الغرب مأزوم ويكذب .. وعليه أن يرعوي

اضطهد الغرب اليهود مئات السنين وسامهم سوء العذاب ، حتى لم يخل يوما أو يكاد من ايام السنة لم يمارَس على اليهود نوع من الاضطهاد : مصادرة أموال أو قتل أو نفي أو سجن الخ في بلد ما من أوروبا ، ويشبهون هناك بالخنازير في ظهور الجبال كناية عن شراستهم وسوء محتدهم واكلهم السحت وعدم نظافة مصادر أموالهم ؛ طريقة وأسلوباً.

وبغض النظر عن مدى ( صحة ) ومبررات الاضطهاد ، فلقد نظر الأوروبي لليهودي نظرة حقد وضغينة وربما حسد لقدرة اليهود غير المحدودة على الإثراء رغم كونهم أقلية حيثما حلّوا .. ولقدرتهم العجيبة على استفزاز الآخر وتحفيزه على اضطهادهم كوحدة متماسكة ، ما يتيح باستمرار تعميم النظرة نحوهم والتعامل معهم بشكل كراهية كلي .

ومن بعد القم الغرب ؛ العرب؛ الحجر اليهودي ، وجعلوا ممن كرهوهم واضطهدوهم قرونا قضية انسانية ، واجمع متناقضو الغرب على دعم اليهود كل بطريقته ، وتحميل المنطقة العربية مسؤولية حمل أوزار اليهود تجاه الغرب وأوزار الغرب تجاه اليهود . في مسعى غربي مزدوج تقاطع مع العقلية اليهودية التلمودية ، في زمن كان فيه الرجل المريض ؛ مريضاً ، حيث كان ميزان القوى الدولي مختلا لصالح الحلفاء والمحور( رغم تباينهما ) كان كلاهما معني بإقامة الكيان الصهيوني على الأرض العربية بكيفيات متباينة!؟ ، وفي كلا الحربين العالميتين ، وحتى ما قيل انه المحرقة أو اضطهاد اليهود سواء كان كذبة كبيرة أو حقيقة كاملة أو حقيقة بولغ فيها ، صبت جميعها في خانة تقاطع المصالح الغربية الصهيونية ضد العرب

هذه واحدة من اكاذيب الغرب

والغرب الأمريكي هو أول من استخدم القنبلة النووية في ناغازاكي وهوروشيما وأنواعا اخرى محرمة دوليا في العراق وهو أول من جربها حتى على جنوده ورفض في اعقاب حرب العراق الأولى تحمل مسؤولية معالجتهم بحسب تقاريرهم ، وهو أول وآخر من استخدم الأسلحة الجيوفيزيائية ابتداء بفيتنام، والغرب هو الذي سرب اسرار صناعة القنبلة النووية لإسرائيل وبنى أكثر من مفاعل نووي، وهي الوحيدة في المنطقة الذي تمتلك على أقل تقدير 200 قنبلة نووية . ومفاعلها النووي ديمونة انتهى ومع ذلك لا يحال على التقاعد بكل ما يحتمل ذلك من مخاطر كارثية .

وتريد أمريكا والغرب من إيران ومن سورية وكوريا الديمقراطية ؛ الإلتزام بمعايير هم أول من لم يلتزم بها ، بل عمل على تقويضها تماماً .

والغرب هم أكثر شعوب الأرض التي خاضت الحروب الأهلية والدينية والإقليمية والعالمية سواء فيما بينها أو باتجاه المنطقة العربية أو الشرق أوسطية أو تجاه غيرها من قارات قديمة وجديدة .

والان وبعد أن ( شبعوا ) من الحروب واستقرت امورهم ، ما انفكوا يعملون على اشعال الفتن والحروب والفوضى عند غيرهم وبخاصة في منطقتنا العربية ، ومن أمثلة ذلك دعاواهم قبل احتلال العراق أن الشيعة مضطهدون في العراق رغم أن نسبة الشيعة في قائمة المطلوبين أمريكيا من قادة النظام وقتذاك بلغت 65%  . والآن يتحدثون عن أن السُنّة هم المضطهدون ، وفي كلا الأحوال هم يريدون تفريغ ميلهم العجيب للصراع والدم والفتن ، بحرف البوصلة عن العدو الحقيقي حيث يصبح الصراع سنة شيعة وعربيا فارسيا ، وهو ما يريح تماماً الغرب وراس حربته إسرائيل وغيرهما .

لقد أفقد المشروع الروسي؛ الغرب وامريكا عنصر المناورة في موضوع السلاح الكيماوي ، وسحبت الموافقة السورية عليها الذريعة ، ومع ذلك فإن بعض الغرب يعيش زمن اللامعقول إذ ( يتشرّط ) وهو يعلم انه منهزم سواء خاض الحرب أو لم يخضها ، وأن من انقذه من حالة الحرج قادر على خوض اللعبة مجدداً وتعريته سياسياً ، في حين لن يكون ممكنا أمام الغرب التوجه نحو حافة الهاوية مجدداً . فألاعيب الغرب باتت أكثر من مكشوفة، وتكرار الماضي في تجربتي افغانستان وحربيْ العراق وليبيا غير ممكن . لاختلافات كثيرة معروفة بدقة ، لذا على الغرب أن يرعوي وان يدرك حجمه الحقيقي في ميزان القوى العالمي ، بمنتهى الكياسة والأدب الذي يليق بعقلاء .

لقد انتهت عصور خلق الأزمات ودعوة الاخرين لتحمل اعبائها ، كقضايا اليهود والحروب والفتن واسلحة الدمار الشامل ، لم يعد ممكناً حل مشكلات الغرب المأزوم على حساب العرب أو غيرهم من خلق الله .. وبات على أمريكا واوروبا العجوزتين ومن يتبع حل مشكلاتهم  المتعددة وعدم تصديرها إلى الآخر ، ذلك احرى بهم ، وإلا فإن مشكلاتهم ستصبح مركبة .

[email protected]

قد يعجبك ايضا