الغنوشى ، الدردورى ، حكاية لحم نتن / احمد الحباسي

احمد الحباسي ( تونس ) الأربعاء 29/11/2017 م …

” اللحم المنتن يرفدوه اماليه ” يعنى الثمرة الفاسدة ترجع لصاحبها ، هكذا أحسن الشيخ راشد الغنوشى توصيف النفايات البشرية و قطع الغيار الادمية التى  علمها لغة التكفير و دربها على حمل السلاح  و أرسلها الى سوريا مطعمة بحبات الكابتغون الشهيرة لتذبح الشعب السورى باسم ثورة تبين فى نهاية المطاف و بعد اكثر من ستة سنوات مرعبة و مؤلمة من الذبح و السلخ و الشواء و السحل انها كانت ثورة كاذبة و سببا مغلفا بالتضليل  لتمرير و تنفيذ مؤامرة  قذرة يراد من وراءها ضرب النظام السورى و ضرب المقاومة العربية و اذلال الشعب السورى و من وراءه بقية الشعوب العربية التى لا تزال على كراهيتها للصهيونية و الامبريالية العالمية ، المثير فى تصريح هذا الشيخ المشبوه أنه الوحيد الذى تحدث عن هذا اللحم النتن الكريه  وأنه الوحيد الذى يقبل أن يعود الى حضنه مهما اقترف من جرائم رهيبة و من تلطيخ لصورة الاسلام بالدم فضلا عن تلطيخ صورة و اسم تونس باسم الارهاب فى أول سابقة فى تاريخها الحافل بالأمجاد و الانتصارات .




أن تتنصل كل الاحزاب المدنية  من هذا  اللحم النتن و ترفض رجوعه  و تقبل حركة النهضة بالعكس  فهذا لوحده اتهام صريح و اعتراف غير مباشر  و ضمنى  يؤكد أنه ” بلد المنشأ ” كما يقال فى العرف التجارى و أنه من يقف وراء شبكات التسفير و أنه من يتحمل فساد البضاعة  ليقبل برجوعها  دون تعويض أو مساءلة عن أسباب رجوعها  ، نحن اذن أمام حالة اشتـباه قوية و قرينة قانونية تؤكد أن حركة النهضة  هى من تقف وراء شبكات التسفير  و من تقف وراء ما حصل لسوريا مع بقية الاطراف الخليجية و الغربية و الصهيونية المتآمرة على سوريا و على بقية الوطن العربى و نحن اليوم أمام ضرورة الحسم فى هذه المسألة الخطيرة و المهمة فى تاريخ الحياة السياسية التونسية و لذلك كان من المهم  أن تشكل لجنة برلمانية  للتقصى فى شبكات التسفير  لمعرفة الجهة الخفية التى تقف وراءها و من أين يأتى التمويل و كيف تم ارسال الالاف من الارهابيين الى سوريا و ما هى الاهداف الحقيقية و الجهات المشبوهة التى تقف وراء هذه المؤامرة البشعة التى تورط فيها الشيخ راشد الغنوشى و بقية حركته المشبوهة ، هذا مهم  لان هذه اللجنة المحصنة قانونا بحصانة النواب  بإمكانها  أن ترفع الستار عن حقبة سوداء من تاريخ تونس  كلفت هذا الشعب  خسائر كثيرة فى الاقتصاد و فى البشر  و فى المعنويات  و فى السمعة الدولية .

يبدو ان مرشد النهضة  قد ضحك كثيرا على التونسيين المغفلين الذين صدقوا كذبة  أنه تخلى عن المرجعية الدينية و الالتزام بالمرجعية الوطنية و هذه على فكرة طبيعة خبيثة لئيمة عند الاخوان و الشيخ لا ينكر التاريخ الذى يقول  أنه بايع الشيخ حسن الهضيبى زعيم الاخوان المسلمين على السمع و الطاعة و القبول و تنفيذ بروتوكولات الاخوان التى لا تختلف كثيرة عن بروتوكولات حكماء صهيون ، نقول هذا لان ما حدث “للشاهد” عصام الدردورى  أحد الكوادر الامنية التونسية  الذى توصل باستدعاء من رئاسة مجلس النواب لحضور جلسات الاستماع  التى تقوم بها لجنة تقصى الحقائق حول شبكات التسفير يندى له الجبين و يؤكد مرة  أخرى ان الحركة ليست مستعدة من البداية الى تحمل تبعات عملية التقصى و ما سينتج عنها من اتهام و محاسبة  و باتت مستعدة اليوم الى ” حمل السلاح ” من جديد لتهديد و اغتيال كل معارض أو شاهد أو طرف سياسى يعرب عن استعداده عن مد اللجنة بأقواله و بالوثائق التى يملكها  بحوزته فى علاقة بعمل اللجنة ، ما حصل للشاهد و هو ينطق بشهادته فى حماية قانون المبلغين عن الفساد و الارهاب يندى له الجبين  لان التهديد ، أعنى تهديد نواب لجنة الاستماع المنتمين لحركة النهضة ، قد كان صريحا و مباشرا  و عنيفا  قد أشعر  الشاهد بأنه ليس أمام لجنة استماع و نواب محترمين كما يحدث فى أعتى الديمقراطيات بل أمام بعض صعاليك الشارع  و مجرمى الحق العام .

