( هل قاعدة الحميميم و طرطوس ، إستعمار من نوع جديد ؟! ) .. بقلم د . بهجت سليمان
اتفاق القاعدتين معلنة موادها ولا بنود سرية
* بقلم : د . بهجت سليمان
الأردن العربي ، 23 ك2 ـ الأردن العربي ( خاص )
( هذا سؤال سألني إياه ، أحد الأصدقاء ) :
*** وكان جوابي له ، كما يلي : ***
1 – هذه القاعدة – أو القاعدتان – في الحميميم وطرطوس ، هما أخفُّ وطأةً وشروطاً ، بكثير ، من القواعد الأمريكية في اليابان وألمانيا .
2 – ونحن في سورية مستهدَفون من الأعراب والأغراب ومن صهاينة الخارج والداخل ..
ولذلك نحتاج إلى حليف نشدُّ أزْرَنا به ، لكيلا يجري الإستفراد بنا من المحور الإستعماري الأطلسي الجديد .
3 – و أما وصف ” القاعدة الإستعمارية ” ، فينطبق ، عندما يصادر أصحابُها قرارَكَ السياسي والاقتصادي والمالي والعسكري والأمني والدبلوماسي ، كما هو حال الأمريكي مع أوربا واليابان ومع أعراب الخليج وباقي المحميات ” العربية ” .
4 – وأما في سورية ؛ فلا علاقة للروسي بالقرار السياسي السوري ، ولا العسكري ولا الإقتصادي ولا المالي ولا الدبلوماسي ولا العسكري ولا الأمني .. بل يلتزم بما نطلبه منه في ما يخصّ أمن سورية الوطني.
5 – وسيبقى الروسي موجوداً ، طالما أن مصلحة سورية وأمنها الوطني ، يستدعيان بقاءه ..
وعندما تنتفي المصلحة الوطنية السورية ، سيطلب من الروسي الرحيل خلال عام واحد ، كحد أقصى ، بموجب الإتفاقية ..
6 – ولكن هناك مصلحة عليا مشتركة ، في المدى المنظور ، بين الروسي والسوري ، تقتضي وجود قاعدَتَيْ الحميمم وطرطوس ..
7 – و قد جرى إعلان تفاصيل الإتفاقية في الإعلام ، لأنّه ليس هناك بنود سرية في الإتفاق حول تلك القاعدتين ، وليس لدى القيادة السورية ما تُخَبِّئه أو تخجل منه أوتخشاه .
8 – وبالمناسبة،فإن الغاية من حملات التشكيك المسمومة المتلاحقة، بالأصدقاء والحلفاء الروس والإيرانيين،هي الإستفراد بسورية وبشعبها وبأرضها وبجيشها وبأسدها ..
من خلال خلق هُوّة عميقة مع أصدقائها وحلفائها ، بغرض استبعادهم وإبعادهم عنها وإبعادها عنهم ، وصولاً إلى ترك سورية وحدها في مواجهة هذه الحرب الكونية المتواصلة عليها ..
و وصولاً إلى القدرة على تمزيق سورية وتفتيتها وإخراجها ، للأبد ، من التاريخ ومن الحاضر والمستقبل .
9 – وعندما يقال بأن روسيا ليست جمعية خيرية وبأن لها مصالح ، فهذا صحيح ..
* ولكن المشكلة أن البعض لا يُفرّقون بين المصالح المشروعة ، والمصالح غير المشروعة..
* ولا يُفرّقون بين المصالح المشتركة ، والمصالح المتناقضة..
* ولا يُفرّقون بين مصالح الصديق التي تكون في خدمة مصالح شعبك ودعمه ، ومصالح الخصم أو العدو التي تكون على حساب مصالح شعبك و تهدف للهيمنة عليه وإلى مصادرة قراره وإلغاء سيادته .
10 – والمشكلة العويصة الأخرى ، أن النظام العربي الرسمي ، يعمل ضد مصالح شعوبه ، ولصالح الزُّمَر السياسية الحاكمة المأجورة التي تتخادم مع أعداء وطنه ..
و لذلك يعادي النظامُ العربي أيَّ دولة عربية تعمل لمصالح شعبها ، ويعادي أي دولة إقليمية أو عالمية تتناغم وتتتكامل مصالحها مع مصالح الأمة العربية والشعوب العربية ..
بل و يتهافت النظام العربي الرسمي ، للإلتحاق بأعداء الأمة والشعب ..
وإذا كان ملوك وأمراء وشيوخ الكاز والغاز ومخاتير الأنظمة ” العربية ” الملحقة ب” العم سام ” المُسَمَّون ” ملوكاً و رؤساء ” ، يعملون ضد شعوبهم وضد حقوقها ومصالحها وطموحاتها ..
فليس من حقهم مطالبة زعماء الدول الأخرى أن يقلدوهم و يقتدوا بهم ويفرطوا بحقوق ومصالح شعوبهم ، كما فعلوا هم ويفعلون .