دانة زيدان: برنامج صح النوم.. هل يفيق الباحث المطبع حسين حسن من نومه؟ قناة أبو ظبي توظيف ذكي للترويج للضريبة المضافة.. إسراء الجعابيص جمال فلسطيني وبشاعة “إسرائيلية”

Dana-zidan-ver-new-400x300

دانة زيدان ( الأردن ) السبت 13/1/2018 م …




تدعوك بعض البرامج للتساؤل عن المعايير التي تعتمدها في اختيارها ضيوف حلقاتها، وعن التسميات التي يطلقها الضيوف على أنفسهم أو تطلقها القناة عليهم. مثالاً على ذلك استضافة برنامج “صح النوم” والذي يُعرض عبر قناة “LTC” المصرية لحسين حسن الذي جرى التعريف عنه كباحث في الإتحاد المصري لحقوق الإنسان، والذي أثبت في الحلقة أن لا علاقة له لا بالبحوث ولا بحقوق الإنسان.

ناقش البرنامج قبول الأستاذ الجامعي سعد الدين إبراهيم دعوة من الإحتلال لإلقاء محاضرة في جامعة تل أبيب، قوبلت برفض من الشباب الفلسطيني الذي قاطع المحاضرة مبدياً سخطه، ورفضه للممارسات التطبيعية مع الإحتلال. برر الضيف حسين حسن الأمر بالقول بأن من حق سعد الدين زيارة أي مكان يريده كون الحكومة المصرية تعتبر “إسرائيل” دولة صديقة، ليقوم بعدها بمهاجمة الطلاب الفلسطينيين الذين يتلقون تعليمهم في جامعة تل أبيب، مشككاً بوطنيتهم كونهم يحملون جنسية “إسرائيلية”، ليتحول الحديث بعد ذلك لغزل علني للإحتلال الذي وصفه حسين حسن بالديمقراطي، والحضاري، متغنياً بالطريقة “الإنسانية” التي جرى إعتقال الطفلة عهد التميمي بها.

لا أعلم على أي أساس يجري التعريف عن الضيف على أنه باحث في الوقت الذي لا يستطيع التمييز فيه بين سياسات الدولة المصرية الرسمية، والرأي الشعبي العام، وبين الفلسطيني الأصيل صاحب الأرض الذي فرضت عليه الجنسية قسراً، وبين من يذهب بإرادته للتغني بديمقراطية كيان محتل. ثم في أي مجال من حقوق إنسان ينشط هذا “الباحث” إن كان يرى في الإحتلال -الذي لا يعرف أبسط حقوق الإنسان- ديمقراطية وتحضر ورقي ؟

أعتقد بأن على البرامج التلفزيونية احترام مشاعر، وعقول المتابعين، في اختيارها لضيوفها، فالأهم تقديم محتوى هادف يثري الحصيلة الفكرية للمتابع، لا يرفع من ضغط دمه!

***************

قناة أبو ظبي توظيف ذكي للترويج للضريبة المضافة

لفت إنتباهي في الأسبوع الماضي عرض قناة “أبو ظبي” سلسة من المقاطع القصيرة المصورة والتي توضح أسباب تبني الدولة للضريبة المضافة، وإنعكاساتها على المستقبل الإقتصادي لدولة الإمارات، والخدمات المقدمة من قبل الحكومة والتي ستذهب الضريبة بدورها لتغطية تكاليفها مثل العناية بالمرافق العامة، وصيانة الشوارع لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.

لا تتجاوز مدة كل مقطع الدقيقتين، إلا أن أسلوب إخراجه يشد المتابع، ويحمل في ذات الوقت رسائل تهدف لإشعار المواطن والمقيم بقيمة الضريبة، والفائدة العائدة منها، وشرح الأسباب التي دعت الحكومة لتطبيق هذا القرار لتنضم لقائمة تتألف من أكثر من 130 دولة تُفرض الضرائب فيها.

توجه إيجابي في الدولة أن يتم توظيف وسائل الإعلام المرئية لتهيئة المواطن على التكيف مع الأوضاع القادمة، والتفكير والعمل على توفير بدائل لمجابهة تبعات نضوب سلعة النفط التي جرى الإعتماد عليها لفترات طويلة كمصدر أساسي لإيرادات الدولة –وإن جاء متأخراً-.

**********

إسراء الجعابيص جمال فلسطيني وبشاعة “إسرائيلية”

تشتكي الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص لكاميرا قناة “الجزيرة” الحروق الظاهرة التي غطت جسدها، وأكلت أصابعها ووجهها، وفي الخلف تقف شقيقة الأسيرة التي تعاني أيضاً من حروق لكن في قلبها جراء العذاب التي تكابده شقيقتها في سجون الإحتلال.

مشاهد موجعة نقلتها قناة “الجزيرة” من منزل الأسيرة الجعابيص قبيل زيارة الطفل معتصم لوالدته للمرة الأولى بعد أن إنفجرت أنبوبة غاز كانت تنقلها في سيارتها مما أدى لإصابتها بحروق من الدرجة الأولى، لينتهي بها الأمر أسيرة في زنازين الإحتلال بدلاً من تلقيها العلاج والتأهيل اللازمين “بتهمة” التخطيط لعملية تفجير. تشرح شقيقة إسراء عن الكيفية التي جرى تحضير طفل الأسيرة فيها ليتقبل مظهر والدته الجديد بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي يزيد من سوء وضعها الصحي.

رافقت مذيعة قناة الجزيرة عائلة إسراء في طريقها لزيارة إبنتهم في معتقل هشارون، ونقلت محاولات طفلها إدخال بالون حمله كهدية لوالدته الأسيرة، قبل أن ينزعه الإحتلال منه كما نزع والدته من قبل، ويمنع العائلة بأسرها من رؤية إسراء بحجة نقلها للمشفى دون إبلاغهم مسبقاً.

ظهرت إسراء يوم الإربعاء مجدداً عبر قناة “الجزيرة” أثناء المحاكمة الصورية التي قضت بحبسها لمدة 11 عاماً وحين سؤالها عما إذا كانت تعاني من آلام رفعت يديها المحترقة لأعلى وردت: “وجعي مرئي”. هذا هو الإحتلال الذي ينعته حسين حسن “الباحث” المصري في “حقوق الإنسان” بالديمقراطي والحضاري، وكل الوجع والعذاب الذي تذوقه إسراء ليس سوى شكل واحد من أشكال بشاعة “الدولة الديمقراطية” التي تغنى بها حسين التطبيعي.

كاتبة أردنية

[email protected]

قد يعجبك ايضا