نحن اذن أمام حالة  مستعصية على الفهم  لأنه لأول مرة فى تاريخ هذا الوطن المنكوب يكون هناك لحم نتن  يقول المتابعون أنه يستغل كل هذه المظاهرات و اعمال الشغب  المشبوهة التى تحدث يوميا فى الجنوب بإيعاز من حزب الرئيس السابق و من بعض الاطراف ذات العلاقة بالإرهاب و التهريب ليدخل للتراب التونسى و لحم نتن من نواب و اعلام و سياسى النهضة يسعى بكل الطرق بما فيها الترهيب و لم لا الارهاب  لقمع كل الاصوات التى تريد كشف المعلومات الخطيرة التى تؤكد ضلوع الحركة فى تسفير الارهابيين و خدمة أجندة صهيونية امريكية خليجية مشبوهة ، هذا الامر لا يمكن أن يستمر لأنه مضر بالوطن وبالاقتصاد بل بمستقبل الشعب التونسى  الذى اصبح ينادى فى سياق موجة المحاسبة التى تشرف عليها بصفة انتقائية و تسييس  لم يعد خافيا على أحد ما سمى بهيئة الحقيقة و الكرامة بمحاسبة هذه الحركة على ثلاثة سنوات مرعبة و لم لا العودة الى تاريخ انشاءها لمعرفة كل ما حصل من اغتيالات و تفجيرات و استعمال ماء الفرق و تدبير المحاولات الانقلابية و التخابر مع الخارج اضافة الى الانضمام الى حركة ارهابية خارجية فى تعارض مع واجب الولاء للوطن دون غيره من الجمعيات و الدول .

اللحم النتن الذى ارسله الغنوشى الى سوريا و يريد اليوم ان يغطى بكل الطرق على رجوعه دون محاسبة  لا يختلف كثيرا عن اللحم النتن السياسى الذى يحاول التعتيم على الموضوع باستعمال الاسلوب الارهابى العنفى الذى يميز علاقة الحركة بمعارضيها  و التغيير المعلن  الذى شكك فيه المجتمع التونسى غداة المؤتمر العاشر للحركة من الظاهر  أنها كذبة أفريل  سخيفة  لان الحقائق المكشوفة و الاسرار المسربة  تقول  بان الحركة مستعدة اليوم و فى سبيل البقاء فى الحكم و عدم التعرض للمحاسبة لإغراق البلد فى الدم ان لزم الامر و تمادت اللجنة فى الاستماع الى مثل الشاهد عصام الدردورى  او ارادت الخروج بنتيجة معينة تدين الحركة ، الضغوط و التهديدات الخفية و الصريحة  تسعى الى ضرب اللجنة من الداخل و ابعاد الشهود من الخارج حتى  تكون الحصيلة سلبية و تخرج الحركة المزعجة من أصعب مأزق وقعت فيه منذ انشاءها  فى الثمانينات ، المثير فى هذه المرة أنه لا أحد من نواب او مسئولى حزب النداء الذى طالما جعل من كشف الحقيقة حول شبكات التسفير شعارا رنانا فى حملته الانتخابية استنكر ما تعرض اليه الشاهد و لا أحد من معارضة الثلاثة ورقات المسخرة من الخارج لوح بكلمة و بالذات نائبة الوقاحة الدائمة سامية عبو .

بطبيعة الحال لن تخرج اللجنة بنتيجة مهما كانت طبيعتها و سيكتفى التقرير النهائى بتعويم المسألة و ابقاء التحقيق مفتوحا ضد مجهول لان كشف الحقيقة اليوم لم يعد يهم أيا من الاحزاب  الناشطة ى الحقل السياسى بما فيها حركة النداء و بقية ما يسمى بأحزاب المعارضة التايوانية الكرتونية ، يبدو أيضا أن الاتحاد العام التونسى للشغل و اتحاد الاعراف و بقية المنظمات الوطنية و منظمات المجتمع المدنى  و النواب المستقلين و اعلام  شارع محمد على  لا تستهويهم الحقيقة التى كشفت قبل  الاوان و بات كل طرف منهم يخاف ردة فعل عنيفة من حركة النهضة بإمكانها أن تضع الوضع الامنى فى البلاد على كف عفريت لذلك يمكن القول  ان دماء شهداء الوطن قد ضاعت  نهائيا و الى  الابد و تحللت فى مستنقع السياسة القذرة و لعبة الكراسى الهزازة و ان الغنوشى الذى قضى عمره فى محاولة  أخونة المجتمع التونسى لن ينكسر بسهولة و يتخلى على مشروع الاخوان المسلمين فى جعل تونس امارة اسلامية .

قد يعجبك ايضا