معركة جنوب سورية القادمة / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 29/3/2018 م …
احد اهم مبادئ الهجوم هو تطويره في حالة الانتصار ،  واستثمار الفوز , وقد اعلن الروس من مركز مصالحة حميميم ان الجنوب هو الهدف القادم للجيش السوري وان قسماً من القوات  التي ستفرغ  ستتوجه للجنوب والقسم الرئيسي ستكون وجهته هي  ادلب وهي  خطوة تؤكد تطبيق هذا المبدأ ثم ان المسالة لن تقتصر على الجنوب بعد اصبح الحديث عن تحرير الجولان بصوت مرتفع  لكل محور المقاومة .



 سبق معركة الغوطة التي صاحبها تصعيد وضجيج اعلامي ودبلوماسي اميركي أطلسي  وتلويح بالتدخل العسكري  عالي المستوى   حدثين استراتيجيين حاسمين اولهما اسقاط الطائرة الصهيونية ال اف 16 وهي رسالة رادعة بممنتهى الوضوح والصراحة تفيد بامتلاك محور المقاومة وحلفاؤه قوة عسكرية رادعة وبان العدو الصهيوني فقد آخر اوراقه وهي تفوقه  الجوي والي غير رجعة على الاقل بالمدى المنظور .
اما الرسالة الثانية وهي رسالة ذات فضاء استراتيجي اشمل واكثر خطورة وردع وتأثير  وهي بمثابة زلزال سياسي عسكري وتحول ومنعطف تاريخي غير مسبوق وهي رسالة  الرئيس بوتين المنتخب حديثاً بنسبة  تفوق ال 76% اي بتفويض شعبي روسي شبه ساحق بخطابه الاخير الذي اعلن به ان روسيا تسبق الغرب بما يفوق ال 30 عاماً بالتسلح وبتقنيات الحروب والمعارك وامتلاك التفوق العسكري الرادع وبأنها سترد على عدوان نووي او صاروخي  ضدها او ضد حلفائها بمستوى يفوق العدوان .
اذا من المنطقي ان تكون الوجهة  السورية القادمة  هي الجنوب مستثمرين كما اسلفنا نصر الغوطة  واخراجها  كعمق عسكري وراس المثلث الممتد من التنف للسويداء للقنيطرة ،  بعد المصالحات التي جرى التوافق عليها بالجنوب  وبعد ما شهد عدد من التظاهرات واكبرها بمدينة انخل والتي تطالب بخروج الارهابيين وتعلن نهاية عهد البيئة الحاضنة لهم بعد انضمام اكثر من ١٨ بلدة لهذه المصالحات   .
تسقط العسكرية السورية وحلفاؤها  بالجنوب  الخطوط الاميركية الصهيونية الحمراء التي تطالب بابتعاد الجيش السوري لمسافة 40 كم تقلصت ل 20 ثم الى 5كيلومترات ثم رضوخ لللامر الواقع وهو الانتشار على طول الحدود مع الجولان المحتل وقد تجلى ذلك بمطالبة العدو الصهيوني باعادة قوات اليونيفل في اشارة لا تقبل التأويل على حسم المسالة ورعب العدو بسبب فشل الارهابيين  ونهاية انتشارهم  الذي كان يشكل منطقة عازلة على غرار دولة لحد في جنوب لبنان , كما يدرك العدو الصهيوني ان روسيا ستكون اول الداعمين لمعركة الجنوب برغم السيناريو الذي يجري اشاعته عن رفض روسيا ( السماح لسورية ) بخوض المعركة .
ان القوة الارهابية  الاكثر اعدادا وتسليحا وتحصينا هي لواء خالد الذي تعزز  بفلول داعش الفارين من البادية السورية لكنه يبقى قوة محدودة محاصر بلا عمق استراتيجي وعدم قدرته  على التزود بالاسلحة والمعدات والقوى البشرية التي اصبحت في حدها الادنى وقد اعلن الاردن موقفه الرسمي من معركة الجنوب بعدم نيته تمكين اي قوة عسكرية من التحشد على اراضيه وعدم نيته توريط  جيشه في العدوان على شعبنا السوري , في ظل توقف اميركا تدريب الارهابيين وتوجيه الجهود للمنطقة الشرقية كما ان القوات الاميركية محدودة وتعتبر نقطة ضعف وليس قوة بعد ارتباك تحالفاتها وتعقيدات ملف الشمال السوري  فالحليفيين الاميركيين الاكراد  يخوضون حرب استنزاف ضد  الأتراك الامر الذي يساهم في المزيد  من الارباك  لمخططاتها والعجز عن احداث تحولا ت استراتيجية ، كما ان السعودية ابدت تغيرا في سياستها تجاه سورية وتوقفت عن دعم الارهابيين في الغوطة وجنوب سورية .
يجد الاردن  نفسه خارج السياق  بعد بوادر  التخلي  الاميركي عن ملف الجنوب والتوجه الصهيوني للعب ومعالجة جبهته الشمالية الشرقية بعيداً عن الاردن ، الذي يصر على إغلاق البوابات الاردنية السورية كما صرح بذلك وزير الخارجية الاردني برغم انه يشهد بوادر معركة الجنوب في  الرد على خروقات الارهابيين بإطلاق قذائف شديدة القوة والفعلية والتأثير لاستنزاف الارهابيين وتوتيرهم هم وارباكهم كالتي شعر بها سكان اربد والرمثا الثلاثاء الماضي حيث عمل الجيش السوري على توجيه ضربة قاصمة لجبهة النصرة واحرار الشام بعد قصف روسي جوي وتدمير ٦٠٪؜ من قوتهم وأخرجتهم من درعا الى البادية الشرقية بعد تسريبات بطلب الاردن ذلك  من الاسد اثر تلقيه تحذيرات بنية السعودية   تحريض الارهابيين لاستهدافه.
معركة الجنوب قادمة وفتح معبر نصيب  سيشكل مشهداًاقليمياً من نوع جديد برغم التوقعات  للجؤ اميركا للتصعيد الدبلوماسي والاعلامي ووضع العالم على حافة الهاوية والتلويح باتهام سورية باستخدام  الاسلحة الكيماوية لكن هذه الوسائل اصبحت غير ذات مفعول ولم تعد تنطلي على احد والاهم العجز عن تطوير الاتهام لتدخل عسكري والضؤ الروسي الاخضر وتحفز المقاومة اللبنانية وايران لحسم الامر اياً كانت التبعات والمحاذير .

قد يعجبك ايضا