1000 عريس وعروس في عرس جماعي سوري … الفرح موجود رغم عمق الجراح … والعرس الأكبر يوم إعلان الإنتصار الكبير

دام برس : دام برس | الفرحة الخامسة تتوج الألف قلب ليجتمعوا عالحلوة والمرة



الأحد 3/12/2017 م …

الأردن العربي – غزل الموسى – اللاذقية :
أطرق السمع جيداً ودع قلبك يتبع النبضات فقد تعدت الألف نبضة، هنا تحت سقف المدينة الرياضية في اللاذقية لن تتوه ما دام الصوت يرتفع كلما اقتربت، اصغي بإمعان فتلك هي ألحان القوة عندما تعزف الفرح لتجسد أمامك بالألوان المموهة و الأبيض النقي قصة الحب في زمن الحرب.
بدخول مهيب زفّت مبادرة العرس الجماعي ” عالحلوة والمرة ” أكثر من ألف شابة وشاب من الجيش السوري وقوى الدفاع الشعبي من أسر الشهداء في أضخم عرس جماعي أقامته شركة سيريتل و مؤسسة أمانة الشهيد،  بعدد فاق الفرحة الرابعة بأضعاف، وبتجهيز استمر لأشهر عديدة يوضح علاء سلمور رئيس قسم الإعلام في شركة سيريتل لدام برس :” هذه رسالتنا لأسر الشهداء و جرحى الجيش فهم بالحق أمانة في أعناقنا، وعمِلنا جاهدين لتشمل هذه المبادرة العدد الأكبر من العرسان لتكون فرحتنا بهم مضاعفة لأن (سوريا بيلبقلا الفرح)”.


أما خلف الكواليس فقد ضجّ المكان بالابتسامات الخجولة و الأحاديث التي ستسمعها بمختلف اللهجات السورية، فمن ريف حلب جاء حسن وهو أحد جرحى الجيش مع هبة بعد أن سمعوا بالمبادرة وتواصلوا مع القائمين عليها ليحضّروا أنفسهم على مدى شهر كامل حتى لحظة وصولهم إلى اللاذقية قبل ثلاثة أيام من الفرح الكبير فلن يمر الأول من ديسمبر كأي يوم عادي، لأنه سيصبح عيد زواجهما، وسيحتفل معهم أيضاً يحيى وزهراء الذين أوقفوا تجهيزات عرسهم وفضّلوا أن تنضم باقتهم إلى الفرحة الأكبر “فهذا الفرح لكل سورية ” حسب تعبيرهم.


و لم يكن الشعور مختلف لدى منهل و رشا الذين أتوا من مدينة جبلة ليكونوا جزء من بهجة هذا العرس الضخم ” فربما نادراً ما  تحدث و يجتمع الجنود على فرحة كهذه” يقول منهل لدام برس أما رشا فقد وصفت هذه اللحظة بأنها كفيلة أن تمحي قلقها الذي ساد طيلة فترة معرفتهما ” مرت علينا فترات عصيبة لاسيما عندما أتاني خبراً عنه بأنه مخطوف، ولكننا الآن معاً وهذا يكفيني”.
لم يحتفل السوريين وحدهم بل كانت لبنان حاضرة سياسياً وفنياً لتهنئ جارتها بعرس أبنائها ” كنا ببضعة عشرات واليوم أكثر من ألف عريس و عروس و هذا يعني أن الحياة في سوريا تستمر وتتجدد” يوضح الإعلامي عباس ضاهر لدام  برس :” هذه الفرحة الخامسة  هي جزء من الانتصار و خصوصاً أن من نحتفل بهم اليوم هم نفسهم الذين انتصروا في الميدان على الإرهاب، فقد قطعنا المسافات لنكون معهم ونشارك بزَفّتهم بعد أن شاركنا في الحالة السورية ضد الإرهاب منذ عام 2011 كلٌّ بموقعه،و نحن اليوم هنا لنقول لهم هذا بعض من الوفاء الخجول وهذه إحدى محطات الفرح التي  سبقها الصمود والانتصار بمعاييره التي باتت تعطينا الأمل اليوم بمعالمها الواضحة”.


وكما كان للمحللين السياسيين وقفة مع الصمود السوري كان لهم وقفة في الفرح ليكون مدير مركز الارتكاز الإعلامي سالم زهران أحد المهنئين الذين حضروا من لبنان ليشاركوا في زفة العرسان حيث وضح لدام برس :” نحن نذهب إلى الحوارات السياسية لنكون اليوم هنا في هذا العرس الجماعي فالسوريين هم الأحق بهذا الفرح فقد  تحملوا من التعب كثيراً و جاء الوقت كي يستريحوا “.
لوح أهالي الجنود طوال الحفل بالعلم السوري الذي شدّوا عليه  طوال السنين السبع وضمدوا به ما نزف من جراحهم فقد كان الشريك في الحزن والفرح، ليحكي قصتهم العرض المسرحي “عرس النصر” الذي شارك  به مجموعة من الفنانين منهم بهاء اليوسف، محمود القصير، هالة القصير محمد قنوع، وسوسن ميخائيل، والفنان علاء زلزلي لتكون المشاركة اللبنانية أيضاً حاضرة في الجانب الفني.
لم يكن التنظيم ليغيب عن أي تفصيل في هذا الحدث الكبير لتكون شركة سيريتل حاضرة وأمامها الرقم 1000 في مجسم  يزين وسط القاعة التي لن   تستطيع البقاء فيها هادئاً لأنك ستحاول أن تبحث في نظرك مع العرسان عن أهاليهم بين الحاضرين ليشيروا لهم بأننا وصلنا إلى اللحظة التي سيجمعنا بها الرباط المقدس، و في حين كلٌّ لوّح لأقربائه بقي رجل كبير في السن يحاول أن يلوح لكل من بحث ولم يجد رد السلام ليدفعك بعدها أن تشاركه في الإيماءات لأن الفرح هنا أجبر صلة القرابة أن تغير تعريفها.

قد يعجبك ايضا