ذاكرة المواطن … وذاكرة الحكومات ! / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الإثنين 19/2/2018 م …




لقد اثبت العديد من الباحثين بأن الذاكرة البشرية متغيرة وتعيد تشكيل مكوناتها وتغيرها مع كل ذاكرة جديدة وان الذكريات والمعلومات يصبح تذكرها أسهل عندما يتم تكرار استرجاعها بينما الذكريات المهملة التي لا يتم استرجاعها تخفت وتنسى ، والذاكرة ليس لديها مساحة محددة بحيث اذا امتلأت فانه لا يمكن اضافة اي شيء جديد عليها ، ففي الحقيقة فان الذاكرة عند تعاملها مع المعلومات يتم ربط كل معلومة بسابقتها من المعلومات المتعلقة بها وبمجالها وبنفس الموضوع ، وعملية الربط هذه تنتج مساحات جديدة في الذاكرة وبهذه الطريقة وبالتالي تصبح لذاكرتك مساحة اكبر كلما زودتها بالمعلومات واصبح لديك قدرة اكبر على ربط المعلومات بعضها ببعض .

والاداء هو ما نستطيع ملاحظته وقياسه اثناء عملية التعلم من الدروس المستقاة من القوانين والقرارات والانعكاسات السلبية على كل قانون او قرار حتى تتم عملية التقييم والمراجعة بشكل سليم ، ومدى إلحاقه اضراراً مادية او عينية على الاخرين ، كما هو الحال عندما تتخذ الحكومات المتعاقبة قوانين وقرارات وتشريعات تثقل كاهل المواطن ، فانها تتناسى ما اخذته سابقاً من نفس القوانين كزيادة في الضرائب او رفع الاسعار ولا يرتبط بذاكرتها اي شيء من ذلك ولا الانعكاسات السلبية التي ترتبت على ذلك ، لا بل تزيد من مساحة اجراءاتها المتعلقة بهذا الخصوص ، بينما نجد ان المواطن يربط هذه المعلومات بعضها ببعض عندما يسترجع كافة الاجراءات التي تمت بهذه الزيادات بالاسعار والرفع بالضرائب ، كونه المتضرر من ذلك كله خاصة لمن دخله محدود ومسؤولياته متزايدة والمتغيرات مستمرة من حكومة الى اخرى ، وهذا الخلط يجعلنا نتعلم بشكل ان الوضع يزداد سوءاً اذا ما جمعنا من ذاكرتنا حجم الزيادات ومدى تراكمها من حكومة الى اخرى وبشكل تصاعدي ومدى الفترات الزمنية بين كل قرار وآخر ، نجد انها على شكل زردات العامود الفقري للمواطن الى ان وصل الى المرحلة الاخيرة من طاقته التحملية فهل الحل ان نقلل من قدراتنا على التفكير والادراك لما يجري ام انها صعوبات مرغوب فيها لانها صعوبات اصبحت تتطلب مجهوداً ذهنياً وفكرياً اكبر من غيرها ليستطيع المواطن التأقلم عليها ومعها ، ويضعها في استراتيجية عمله وحياته المعيشية في ظل بيئة متغيرة وفي ظروف غير ثابتة وغير متوقعة ، وهل هذه الاجراءات الحكومية المتعاقبة اختبار وامتحان لقدرة المواطن على التحمل ام اختيار لمدى ولائه وانتمائه لقيادته ووطنه فالذاكرة البشرية ديناميكية في انتاج المعلومة ومثال على سوء التخطيط الغير مرتبط بقرارات الحكومات المتعاقبة ، هو عندما يقدم المواطن على شراء شقة بالاقساط او سيارة فانه يدرس ذلك مالياً على ضوء دخله وما سيتم اقتطاعه شهرياً ، والمصيبة الكبرى عندما تتخذ الحكومات المتعاقبة قرارات وزيادة الضرائب مما ستزيد من حجم الاقتطاع الشهري من دخله وراتبه المالي الشهري تدريجياً ليجد نفسه امام واقع مرير غير قادر على الالتزام بالسداد ليدخل في اجراءات حجز تعثرية حجز على الشقة وعلى السيارة وهكذا وهذا ما يحدث حالياً لو قمنا بعمل دراسة ميدانية على نسبة الحجوزات والتعثرات للمواطنين جراء الزيادات الغير مدروسة وقتاً وزماناً ، لوجدنا النسبة كبيرة جداً وهذا ما لا يحمد عقباه فهل هذه الامور تأخذ بعين الاعتبار ام يتم صرف النظر او غض النظر عنها .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]   

 

 

قد يعجبك ايضا