تطابق إستراتيجية ترامب مع الإستراتيجيين الإسرائيلية والسعودية ..بقلم د. غازي حسين

تطابق إستراتيجية ترامب مع الإستراتيجيين الإسرائيلية والسعودية 

د. غازي حسين




عمان 12 شباط 2018 ، الأردن العربي

أطاحت الدول الغربية بالاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي  وحلف وارسو، وجعلت من دول أوروبا الشرقية التي كانت مؤيدة لموسكو معادية لروسيا الاتحادية،  وعملت الولايات المتحدة بزعامة مجرم الحرب بوش الابن على إقامة شرق أوسط جديد ، تكون فيه إسرائيل بمثابة القائد والحكم والمركز وتصفية قضية فلسطين .

وقررت إسرائيل واللوبيات اليهودية ويهود الإدارات الأمريكية والدول الغربية وأتباعهم من الأمراء والملوك العرب والطاغية المخلوع حسني مبارك القضاء على الدول العربية الوطنية المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والمؤمنة بعروبة فلسطين، وحاولت إسرائيل واليهودية العالمية والمجنون التوراتي  والتلمودي جون بولتون وبول فولفوفيتش ورتشارد بيرل جر الولايات المتحدة بعد غزو العراق وتدميره بأكذوبة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، وتوجيه القوات الأمريكية إلى سورية لتدميرها بالجنود والأسلحة الأمريكية بزعم أنّ العراق خبّأ أسلحة الدمار الشامل النووية في سورية، وذلك كعادة اليهود في الكذب ، وهم أساتذة كبار في فن الكذب  وصنع الأكاذيب وترويجها .

ورفع يهود الإدارة الأمريكية في عهد مجرم الحرب بوش شعاراً لتصفية قضية فلسطين نصّ حرفيّاً : “دمروا العراق وأضعفوا سورية وإيران فيركع الفلسطينيون” .

واستغل الرئيس بوش أكبر كذّاب ظهر في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان للتدمير، ولم يستهدف السعودية وبقية دول الخليج التي تفتقد إلى أبسط مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة لاستعدادهم تمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين حفاظاً على عروشهم ومقابل نهب الولايات المتحدة للنفط والغاز، وتحقيق الاستراتيجية الإسرائيلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وعروبة فلسطين.

وكانت السعودية وراء إنشاء القاعدة وطالبان (لمحاربة الجيش السوفيتي في أفغانستان) وداعش والنصرة والمجموعات الوهابية التكفيرية الأخرى، وفجّرت الولايات المتحدة ما سُمّي بالربيع العربي  ليس ضد السعودية التي يعاني شعبها العربي من استبداد وقمع وتبديد الثروات الهائلة ، وإنما لاستهداف سورية المتمسكة  بعروبة فلسطين والداعمة لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والمتمسكة بحقوق شعبها وأمتها .

وغزا حلف الناتو ليبيا بطلب رسمي من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وبدعم من قوات الإمارات وقطر ، وأسقطت واشنطن الطاغية مبارك وجاءت بجماعة الإخوان للحكم في مصر وتونس والمغرب ، وأصبحت جامعة الدول العربية أداة بيد السعودية وقطر والإمارات لتمرير المشاريع الأمريكية والإسرائيلية ، وأرسلت الدول الغربية والخليجية وتركيا حوالي /360/ ألف إرهابي للإطاحة بالدولة السورية ، كما فعلوا في العراق وليبيا واليمن ، ولكنهم فشلوا بتحقيق هدفهم الشيطاني بتضحيات وبطولات الجيش العربي السوري وبدعم من حزب الله وإيران وروسيا الاتحادية .

وروّج المتصهينون والمتأمركون من القيادات الفلسطينية والعربية بعد فوز المتهوّد والمتصهين والأهوج ترامب أن السياسة الأمريكية تحكمها المؤسسات وليس الأفراد ، وأنّ ترامب لا يستطيع تغيير الثوابت الأمريكية وكأنها في صالح الشعب الفلسطيني المظلوم، وتحدثوا عن الفرق بين تصريحات الانتخابات الرئاسية وبين تصريحات ومواقف الرئيس وذلك انطلاقاً من مصالحهم الشخصية وللمحافظة على التمويل الذي يتلقونه من الدول المانحة،  ولكن ترامب وجّه لهم صفعة قوية عندما أعلن فور انتخابه ” أنّ دول الخليج مجرد خزائن للمال ولا تستطيع أن تعيش يوماً واحداً بدون الحماية الأمريكية وعليها دفع ثمن الحماية الأمريكية ” .

