* المعركة التالية مع طهران هي معركة اقتصاديّة بامتياز، نظراً للتبعات الكارثيّة لأي تحرّك عسكري أمريكي في المنطقة، حيث سيعمد الامريكي إلى فرض المزيد من العقوبات على الشعب الإيراني، والعديد من الشعوب التي تتعاون مع إيران ولا تلتزم القرارات الأمريكية، وبالتالي على شعوب المنطقة أن تتحمّل تبعات فشل ترامب السياسي، اما إيران التي لم تثنيها العقوبات على مدى 40 عاماً من التطور، بل لها الريادة الإقليمية، فلن تكون عند “حسن ظن” ترامب ولا اتباعه الاوروبيين الذي لا يرجى منهم خيراً.

ختاماً، يبدو أن ترامب ومن خلال تصرّفه الأحمق قدّم خدمة كبيرة لإيران على المدى البعيد، رغم أنها لا تبدو كذلك على المدى القريب….

الرد الاكبر قادم لا محالة والعدو يدفع ثمن ترقبه وخوفه وسيقع الرد عليه كالصاعقة..!

الحمد لله الذي جعل اعداءنا حمقى.

بعدنا طيبين قولوا الله

 

قد يعجبك ايضا