ما الذي جناه العراقيون” من ما يسميه البعض بالتحرير” ؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 7/4/2015 م …

تمر هذا اليوم الذكرى الثانية عشرة لجريمة كبرى ارتكبتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع بريطانيا  البعض يسميها تحرير العراق  وانما هي في حقيقتها تدمير لبنية البلاد والمجتمع  وليس تحريرا انه  تدمير ممنهج  تواصل  لاكثر من عقد من الزمن لم يشهد العراق  مثيلا له ولن يرى  الاستقرار  حتى هذا  اليوم.

لادفاعا عن النظام الذي كان يحكم العراق في السابق  والذي استهدفه الغزو الامريكي تحت اكاذيب  ومسوغات غير قانونية وليست موجودة  اصلا  فبركتها اجهزة  استخبارات البلدين لان ماحصل هو تدميرللبنية التحتية للعراق والاتيان بقطيع من ” النهمين والجشعين” ليتسلموا  السلطة في اطار دستور مرعب  ارتضاه هذا الجمع المتهافت على المناصب والمال  لنهب ثروات البلاد دون ان نرى معلما واحدا يسجل لهؤلاء اللصوص طيلة السنوات  التي مضت .

دستور تركز العديد من بنوده على تجزئة وشرذمة العراق وتقسيمه الى ” حكومات محلية” في اطار ما اسموه ” حكومات المحافظات” فقد تحول المحافظ الى حاكم بامره واخذ يبتز المركز في بغداد والامر من ذلك ان الكرد تم منحهم وفي اطار الدستور المفخخ وضعا خاصا  استثمرته ” المجموعة الحاكمة استثمارا يدرعليها بالمال والمناصب في وقت يعاني فيه الشعب الكردي مثلما يعاني شعب العراق في بقية محافظات الوسط والجتوب والغرب .

 اثنا عشرعاما مضى والعراقيون لم يلحظوا سوى ان ” الوزير الفلاني ” الذي ترك منصبه وقد فشل في اداء مهامه يحتل مركزا اخر بديلا  وان ” البرلماني” الذي اثرى بطريقة غير مشروعة وكان يراس لجنة اسمها” لجنة النزاهة” وبعد  اربع او ثمان سنوات يفقز ليصبح نائبا لرئيس الوزراء بدلا من ان يخضع للمساءلة   حين اصبح ” مليونيرا” بعد ان كان في عداد المفلسين”.

الكل يصيح هناك فساد مالي واداري وحتى ان بعضهم  وهو موجود في السلطة الحاكمة يتنقل من موقع ادنى الى موقع اعلى قدر المبالغ  المنهوبة من العراق بنحو 1000 مليار دولا خلال السنوات التي مضت لكن احدا لم يعر اهمية لهذا  الرقم المخيف مثلما لم يعر احد لرقم  ضحايا ” تحرير لندن وواشنطن” للعراق من البشر و الذي تجاوز حتى ضحايا الحرب التي نشبت بين العراق وايران  في الثمانينات بعدة مرات  بينهم اولئك الذين راحوا جراء  مسلسل المفخخات ” والعبوات الناسفة والتفجيرات الاخرى المتواصله ناهيكم عن التصفيات والقتل على   الهوية تلك الظاهرة التي شاعت  عقب الغزو والاحتلال.

ومنذ حزيران من العام الماضي وحتى يومنا الحاضر يواجه العراق  غزوا واحتلالا   ارهابيا  طال العديد من المحافظات والمناطق العراقية اعقب احتلال ” ماما امريكا” التي اغاضتها الدعوات التي تؤكد على انسحاب القوات المحتلة الامريكية من العراق وقد غادرت العراق من الباب لتدخل من شباك ” الدواعش” صنيعة “الانظمة المتواطئة مع المحتلين في المنطقة.

اثنا عشر عاما مضت والعراق يعيش اوضاعا كارثية على كافة الاصعدة “  الخدمات ” دون المستوى المطلوب ولن تنهض ” الكهرباء”  وغيرها رغم المليارات من الدولارات التي نهبت في عقود وهمية وكاذبة.

 البطالة تضرب اطنابها خاصة بين صفوف الخريجين ويقتصر التعيين على الذين يدفعون”   وبالاخضر ” فضلا عن حصر التعيينات بالجهلة والاميين من مزوري الشهادات الذين يعشعشون في دوائر الحكومة لانتمائهم الى ” الجماعات الحاكمة” التي توزع الحصص بينها كما توزغ السرقات  والغنائم بين ” السراق”.

 الجيش العراقي تلك  المؤسسة العسكرية العريقة جرى حلها واستبدالها ب” عناصر محسوبة “  على الجماعات المهيمنة على السلطة في اطار” مسمى الدمج” سيئ الصيت مما تسبب في انتشار الفساد في هذه المؤسسة العسكرية وقد برز” مصطلح الفضائيين” جراء ذلك وكانت اول نتائج  الفساد في المؤسسة العسكرية  العراقية  فضلا عن التامر الخارجي والداخلي هو ماحصل في الموصل وصلاح الدين والانبار وغيرها من  المدن  العراقية التي سيطر عليها الارهابيون ولازال  العراق يكابد من تلك المعضلة بعد ان سرقت الاموال المخصصة للجيش  العراقي في عقود وهمية مما حول الجيش الى ” اشبه بجيش محمد العاكول”.

 هناك الكثير من  الويلات والمصائب التي جلبها ” تدمير  العراق ” عام 2003 والذي يطلق عليه البعض ” من المنتفعين والمستفيدين  من ماساة البلاد وشعبها  تسمية ” تحرير” .

قد يعجبك ايضا