وظهر حتى الآن أنّ الكذّاب نتنياهو يتلاعب بالمهووس  والأهوج  والمتهور ترامب كما كان يتلاعب بكلينتون وأوباما ، لأنّ اللوبيات اليهودية ويهود الإدارات الأمريكية جعلت نتنياهو في الكونغرس الأمريكي أقوى من الرؤساء الأمريكيين وأقوى من نتنياهو في الكنيست .

ويعمل نتنياهو على زج أمريكا في مواجهة إيران كما زجّ الموساد والليكوديون الأمريكيون مجرم الحرب بوش في الحرب العدوانية على العراق ، واعتبر في المؤتمر الصحفي مع ترامب الاتفاق النووي من أسوأ الاتفاقات ، وقال إن تحالفنا قائم على مصالح وقيم مشتركة ، أي تتطابق الاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية في معاداة الشعب الفلسطيني  والأمة العربية والعروبة والإسلام ومبادئ القانون الدولي .

وتحدّث ترامب في أول مؤتمر صحفي مع نتنياهو وتراجع عن حل الدولتين واعتبر الاتفاق النووي واحد من الاتفاقات السيئة ، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم التنازلات  أي الجلّاد والمغتصب المحتل  الإسرائيلي والفلسطيني ضحية الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والإمارات والممالك التي أقامتها بريطانيا .

ذهبت وعود أوباما التي تلقّاها العرب أدراج الرياح ، وتلقّت إسرائيل منه أضخم المساعدات العسكرية والأمنية وأغدق عليها الأموال الضخمة.

وأكّد ترامب أن العلاقات مع إسرائيل قبل ترامب شيء وبعد ترامب شيء آخر مجسّداً  بذلك انحيازه المطلق للعدو الإسرائيلي ، ويعني هذا الكلام تبنّي الموقف الإسرائيلي  من قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني، وإطلاق يد إسرائيل المغتصبة للأرض والحقوق والمياه والثروات الفلسطينية والسورية واللبنانية وفي كل فلسطين التاريخية بما فيها القدس بشطريها المحتلين لتتحكم بالمفاوض الفلسطيني الضعيف والهزيل والمروّض  والمخصي لكسر إرادته وإملاء مخططاتها عليه لتصفية القضية .

ويعني هذا أن تفعل إسرائيل بالفلسطينيين والسوريين  واللبنانيين ما تريد وما تشاء بما فيها تبادل أراضي في القدس وشاطئ بحيرة طبريا ، ونقل السفارة الأمريكية والقضاء على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم .

ويشكّل ترامب خطراً على جميع بلدان الشرق الأوسط وعلى أوروبا وعلى البشرية جمعاء، ووضع العالم على أبواب أزمات عالمية ربما تقود إلى حرب عالمية ثالثة ، واستخدام السلاح النووي الأمريكي فيها كما حدث مع اليابان بعد استسلام ألمانيا النازية،  وتتطابق مواقف ترامب من فلسطين وإيران وسورية وحركات المقاومة مع موقف الفاشي  والكذّاب نتنياهو أي مع مواقف العدو الإسرائيلي ، لذلك تؤكّد إسرائيل أنّ عملية التطبيع مع السعودية وبقية دول الخليج والمملكة الهاشمية مضت إلى الأمام ، وتم القفز عن قضية فلسطين، ويخطط العدو بالاستقواء بالنظام الرسمي العربي على المفاوض الفلسطيني لحمل قيادتي فتح وحماس على توقيع الحل النهائي لقضية فلسطين ، ويعلن محمود عباس استعداده للانخراط مع إدارة ترامب  للتوقيع على الحل النهائي ، وأصدرت حماس وثيقتها المعدّلة وتخلّت فيها عن زوال إسرائيل وعن فلسطين التاريخية لتحقيق التوافق مع قيادة فتح والانخراط في مبادرة ترامب وإدارته اليهودية  لتصفية القضية وإنهاء الصراع ، فالحل الأمريكي – الإسرائيلي _السعودي القادم يأتي ضمن منظومة إقليمية جديدة تتضمن تفاهمات بين إسرائيل والدول العربية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لتهويد كل القدس وتصفية قضية فلسطين وهرولة جامعة ابو الغيط لتطبيع العلاقات وانهاء الصراع وتوجيه التحالف الشيطاني الجديد ضد حركات المقاومة وسورية وايران .

قد يعجبك ايضا