العداء العربى الايرانى / عمرو سمبل




 عمرو سمبل ( مصر ) الجمعة 17/11/2017 م …

عندما قررت امريكا عقد اتفاق خاص بالسلاح النووى الايرانى عام 2015 كانت تعرف جيدا ماذا تفعل،،،وقد افاضت واستفاضت التقارير الامريكة الصادرة عن مراكز الابحاث فى شرح النوايا الامريكية الحقيقية وراء هذا الاتفاق الهش فبسهولة يستطيع ترامب ان يلغيه كما استطاع اوباما ان يوقعه،،،ومنذ عقد ذلك الاتفاق استفادت امريكا استفادة قصوى فهى من ناحية اسالت لعاب الدول العربية لشراء السلاح بدعوى مواجهة الخطر الايرانى،،،و شجعت السعودية على المضى فى حرب اليمن لتجعل منها زبونا دائما لشراء السلاح بغض النظر عن ان ذلك تسبب باكبر كارثة بشرية عرفتها الانسانية فى السنوات العشر الاخير ،،،،وعقدت صفقات تقدر بمئات المليارات اخرها طبعا صفقة شراء منظومة THAAD الصاروخية المتطورة وقدرت هذه الصفقة وحدها بمبلغ 15 مليار دولار،،،،الهدف الثانى والاسمى والاهم هو تسليم العرب لإسرائيل، وانشاء حلف مشترك يقف اسما ضد الخطر الايرانى ولكن هدفة الرئيسى هو عقد اتفاقية سلام نهائية مع العرب ،،يتم فيها نزع سلاح حماس لتأمين جنوب إسرائيل والتخلص من حزب الله لتأمين شمال اسرائيل كذلك الاتفاق على نسيان حق العودة للفلسطينيين الذين هاجروا من ارضهم بتوطينهم فى بلاد المشرق العربى،،،كذلك التخلص من الدعاوى العربية بضرورة اقامة دولة فلسطين على حدود 67 باعتبار ان ذلك اصبح من التراث التاريخى العربى الذى لن تسمح به اسرائيل مطلقا….ولقد نوهت كثيرا منذ اكثر من عامين عن ذلك الحلف ولكن ربما لم يصدق احد ،،،والان اصبح ذلك الحلف حقيقة واقعة يتحدث عنها بنيامين نيتنياهو بكل صراحة ويتحدث عنها ايضا جادى ايزينكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بكل صراحة فى حوار خاص اجراه اليوم مع صحيفة ايلاف السعودية فى اول حوار من نوعه فى التاريخ لقائد صهيونى لصحيفة سعودية،،،وتحدث عن خطوة هامه وهى تبادل المعلومات المخابراتية مع الدول التى تسميها اسرائيل بالمعتدلة وذكر السعودية بالاسم باعتبارها زعيمة العالم العربى حاليا ( بعد تغييب العراق وسوريا وتحييد مصر).
الحقيقة ان هذا التعاون والتحالف لن يتم الاعلان الرسمى عنه الا مع توقيع الاتفاق الفلسطينى الإسرائيلى ( حيث يمكن اقناع المواطن العربى بعدها باهمية التحالف وبعدم جدوى اعتبار اسرائيل عدو تاريخى)….. (يجب هنا ملاحظة جولات جاريد كوشنير المكوكية المعلنة والسرية بين الرياض وتل ابيب سيتاكد من ذلك وهى تذكرنا بجولات كيسينجر المكوكية ايضا بين القاهرة وتل ابيب بعد حرب اكتوبر لعقد اتفاقيات فض الاشتباك الاولى والثانية )
من اجل ذلك سيتم التركيز فى الفترة القادمة على التسويق لايران على انها العدو التاريخى للعرب واستدعاء الخلافات التاريخية مثل الحديث عن المجوس والصفويين ،،،لاستبدال اسرائيل بايران فى عقلية المواطن العربى….مع التمهيد الذى بدا بالفعل على ان اليهود اصحاب دين سماوى وان الاسلام يامرنا باحترام العقائد الدينية للاخر،،لترسيخ نظرية السلام مع اسراءيل وترسيخ العداء مع ايران ايضا كى ينسى العقل العربى كلمة الصهيونية وكل ذلك من السهل تنفيذه بعمليات غسيل المخ الممنهجة التى يجيدها اليهود وسوف نطبقها نحن على العقل العربى….
هنا يكمن السؤال،،هل ستنجح عملية غسيل المخ فى التسويق للسلام الإسرائيلى، ،،ام ستفشل؟!!!!!

قد يعجبك ايضا