أكَّد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط أن قوى المقاومة في المنطقة قادرة ومستعدة للرد على أي اعتداءات إسرائيلية محتملة على أي جبهة من الجبهات، وأنَّ محور المقاومة قادرٌ على ضرب العدو الإسرائيلي في العُمق، وإصابته في مَقْتَل، خاصة في ظل تنامي استراتيجية “توحيد جبهات المقاومة”.
وأوضح الخبير اللبناني حطيط أنَّ العدو الإسرائيلي سيكون الخاسر الأكبر في أيِ معركةٍ على أيِ جبهةٍ يقدحُ شرارتها، وربما تكون “الحرب الأخيرة” التي تفكر “إسرائيل” فيها بالاعتداء على محور المقاومة أو أي بلدٍ عربي آخر، مستشهداً بتصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان الحرب القادمة «ستغيّر وجه المنطقة»، مشيراً -حطيط- إلى أن “إسرائيل” تعلم جيداً ما يعنيه هذا التعبير.

وقال حطيط “اعتقد أنَّ الحرب الذي تقدح “إسرائيل” شرارتها ستكون الحرب الأخيرة ونحن نتذكر ما قاله الأمين العام أنَّ الحرب المقبلة حرب شاملة ستغير وجه المنطقة ولا يعرف أحد مداها، و”إسرائيل” تعلم التغيير الذي يعنيه السيد نصرالله”.

وبين أن المقاومة تملك القوة الصاروخية النارية دقيقة الإصابة، وتملك القدرات القتالية البرية المحترفة الأداء، موضحاً أنَّ “المقاومة ومحورها مستعدّان لأيّ حرب تفرض عليها”.

واستبعد الخبير حطيط أن تشن “إسرائيل” حرباً على لبنان، لأسبابٍ عدة أبرزها، أن لبنان جاهز لأي مواجهة دفاعاً عن حقوقه، ولأنّ «إسرائيل» غير جاهزة لحرب غامضة الآفاق، وغير معلومة النهاية، ومجهولة الحدّة في شدة الاشتباك.

وذكر حطيط -وهو واحد من الضباط الذي شاركوا في ترسيم الحدود اللبنانية والتحقق من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000- أنَّ التصريحات الإسرائيلية المتعلقة في بناء الجدار والبلوك رقم (9) تهدف لأمرين اثنين، أولهما: البُعد الإقليمي للتصريحات الإسرائيلية، إذ تريد “إسرائيل” من وراء تلك التصريحات أن تثبت وجودها في المنطقة بعد تلقيها هزيمة على يد محور المقاومة في سوريا، قائلاً:“بعد الانتصارات التي حققها محور المقاومة في سوريا تريد “إسرائيل” أن تثبت وجودها وتقول للعالم وللمنطقة أنها لا زالت قوية وأنها لا تخشى المستقبل”.

أما الهدف الثاني للتصريحات المتعلقة ببلوك رقم(9)، فيتمثل في محاولة “إسرائيل” ابتزاز لبنان ونهب ثرواته في المنطقة الاقتصادية (860 كلم) من خلال الخديعة، وتتمثل في الآتي: تدعي “اسرائيل” ملكية البلوك رقم (9)، فيرفض لبنان الادعاء الإسرائيلي، فتطلب “إسرائيل” تحكيماً دولياً تكون الولايات المتحدة جزء فيه، تتدخل الولايات المتحدة وتعرض أن تتنازل “اسرائيل” عن بلوك 9 في مقابل تنازل لبنان عن 860 كلم.

وأشار إلى أن وحدة الشعب اللبناني شعباً ودولة ومقاومة ستفشل المخططات الإسرائيلية لقضم الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أنَّ العامل الذي ساهم في إفشال المخطط الإسرائيلي هو الوحدة اللبنانية في ردِ الاعتداءات، واتخاذ الدولة والمقاومة مواقف صلبة، وجهوزيتهما لصد أي اعتداء على السيادة اللبنانية.

وجدد استبعاده لنشوب حرب بين لبنان و”إسرائيل” نظراً لجهوزية لبنان للمواجهة دفاعاً عن حقوقه، ولأنّ «إسرائيل» غير جاهزة لحرب غامضة، مشيراً إلى أن ذلك يتضح من الرسالة التي نقلها المبعوث الأمريكي من “إسرائيل” إلى لبنان “أن “إسرائيل” لا تريد تصعيد الموقف”.

وعن توحيد “جبهات المقاومة”، قال: واحدٌ من الأسباب التي تردع “إسرائيل” في التفكير بخوض حربٍ جديدة في المنطقة هي تنامي استراتيجية وفكرة توحيد الجبهات لدى محور المقاومة”.

وأضاف: “إسرائيل” تعتمد في حروبها على استراتيجية فَرِّق تَسُدْ، واعتمدت على تلك الاستراتيجية لفترة قريبة للنيل من الجبهات (..) “إسرائيل” لا تستطيع أن تشاغل جبهات متعددة في آن واحد، والطرح الذي تناقشه فصائل المقاومة والذي دعا إليه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن توحيد الجبهات يؤرق “إسرائيل” لعملها أنها ستتكبد خسائر فادحة.

ويعتقد حطيط أن محور المقاومة لن يعطي ولن يسمح لـ”إسرائيل” بالاستفراد في أي جبهة على حدة، “اعتقد أنها إذا ما فتحت حرباً في الشمال ستجد من يردعها في الجنوب، وإذا ما فتحت حرباً في الجنوب ستجد من يردعها في الشمال”.

وعن تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي أن محور المقاومة لن يسمح للكيان بشن حروب جديدة في المنطقة، قال “إيران ترتكز في مثل تلك التصريحات على تماسك وقوة المقاومة بناءً على الإنجازات التي تحققت في سوريا”.

وذكر حطيط أن الإنجازات التي حققها حزب الله وايران في سوريا أسست لقواعد اشتباك ومعادلات إقليمية جديدة، أقلها توازن الردع، قائلاً: “ايران عندما تتحدث بتلك الطريقة فهذا يعني أنها تمتلك رصيداً قوياً لما تقوله وما تقوم به”.

ويرى أن المنطقة دخلت عصراً جديداً مختلفاً عما كان قبل سنوات شعاره “محور المقاومة المتماسك، القادر على فتح جبهات متعددة ومشاغلة العدو الصهيوني في آن واحد، والقادر على تحقيق مكتسبات جديدة في أي حرب مع العدو”.

وفيما يتعلق بـ”انتفاضة القدس”، قال: الضفة المحتلة والانتفاضة هي بارقة الأمل في المحافظة على فلسطين واجهاض صفقة القرن، لأنه مهماً كان محور المقاومة قوياً ومتماسكاً ويمتلك قدرات فإنه بحاجة إلى عنصر فلسطيني داخلي خاصة في الضفة حتى يرفده بالقوة اللازمة لزعزعة المشروع الصهيوني”.

ويرى حطيط أنَّ انتفاضة القدس “عبارة عن كرة لهب متدحرجة بدأت تكبر وستحقق إنجازات كبيرة قد يكون منها اقتلاع المشروع الإسرائيلي في الضفة المحتلة، وإجهاض صفقة القرن”.