الغوطة الشرقية ومعركة الوعي / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 1/3/2018 م …

تعمل الماكنة الإعلامية المدارة اميركيا والممولة خليجياً  على ادارة معركة  الوعي وتوجًًًًًِههُ للوجهة التي تصب في صالح العدوان ضد شعبنا السوري ودولته الوطنية ،




وبسبب غياب الوعي والقيادات السياسية يشكل الاعلام وجهات النظر ومواقف المتلقين ،   وَمِمَّا يثير الدهشة والاسى هو صمت ذات الجماهير والقوى عند ارتكاب اميركا وعملائها وادواتها المجازر في اليمن والعراق ،  وغزة ،   وسورية ذاتها ،  فلا يمضي اسبوع دون ان ترتكب اميركا  مجزرة في العراق ،  وسورية ،  او ترتكب السعودية يوميا مجازر في اليمن ، او يفعل العدو الصهيوني ذلك بشعبنا الفلسطيني بغزة والضفة الغربية .

لقد صرح رئيس الوزراء القطري قبل فترة وجيزة بمنتهى الوضوح والصراحة والاستخفاف بتبعات التصريح وبالقوانين والاعراف الدولية وحتى بالمعايير الانسانية حين تحدث عن مؤامرة تحاك ضد شعبنا السوري ودولته الوطنية وأورد أرقاما مالية انفقت في هذا السبيل لو انفقت في معركة البناء والتنمية لحققت ازدهاراً ونهوضاً وتنمية عربية وطنية تجعل وطننا العربي  في مقدمة العالم .

لقد  فاق الرقم ١٣٧ مليار دولار ووضعت من ضمنه أثمان لشراء ذمم العسكريين والمدنيين السوريين وكان رقم شراء رئيس الوزراء السوري الذي خان وطنه ودولته ٥٠ مليون دولار “حسب حمد ” .

لقد أعلن العدو بمنتهى الوضوح والصراحة عن دعمه لفصائل الارهابيين واستقباله لجرحاهم وتقديم العلاج لهم ، كما أعلن مرارا وتكراراً عداؤه لسورية وللعراق وللمقاومة اللبنانية والفلسطينية ولإيران  وأعلن بأن  هذه الدول هي  الخطر الحقيقي عليه وبأنها عدوه المباشر كما أعلنت واشنطن ذلك  .

 أعلنت اميركا بانها من يقف خلف تشكيل  الارهاب الوهابي التكفيري وكانت تصريحات كلينتون وترامب الاكثر وضوحاً وصراحة في هذا السياق .

كان  مصدر تدفق الارهابيين الذي فاق عددهم  ١٥٠ الف ارهابي من مما يزيد عن ٨٥ دولة  الحدود الشمالية  لسورية اي تركيا الاداة الاميركية والقوة الثانية في  الناتو والحليف الصهيوني الوثيق ،  والاردن الذي يقوم بدوره الوظيفي في سياق المشروع الاميركي  .

كانت الأهداف الاميركية المعلنة ولا زالت هي  :

تفكيك الدولة الوطنية السورية وحل جيشها واخراجها من محور المقاومة ومن عمقها العربي اسوة بالعرق وليبيا ومصر ومنظمة التحرير والاردن .

الحاقها بحظيرة التبعية لصندوق النهب والبنك الدوليين وانهاء استقلالها الوطني السياسي والاقتصادي ونهب ثرواتها الوطنية وحرمانها من البحث العلمي والتقدم التقني والإنتاج  .

كسر تحالفها مع العراق ولبنان وايران وخلق كيان عازل بينها وبين العراق واقامة كيان كردي في شمالها الشرقي يكرس إغلاق الحدود العراقية السورية ويضعها بين فكي كماشة ؛  العدو الصهيوني من الغرب  ، والكيان الكردي من الشرق .

منعها من تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية  والعراقية واللبنانية وكشف حدود المقاومة اللبنانية الشرقية تمهيداً لتصفيتها  لاستباحة لبنان وتفكيكه وسرقة  ثرواته الوطنية وفي مقدمتها الغاز المكتشف في بلوك ٨ و ٩ في سواحلها .

جعل سورية قاعدة لتصدير الارهاب لاوراسيا تمهيدا لتفكيك الاتحاد الروسي والإمساك بأوراسيا وامتلاكها .

تحقيق الامن للعدو الصهيوني تمهيدا لاعادة إنتاجه كقوة اقتصادية تبتلع اقتصاد  الوطن العربي   وتحقيق حلم اسرائيل  الكبرى .

ان معركة الغوطة هي نسخة اخرى لمعركة حلب  بفارق انها تجرد  أركان العدوان من اخر ورقة وسلاح يهدد العاصمة والدولة  السورية ويعيد الامن لها   ويقطع الطريق على الخطة الاميركية لتقديم الدعم للارهابيين من قاعدة التنف ويفتح الافاق لتطهير الحدود الشمالية والجنوبيةوالشرقية  .

إشاعة الفوضى والخراب والدمار في سورية والوطن العربي للحيلولة دون تمكين المد النهضوي وبعث روح المقاومة والتورط في حروب وصراعات طائفية ومذهبية وإثنية الخ .

 المثير للدهشة حتى الوجع ان الماكنة الإعلامية والدينية لا زالت تشكل وعي الجماهير والقوى المتنوعة التي تتسابق للتعاطف مع ضحايا ” الغوطة ” التي تحترق ولا ينبسون ببنت شفة لضحايا اليمن وغزة والعراق وليبيا وسورية ومصر  الخ  برغم كل الحقائق اعلاه والتي تحتاج فقط لمكانة اعلامية ومنابر لإيضاحها وإيضاح  حقيقة ما يجري .

عند غياب الوعي السياسي يفوق  خطر الاعلام خطر البندقية والمدفع والطائرة ، ان قوى التحرر مطالبة بايلاءهذا القطاع اهمية قصوى لمواكبة الجهد العسكري  والسياسي والدبلوماسي  .

قد يعجبك ايضا